نهاية الرحلة

370 57 0
                                    


مرت الأيام والليالي؛ التعب والأرق بادي في وجوه الجميع، أصبحوا لا يتكلمن معاً إذا ألتقوا، بالكاد يأكلون وبالكاد ينامون، لكن ما يخفف عليهم تعبهم هو العد التنازلي للأيام، باقي 10 أيام حتى الوصول إلى وجهتهم، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، أول شخص أنهار بسبب التعب كانت لانا، بينما كانت تتوجه إلى المنطقة الثانية اغمي عليها، علمت ران بذلك بسبب السوار الطبي، توجهت ران إلى مكان لانا واخذتها إلى المشفى معها، وقامت بإبلاغ ماريا بذلك أن لانا لن تستطيع العمل، وأن عليها أن ترتاح لعدة أيام لذا ماريا قامت بزيادة الأعمال على الفريق.
اليوم التاسع قبل الوصول، انهارت سارا، اصيبت بحمى بسبب الاجهاد والجفاف بسبب قلة شربها للماء والطعام، ران أبلغت ماريا بأن سارا لن تستطيع متابعة العمل، لذا قامت ماريا بزيادة العمل على الطاقم.
اليوم الثامن قبل الوصول، باقي الطاقم كان بخير تقريباً لأنهم تم تدريبهم على العمل الكثير، لكن ماريا لم تكن بخير، كانت تحرص على شرب الكثير من الماء، وأكل الكثير من الطعام لكي لا تنهار، وأيضا كانت تشرب المقويات، ماريا الفتاة المدللة أصبحت أقرب إلى رجل من فتاة، تأكل بعنف، ولم تستحم منذ فترة، شعرها مبعثر، وملابسها نفسها لم تتغير، بالنسبة للجميع ماريا قد انهارت بالفعل.
اليوم السابع قبل الوصول، لاحظ نورمان تصرفات غريبة في إيرين، يتجنب البقاء مع أي أحد، يأكل الطعام بعيد عن الجميع، لقد كان يخفي شيء ما، أخبر نورمان ديفيد، شعر ديفيد بالريب، إذ كان متعب لعلمت ران بالأمر، توجه ديفيد إلى ران وقال لها: ران هل هناك شيء غريب في صحة إيرين؟
قلت ران بحيرة: ماذا تعني بشيء غريب؟
أجابها ديفيد: حسناً أنه يتفادى الجميع، لذا أظن أنه ليس بخير ويخفي الامر.
قالت ران بعد أن تنهدت بيأس: ديفيد ليس إيرين الوحيد، كلكم مثله، لديكم هبوط في الضغط، ونسبة السكر في دمكم، والكثير من الأشياء المسببة للتعب والأغماء، والحالات الخطيرة، لكن قدرة التحمل من شخص إلى أخر مختلفة، إذا كنت أنت تستطيع الوقوف الان هو لا.
قال ديفيد: شكرا لكِ سأخبر إيرين أن يأتي لكِ.
قالت ران بغضب: وهل تظن أنه سيأتي لي؟
قال ديفيد بعد أن فكر بعناد إيرين: معكِ حق إيرين شخصية لطيفة لن يسمح بزيادة العبء علينا.
قالت ران بضجر من وضعهم الحالي: عاجلاً أم أجلاً هو سينهار، أو سيخطأ في أعماله، حينها يمكنك أرساله لي.
قال ديفيد وهو ينظر إلى أسرة المشفى: كيف حال الفتاتان؟
قالت ران بحزن: متعبتان جداً، مع أنهن لا يمكنهن النهوض إلا أنهن يرغبن بالعودة للعمل، لا أريد أن أسبب المتاعب للجميع، بسبب جسدي الضعيف الجميع يعاني، ومن هذا الكلام.
أبتسم ديفيد وقال: لابد أنكِ تمرين بأصعب أيامك.
ابتسمت ران بحزن وقالت: أصعب أيامي قد مرت بالفعل.
تغير وجه ران، نظرات الحزن البادية على وجهها جعلت من ديفيد يعتذر ويغادر.
اليوم السابع قبل الوصول، إيرين أنهار.
قالت ران ملقية تقريرها أمام جسد إيرين الممد على السرير: لقد دخل في غيبوبة مؤقتة، يومان ويستيقظ، لا تقلق عليه كابتن.
قال جون بصوته المتعب: شكراً لجهودكِ ران.
قالت لانا بصوت ضعيف بالكاد يخرج: أنا أصبحت بخير سأتابع العمل.
قالت سارا: وأنا أيضا كابتن.
صرخت ران في وجههم: ألم أقل لكن عليكن أن ترتاحا، لا نريد أن نفقد المزيد.
صمتت الاثنتان بحزن ثم قال جون: حسناً ران، أخبريني عندما تحتاجين الى مساعدة.
قالت ران بعد أن هدأت: لا داعي لذلك كابتن أنا بخير.
غادر جون لمتابعة العمل المزيد من الأعمال والمزيد من التعب.
اليوم السادس قبل الوصول، تحسنت لانا لكن سارا مازالت متعبة، لانا لن تعود للعمل اليوم، بل ستعمل في الغد، اليوم كان عليها مراقبة الجميع وهو يعمل بجد دون توقف، هل يحصلون على قدر كافي من النوم يا ترى؟! هذا ما كانت تفكر به لانا، تشعر بالقلق على الجميع، والشوق، أرادت أن تجلس مع الجميع كما في السابق.
اليوم الخامس قبل الوصول، لانا عادت للعمل لكن لين قد انهارت،
قالت لين وهي مستلقية على فراش المشفى: أنا أسفه لا أستطيع التحمل أكثر.
قال مين الجالس بجانبها: لا عليكِ خذي قسطاً من الراحة، وقبل أن تشعري سنكون قد وصلنا.
ابتسمت لين بتعب ثم غادر مين ليتابع العمل.
اليوم الرابع قبل الوصول، الجميع متعب ومنهك، يوم الوصول قريب، هذا ما كان يصبر الجميع ويجعلهم يتابعون العمل.
اليوم الثالث قبل الوصول، الكوكب أصبح قريب لكن لا وقت لهم للتوقف لرؤيته، مستمرين في العمل للتأكد من تحمل المركبة دخول الغلاف الجوي الخاص بالكوكب.
اليوم الثاني قبل الوصول، أخر يوم للفحوصات، أخر من صمد حتى هذا اليوم كان، جون، ديفيد وشين، نورمان، مين، لانا وماريا.
عندما انتهوا من أعمالهم أرادت لانا العودة للسرير، غداً لن يكون هناك أعمال لذا يمكنهم النوم حتى قبل ثلاث ساعات من الوصول، لكن أوقفها نورمان قائلا بينما ينظر للخارج من نافذة المركبة: لانا أخبريني مجدداً كيف يبدوا كوكب الأرض؟
قالت لانا بتعب: لقد أخبرتك، كان أزرق كالبلورة في الفضاء، ومليء بالماء يمكنك معرفة ذلك من النظر له، لماذا تسأل؟
صمت نورمان ولم يجب، تابع النظر للخارج، مما سبب الريب إلى لانا، توجهت إلى النافذة التي ينظر إليها نورمان، ورأت كوكب أزرق كما وصفته تماماً، أو كما وُصف لها تماماً، كانت خائفة وقلقة.
قالت لانا بخوف: هذا مستحيل، نحن كنا في كوكب الأرض، كيف لهذا أن يكون؟! ربما يشبهه وحسب، فكوكب الأرض الذي أتينا منه قد دُمر، لهذا ربما هذا كوكب أخر صحيح نورمان؟
قال نورمان بصوته الجاد: ما الذي تقولينه؟! لم أفهم شيء من كلامكِ.
قالت لانا بانزعاج: نورمان أنا جادة.
نظر لها بعيون قلقة ثم قال: لنتمنى أن يكون هذا كوكباً أخر.
صمتا الاثنان واكتفيا بمراقبة الكوكب وهو يقترب شيئا فشيئا.

ما بعد الكارثة كارثة اخرىOù les histoires vivent. Découvrez maintenant