فتيل الشعلة

473 55 2
                                    


اليوم الثالث بغير العادة استيقظ الجميع بكلمة: صباح الخير. صنع الفتيان الطعام بروح مختلفة لقد كانوا يتكلمون مع بعض ليعرفوا بعضهم، هل تجيد التقطيع؟ هل أنت جيد مع الزيت؟ أنا لا أحب المخللات، دعنا نصنع عصير مع الإفطار بدل القهوة، أنا أحب أن أشرب الشاي مع الإفطار، أنا أفضل أن أشرب شيء ساخن، والكثير من الأحاديث الجميلة وكأن أصبح للمنزل روح، وقت التدريب كان لإيرين مشكلة مع جهاز الركض ساعده جابريل على تخطي المشكلة، لانا كانت تراقب بصمت تصرفات جابريل وهي تشعر أن هناك شيء خاطئ، أنتهى وقت التدريب وحان وقت صنع الغداء، كانت لانا تعمل بصمت طوال اليوم صمت لانا جعل سارا خائفة، فهي لا تصمت إلا إذا كانت تفكر، (في ماذا تفكر هذه الشيطان؟) هذا ما كانت سارا تفكر به، مر الوقت بسرعة وسارا تراقب لانا، نهاية اليوم الجميع ذهب للنوم لكن لانا أوقفت جابريل وقالت له: جابريل هل يمكن أن نتحدث قبل الذهاب للنوم؟
شعر جابريل بالريب لكنه وافق وذهب الاثنان إلى غرفة الجلوس بينما الجميع ذهب للنوم بتعجب لانا وجابريل ما الذي يحدث؟
جلست لانا صامتة لم تقل شيء إلى أن قال جابريل: لا أظنكِ ستعترفين بالحب لي صحيح؟
ضحكت لانا ثم قالت: كلا لقد كنت أتأكد أن لا أحد يتنصت علينا.
قال جابريل: إذا ماذا تريدين مني؟
قالت لأنا وهي تنظر للأعلى: جابريل الرجل القاسي أهان الجميع في أول يوم لنا وفي ثالث يوم جابريل الحنون يساعد الجميع.
ثم أنزلت رأسها ونظرت له بشك وقالت: جابريل من أنت بالضبط؟
رد جابريل بحذر: لم أفهم ما قلته هل يمكنكِ أن تشرحي أكثر؟
قالت لانا بنبرة تحقيق: لا تتظاهر بالغباء جابريل أنت أذكى من هذا.
قال جابريل: حسنا أنتم من طلب مني أن أكون لطيف مع الجميع وأنا نفذت طلبكم.
قالت لانا وهي تنظر بحدة له: جابريل من تخدع برأيك؟
صمت جابريل ونظر للأسفل بنظرة حزن وقال: أردت فقط...
ثم صمت ليجمع أفكاره ثم تابع كلامه: لا شيء أنت مخطئة لانا، سأذهب للنوم أحلاماً سعيدة.
ردت لانا بسرحان: أحلاماً سعيدة.
قالت لانا في نفسها' إنه يخفي شيء بالتأكيد'
ذهبت لانا للنوم لكن في منتصف الليل استيقظت بسبب كابوس لكنها لم تذكره، لقد كانت فقط خائفة ولا تعرف السبب رغم ذلك ذهبت لتفقد الجميع إذا كانوا على قيد الحياة، بعد أن تأكدت من الجميع نزلت لانا للأسفل لشرب الماء، حينها سمعت صوت تقيئ من حمام الرجال، شعرت بالقلق لذا ذهبت لتفقد الامر، فتحت الباب ببطء ورأت إيرين يتقيأ، شعرت بالقلق لكن ما زاد قلقها هو وجه إيرين، كان شاحباً مصفر ومليء بالقيئ والدموع، كان ينظر لها وكأنها أخر شخص سيراه، لم تعرف لانا ما تفعله كانت فقط جامدة، نهض إيرين وغسل وجهه ثم غادر الحمام مر من لانا وتجاوزها لكنها استدارت بسرعة وأمسكت يده وقالت: دعنا نتحدث إيرين.
قال إيرين بسخرية وتعب: هل أصبحتِ تعملين بدل سارا.
قالت متابعة سخرية إيرين: حسناً إذا كانت سارا لا تعمل على أحد أن يعمل بدلها صحيح؟
ضحك إيرين ضحكة متعبة ثم قال: حسناً لكن لا تخبري أحد بما رأيته.
قالت لانا: حسنا تعال معي.
ذهب الاثنان إلى غرفة الجلوس وقالت: يبدوا أن هذه الغرفة أصبحت غرفة اجتماعاتي الخاصة.
ضحك إيرين وجلس ثم قال: حسنا ما هو السؤال الاول؟
قالت لانا بجدية: منذ متى؟ ولماذا؟
أجاب إيرين بصوت متعب: ليس منذ فترة طويلة، أظن منذ أن جُندت أصبحت هكذا، الجميع قال إني رائع عندما أكل كثيراً لكن إذا أكلت الكثير سيزيد وزني، وإذا زاد سأطرد لهذا كان على أن أجد حل.
قالت لانا: لهذا أصبحت تتقيأ بعد كل وجبة!!
قال إيرين بحزن: أجل بعدها أصبح الأمر عادة لدي بعد كل وجبة أكلها أتقيأ، حتى لو لم أرد ذلك.
قالت لانا بقلق: ألم يلاحظ أحد ذلك؟
قال إيرين مبتسما بسخرية: كلا لم يلاحظ أي أحد!!
قالت لأنا بارتياح: هذا جيد إذا الأمر سيبقى بيني وبينك وأيضا ران.
قال إيرين بانزعاج: لماذا ران أيضا؟
قالت لانا بابتسامة: لأنها هي من ستعالجك.
أبتسم إيرين بخوف وقال: لا مجال للتراجع صحيح؟
قالت لانا بابتسامة عريضة: أجل.
بعدها غادر إيرين للنوم تاركا لانا بأفكارها 'أولا لين جندي تعشق أخاها وهذا سيؤثر في أدائها، ثانيا شخص كل ما أكل تقيئ، ثالثا سارا لم تشعر أبدا كون إيرين متعب لا نفسيا ولا جسديا، ورابعا جابريل يخفي سر وهو السبب في كون هذه المجموعة ليست من النخبة، من المفترض أننا ذاهبون لننقذ البشرية لكن يبدوا أن الامر مختلف'
عادت لأنا لغرفتها وهي تفكر من التالي؟ ...

ما بعد الكارثة كارثة اخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن