ورقة على طاولة محقق

495 56 0
                                    


في صباح اليوم الرابع تحدث إيرين إلى ران أعطته دواء لحالته، وقالت له: أشرب هذا الدواء قبل الأكل وهذا بعد الأكل سيساعدك على حل مشكلتك.
قال إيرين يخجل: شكرا لكِ ران.
قالت له ران برسمية: لا تقلق سيبقى هذا الامر سر بيني وبينك.
قال إيرين بابتسامة: شكرا.
تابع إيرين يومه بهدوء لكن بالنسبة للانا اليوم لن يمر بهدوء دون أن تكتشف مشاكل البقية لتثبت نظريتها، هكذا المحقق يعمل، لانا قررت هدفها التالي مين، لأنها عرفت سر لين سيكون من السهل معرفة سر مين، وفي وقت التدريب تدربت لانا بجانب مين وقالت له: مرحباً مين.
مين لم يرد عليها لكنها تابعت كلامها: السكين كانت جميلة حقا لكن السكين ليس كل شيء صحيح؟
نظر مين للانا ثم قال: أخبرتكِ؟
قالت لانا وهي تتابع سيرها على السير المتحرك: أجل أخبرتني، الامر قد يكون صعب لكن هل تعرف لماذا هي حصلت عليها بينما أنت لم تحصل عليها؟
قال مين وهو يتابع حمل الأثقال: كلا ولا أريد أن أعرف.
قالت لانا: بكل تأكيد أنت لا تريد أن تعرف لأنك تعرف السبب.
قال مين بغضب: كلا لا أعرف ولا أريد أن أعرف.
قالت لانا وهي تلوح بيدها: لاتكن كالأطفال مين أنت تعرف جيداً، هل لهذا السبب أنت تكره أن يهان أحد أمامك؟
غضب مين وترك المكان وذهب إلى جهاز أخر لكن لانا لا تنوي تركه، تبعته وقالت: بقي لدي يومان فقط وعلي التكلم مع الجميع لذا دعنا ننهي الامر هنا.
قال مين بتعجب: ماذا تعنين؟
قالت لانا وهي تلتقط أنفاسها: لا شيء فقط قل لي ماذا حدث في ذلك اليوم مين؟
قال مين: هل أنتِ واثقة أنكِ محققة؟
قالت لانا بسخرية: أنا محققة وطبيبة نفسية ومقاتلة ألست رائعة؟
صمت مين ثم قال: ولماذا على أخباركِ؟
قالت لانا بصوت حزين: لأنها قاعدة، لن تستطيع تجاوز الامر إذ لم تخبر أحد بشأن مشكلتك، أنت تعلم ذلك صحيح؟
قال مين بتجهم: هذه القاعدة هل أنتِ من كتبها؟ لأني لا أذكر أني سمعتها من قبل.
قالت لانا بسخرية: خطأك أنك لم تجلس مع العجائز.
ثم قال مين بجدية: في ذلك اليوم الذي قررت أن أكون جندي، كنت في الخامس عشر من عمري، كنت حينها مختلف عن الان لكن ما أزعجني عندما صرخت لين أنا أيضا أريد أن أصبح جندي، ضحك أمي وأبي عليها لكنها كانت جادة، درست بجد لتتبعني حتى أنها تفوقت علي دون أن تلاحظ، أصبحت أفضل مني والبنت المفضلة للعائلة، عندما أصبحت في السادسة عشر قررت التوقف عن الحلم أن أصبح جندي، لكن حينها أبي نظر في عيني وقال لي أنت ستصبح جندي صحيح؟ كأنه يقول شأت أم أبيت أنت ستصبح جندي، كان هذا لأجل لين لأنها ستصبح جندي، علي أن أذهب معها ففي النهاية هي فتاة وكان على حمايتها.
قالت لانا: لهذا السبب أنت توقفت عن التقدم، بالنسبة لي أجدك جندي أنسب من لين.
قال مين: أجل كان علي أن أبقى في الخلف لأجلها هذا القرار اتخذته بنفسي.
قاطعته لانا وقالت: لكن ما هو السبب الحقيقي؟
قال مين: لم أرد أن أكون في الامام، لأني إذا تقدمت أكثر هي ستتبعني، وكل ما صعدت أنا هي ستحاول أن تجاريني، هذا سيحطمها عالم الجنود صعب على فتاة مثل لين.
قاطعته لأنا وقالت: لذا أنت بقيت في الخلف ذيل اخته صحيح؟
قال مين: اجل لقد تم إهانتي طوال فترة التدريب لذا لا أحب أن يهان أحد امامي.
قالت لانا: مين بدون أن تشعر أنت حطمت أختك أكثر من كونك حميتها، هل تظن أنها كانت سعيدة وهي تراك تهان وتذل؟ هل تظنها سعيدة بالسكين؟ كلا!! إنها تشعر أن تلك السكين ثقل عليها، هي أحبتك! أعلم أنها مخطئة بتتبع خطاك، لكن كان عليك أن تتكلم حينها، لا أن تبقى صامت مين! إلى متى تنوي أن تبقى صامت؟ عليك أن تتكلم أفتح فمك وأخبرها بكل شيء، حررها من ذنبها لكي تستطيع أن تعود أختك لين.
نظر مين بتعجب إلى لانا وقال: هل أنت محققة فقط؟
قالت لانا بغضب: هل هذا وقت السؤال اجل أنا فقط محققة.
نظر مين للأسفل وقال بحزن: لم أكن أعلم أني حطمت أختي ظننت أني أحميها فقط.
قالت لانا بصوت دافئ: دائما نعتقد أننا نفعل الصواب لكن علينا دائما أن نتساءل هل هذا حقا الصواب؟ هل ما أفعله مفيد حقا؟ إذا اعتقدت أن ما تفعله صائب إذاُ أنت مخطئ لأنه لا يوجد شيء صائب.
شعر لين بالأسف وقال: حسنا أظن أنني سأتحدث معها قبل الرحلة.
ابتسمت لانا وقالت: شكرا لك مين ألان سأدعك تتدرب إلى اللقاء.
غادرت لانا وهي تفكر' مين شخصيته ضعيفة ومهزوزة هل هذا يعود لماضيه؟ ما الذي سنستفيد من جندي روحه مهزوزة هكذا؟ ولماذا سارا لم تلاحظ ضعفه؟ الكثير من الأسئلة تراودني بشأن هذه الرحلة'
اتجهت لانا إلى ران، هي لا تنوي التوقف الان لم يبق سوى يومان وعليها اكتشاف الامر قبل فوات الأوان...

ما بعد الكارثة كارثة اخرىWhere stories live. Discover now