وداعا يا أنا

416 52 1
                                    

في الساعة الخامسة توجه الجميع الى المشفى، هناك كان جثة جيرمي في حجرة كالتابوت، وكان كل شخص بيده وردة،
قال جان: هذه الحجرة وضيفتها للعلاج، لكن يمكنها ان تبقي على جثة جيرمي سليمة.
تقدمت سارا و وقفت بجانب جثة جيرمي وقالت بصوت حزين: جيرمي، كان جيرمي بهجة المجوعة، كانت ابتسامته اللطيفة تطفي جواً رائعا،ً سأفتقدها.
وضعت الوردة وعادت الى مكانها بجانب ايرين، وضعت يدها خلف ظهر ايرين، تقدم ايرين الى جيرمي وقال وهو يبكي: لماذا لا يمكنني ان ارى وجهك لأخر مرة جيرمي؟ اجبني، ماذا علي ان اقول لأمك وفتاتك اذا سألوني عن رأسك؟ هو فقط انفجر، هذا ليس جيد جيرمي، هم لم يروا وجهك طوال مدة طويلة انهم مشتاقون لوجهك، وهم لن يروه مجددا ولا حتى لأخر مرة هذا ظلم جيرمي.
انهار ايرين بالبكاء على جثة جيرمي اتجهت سارا له وامسكت يده، وضعوا الزهرة في التابوت، ساعدته على النهوض و وقفوا بجانب بعض، عند زاوية الغرفة ايرين يبكي وسارا تحاول ان تهدئه،
تقدم واحد تلو الاخر ليضع الورد على التابوت، عندما حان دور لانا تقدمت و وضعت الوردة عند مكان الرأس وقالت: لقد كنت مثلها، مثل وردة مشرقة يحبها الجميع، ولأنك الوردة الاجمل تم قطفك قبل الجميع.
ابتسمت وهي تنظر له وقالت: مثل اميرة نائمة لكن اميركِ ليس هنا.
عادت لانا الى مكانها ثم ذهب جابريل لقد كان الاخير وضع وردته ايضا عند مكان الرأس وقال وهو يبكي بانهيار: انا اسف انا اسف انا اسف انا اسف.
استمر بقولها مع تعجب الجميع جابريل الشخصية المتسلطة و العنيدة والقوية يبكي كطفل ولماذا يعتذر؟!
ابعده شادو، ثم اتجه جان للحجرة وبدأ يخفض درجة الحرارة، و بعدما انتهى وضعها في المخزن وكان الجميع يراقب بصمت، اثناء عودة جان للجميع بدأ يسير كشخص ثمل، يمين ويسار ظنوا انه مريض او متعب لكن عندما وصل لهم (باااااااام) انفجر رأسه،
الاشخاص الذين اصيبوا بالدماء هم
_ جابريل، شادو، ساو، سوزان، سام، ايما_
بينما الجميع كان مصدوم وخائف ران قالت: سبع ساعات منذ تعرضه للجرثومة حتى الان.
قالت لانا وهي تنظر الى ايما بخوف: اذا انتِ تقولين انه امامهم سبع ساعات قبل ان يموتوا؟!
صرخت لين وكسرت الصمت الخائف: كلا لا اريد ذلك، اوقفي ذلك ران، انتِ طبيبة ايضا يمكنك فعل ذلك صحيح؟! اوقفي ذلك ران.
بقيت تصرخ على ران لكن ران لم تجب وبقيت صامتة،
عانق مين لين بقوة وهو يحاول ان يهدئها لكن لا فائدة بقيت تصرخ وتبكي،
بهدوء قالت ران: سأنقل جثة جان الى غرفة الفحص لأتابع فحوصات جان، ماهي اوامرك كابتن؟!
قال جون: سنقوم بعزل المصابين كيلا تنتشر الجرثومة، حتى الان نحن لا نعرف كيفية انتشارها، لكن كل ما نعرفه هو ان جان الذي اصيب بالدماء قد مات بنفس الجرثومة، وقد تكون هذه طريقة انتشار الجرثومة، لهذا سنقوم بعزل المصابين لكيلا يعدون احداً اخر، اما الباقي افعلوا ما تشاؤون الى حين تعثر ران على الترياق، هذا كل شيء.
بقي الجميع ينظرون الى بعض صامتين ولم يتحرك احد من المجموعة الى ان قال جون: ديفيد شين نورمان ايرين لين مين هذا عملكم كونكم جنود نفذوا الاوامر حالاً.
مسح ايرين دموعه وابتعد عن سارا، ابعد مين لين وابقاها عند سارا، تحرك كل من ايرين ومين وشين ليأخذوا المصابين الى المعزل، ديفيد ونورمان ساعدوا ران بأخذ جثة جان الى غرفة الفحص،
بقدر هدوء الغرفة ملئ صراخ لين المكان، بقيت لانا واقفة لا تعرف ماذا تفعل، صراخ لين عبر عن عجز لانا، فهي ايضا ارادت ان تصرخ لكن مهما حاولت صوتها لم يخرج، بقيت واقفة سارا لم تكن تعرف ماذا تفعل، كانت لين تبكي بين يديها ولانا المتصلبة، فقط تنظر للأرض اتجه ايدوارد لها وقال: لانا.
التفتت لانا له وقالت: انا بخير سأذهب لكي ابقى بجانب ايما.
غادرت لانا المكان متجهة الى غرفة الحجز، امام غرفة الحجز هناك نافذة كبيرة يمكنك رؤية الاشخاص الذين في الداخل وهم ايضا يمكنهم رؤية من في الخارج،
عندما وصلت لانا كان ايرين ومين واقفان عند النافذة، ايرين كان يبكي ومين يحاول تهدئته، اما شين كان وافق خلفهم ويراقب بصمت وحزن، اتجهت لانا الى ايرين وقالت له: هذا يكفي ايرين، قد تكون هذه اخر سبع ساعات لنا معهم، بدل البكاء طوال الوقت لماذا لا نقضيها معهم ونودعهم بشكل جيد لكيلا نندم مثلما حدث مع جيرمي.
نظر لها ايرين وقال: لا يمكنني فعلها انا لست قويا مثلكِ لانا.
قالت له لانا بصوت حزين: الامر ليس انني قوية، الامر فقط اني اثق بران انها ستفعلها، ستنجح في صنع الترياق في السبع ساعات القادمة، لهاذا انا لن ابكي ليس الان سأبكي بعد هذا.
هز ايرين رأسه وبدأ بمسح دموعه عاد للخلف وجلس على احد الكراسي المقابلة لغرفة الحجز، نظرت لانا الى مين ثم قال مين: سأذهب الى لين.
غادر مين وبقيت لانا تراقبه بعد ان غادر نظرت الى اصدقائها في الداخل وقالت لهم: لا تقلقوا ران ستفعلها دعونا فقط ننتظرها.
لكن كلمات لانا لم تؤثر بأحد منهم، خائفين وهادئين لم يقولوا شيء ولم يفعلوا شيء فقط صامتون،
نظرت لانا لهم بحزن ثم توجهت الى شين ثم قالت: الامر صعب لا يمكننا فعل شيء.
قال شين: هم يعرفون انهم قد يموتوا خلال سبع ساعات.
قالت لانا: ماذا كنت ستفعل لو كنت مكانهم؟!
قال شين: لا اعلم انا لست مكانهم.
صمتت لانا وبقيت تراقبهم بصمت، مرت نصف ساعة، جون وبقية الطاقم اصبحوا ينتظرون عند غرفة الحجز والجميع صامت، بين الحين والاخر ينهض جون لتشجيعهم لكن لا امل، مرت ساعة تليها ساعة بقية ساعة واحدة على موتهم، حينها بدأ الجميع بالتحرك او بالأحرى بتوديع بعضهم البعض، اول من نهض كانت ايما نهضت وقالت: لانا دعينا نتكلم.
نهضت لانا وهي تنظر للجميع بتعجب، الى ان وصلت للزجاج قالت: ما الامر ايما؟! انتِ لن تقومي بتوديعي صحيح؟!
قالت ايما: هل ابدوا لكِ كذلك؟
قالت لانا: كلا اجل لا اعلم!!
ايما: لانا انا اسفة، لقد حذرتني لكن انا لم اسمع كلامك، لا اعرف لماذا لكن ربما تمنيت، لو انك تخطئين هذه المرة، لكن دائما وابدا شكوككِ كانت صائبة، هذا يحبطني قليلا، اعتني بالطاقم جيدا لانا، انا احبك كأخت لي وسأبقى احبكِ للأبد.
انهت كلامها وكانت لانا تراقبها بصمت مع نظرة حزن وتوديع قالت لها لانا: انا ايضا احبك.
ضلتا تنظران لبعضهما لفترة ثم قالت ايما: اخبري شين عن مشاعري.
فقالت لها لانا بخوف: لماذا لا تخبريه بنفسك؟!
قالت ايما: لا وقت لدي.
انهت جملتها وصمتت، اخر ما رأتها لانا هي ابتسامة ايما الدافئة واللطيفة، لانا دائما احبت تلك الابتسامة، لكنها الان لم تعد موجودة،
صرخت لانا بكل قوتها وبدأت بضرب الزجاج: ايمااااااا ايماااا ايماااا
ضلت تصرخ باسمها، جميع من في الداخل بدأوا بالبكاء خوفاً، اما اللذين في الخارج نهضوا ليبعدوا لانا عن الزجاج، سحبها ايدوارد للخلف وهي كانت تريد الذهاب الى الزجاج، تريد كسره تريد اخراج ايما من هناك، ضلت تبكي وتصرخ وايدوارد يحاول تهدئتها ويقول: هذا يكفي لانا، ايما ماتت لا يمكن إعادتها، انتِ تعرفين ذلك اهدئي ارجوكِ.
لكنها لم تهدأ، اخذتها سارة منه وعانقتها ،وبكت وبكت وبكت توقف صراخ لانا كان مستحيل، لقد فقدت لانا للتو نفسها الاخرى.

ما بعد الكارثة كارثة اخرىWhere stories live. Discover now