شروق الشمس

332 50 2
                                    


بعد قتل الكبار هتف الجميع وصرخوا، منهم السعيد، ومنهم الغاضب، بدأ المؤيدين للكبار بالاندفاع نحو منصة الإعدام، يرغبون بقتل أدم، بدأ الجنود يحتشد حول أدم لحمايته، صاح كلارك بأعلى صوته وقال: أحموا القائد بحياتكم، أطلقوا على كل من يتخطى الحاجز.
بدأ الجيش بالتحرك بعضهم يقبضون على عبيد الكبار، وبعضهم يشكل حاجزا لكي لا يقتربوا، استطاع شخص ما الصعود، لكن تم إطلاق النار عليه عندما سقط ذلك الرجل، توقف الجميع عن الحركة، ظناً منهم أنهم لن يقوموا بقتل أحد من المدنيين، لكن أثبت الجنود في جديتهم في حماية أدم، تم القبض على كل عبيد الكبار وسجنهم مع الجنود المعارضين لأدم.

بعد أن عم الهدوء خرجت امرأة بجانبها فتاة شابة جميلة، قالت المرأة بصوت متهزز من الحزن والخوف، قائلة: أين هو أبني جيرمي؟! أنا لا اراه مع باقي الأبطال؟ هل حدث شيء له؟
تقدم جون وقال بصوت قوي عالي سمعه الجميع: يسعدني أن أقول إن جيرمي، وجان، وسوزان، وشادو، وجابريل، وسام، وإيما، وساو، قد أدوا واجبهم بكل فخر كجنود عِظام، وأنا فخور أني قد خدمت معهم ككابت لهم.
أنها جون كلامه وقالت أم جيرمي بصوت باكي: لماذا تتكلم عنهم بالماضي؟
تابع جون كلامه قائلا: لقد تم قتل الخائن إدوارد والتخلص من جثمانه في الفضاء، سيتم تكريم أبطالنا في ظهيرة هذا اليوم ودفنهم في وطننا الجديد.
قدم جون تحيته وغادر، وتقدم أدم قائلا: تعازي الحارة للعوائل الفاقدين، لا يمكنني أن اقول سوى أني أسف لخسارتكم، مع أنني أعلم أن أسفي لن يغير شيء من حزنكم، لكن أنا حقا أسف.
نزل أدم وبدأ الجميع بالتحرك بمرافقة الجنود لإيصالهم لبيوتهم المختارة لهم، ماعدا عوائل الفاقدين بقوا مكانهم باكيين حزينين صارخين.
لم يقم أحد بفعل شيء مثل إجبارهم على المغادرة، بل بقوا ينتظرونهم حتى ينتهوا، ويغادروا، أو يبقوا مكانهم حتى الظهيرة.
لمحت لانا من بين الباقيات أمها مع أخوتها الصغار، واقفة متحيرة ماذا تفعل، توجهت لانا لها مع بقية أخوتها الذين صدقوها، قالت لانا: ما الذي تفعلينه هنا أمي؟
نظرت لها أمها، ونظرت لها بنفس النظرة الحائرة، ثم تغيرت إلى نظرة سعيدة وحزينة، قالت بصوتها الضعيف: سعيدة أنكِ بخير لانا، وأنتم أيضا سعيدة أنكم وجدتم الطريق الصحيح لتسلكوه.
قالت ليزا: أمي لماذا ما زلتي واقفة؟ تعالي لنذهب إلى منزلنا.
قالت الأم بنظرة حائرة بريئة: لكن ماذا عن أباكم؟
قال ساورد أحد أخوت لانا: ماذا عن أبي؟
قالت الأم: أنه هناك.
اشارت بيدها الهزيلة إلى المنصة، بقي الجميع منصدم، قالت لانا: أنتِ تمزحين صحيح؟
توجه الجميع إلى الجثة الملقاة على المنصة، ونظروا إليه بنظرة شفقة، وقال ليون: ماذا نفعل بالجثة؟
ليزا: قد يتم رميها مثل إدوارد.
قالت الأم التي لحقت بهم: كلا، ألا يمكنكم فعل شيء ما لنقوم بدفنه؟
صرخت لانا غاضبة: هل حقا أنت تحبين هذا الشخص؟
قالت الأم غاضبة: هذا الشخص هو أباكِ وأبوكم جميعا، أنتم لا يمكنكم فهمي ولن تفهموني أيضا، قد يكون شخصا أحمق وغبي ومحب للكبار، لكنه زوجي.
قال ليون بغضب وحزن: لكنه أهانكِ، وضربكِ، وعذبكِ، وما زلتِ تحبينه؟
قالت: أنا لم أقل لكم أني أحبه، أنا أكرهه أيضا، لكنه فعل شيء واحدا جيد في حياته، وهو أنه أنجبكم، وهذا يكفي لكي يدفن تحت التراب.
ابتسمت ابتسامة حزينة، ومتعبة، وحنونة، لم يستطيعوا أن يرفضوا طلبها، فقالت لانا: سأكلم جون ربما يؤثر على أدم.
غادرت لانا، وبقي الجميع حول الجثة، بقية تسير إلى أن وجدت جون، أسرعت في خطواتها وهي تناديه، توقف جون قائلا: ألا ترغبين أن ترتاحي؟
قالت لانا وهي تلتقط أنفاسها: أنا أيضا أرغب في أن أرتاح، لكن كما ترى المشاكل تحبني.
قال جون: ما الأمر؟
قالت لانا بتوتر: أنه بشأن الجثة التي على المنصة.
قال جون: ماذا بها؟
أخذت لانا نفسا عميقا ثم قالت: أنها جثة والدي وأمي ترغب بدفنها.
قال جون يتصنع التأثر: آه لانا أنا حقا أسف.
قالت لانا ساخرة: شكرا لمشاعرك.
ثم قال جون: سأتحدث لكِ مع أدم.
قالت لانا متأثرة بلطف جون: شكرا جون.
عادت لانا لمكان جثة والدها، وانتظروا الخبر ساعة زمان، وأتى لهم أحد الجنود قائلا: يقول لكم القائد أدم يمكنكم دفنه، لكن خارج حدود الأرض.
حمل اثنان جثة الأب، وقاموا بدفنه خارج الأسوار في منتصف الا مكان.
لم يكونوا حزينين عليه، أو سعيدين بموته، لقد كان كالشيء الذي تفقده ولا تشعر برحيله....

ما بعد الكارثة كارثة اخرىWhere stories live. Discover now