ساقٌ بلا بتلات

400 50 8
                                    


بعد وقت طويل من البكاء هدئت لانا، شين جلب لها الماء جلس بجانبها ثم قال: لم نتحدث كثيراً هناك، لكن بذلت كل جهدها لجعل المكان مثل المنزل، لقد كانت فتاة جيدة.
قالت لانا بدون أي مقدمات: لقد أحبتك، وكانت تحاول الوصول إليك، لكنها لم تنجح.
صمت شين ولم يعرف ماذا يقول، ابتعد شين ووقف في الزاوية وهو سرح، ذهب تفكيره إلى مكان أخر، باغتت لانا الجميع وذهبت إلى ران، عندما دخلت قالت ران: أذكر أني قلت دعوني. صمتت قليلا ثم قالت: لوحدي.
قالت لها لانا: كم بقي لكِ لتجهيز العقار؟
قالت ران: دقائق أخرى.
قالت لها لانا بانفعال: أنا حمقاء ولا أعرف بالعلم شيء، هل يمكنكِ أن تجيبي على سؤالي؟
قالت ران بحزن: أجل سأحاول.
سألت لانا: من أين أتت هذه الجرثومة اللعينة؟
قالت ران شارحة: اختصاراً للأمر، جيرمي كان سليماً عندما صعد للمركبة، هذا يعني أنه أصيب في المركبة هل فهمتي ماذا أعني؟
قالت لانا بصوت متعب: يوجد قاتل لعين في هذه المركبة، وسأجده وسأقتله.
غادرت لانا وهي غاضبة تعجبت ران لهذا، لذا هي تفقدت صحة الأعضاء، فعرفت أن إيما قد ماتت، فقالت ران بقلق: أظن أني أعطيت المعلومات للشخص الخاطئ، أمل أن لا تسمح لمشاعرها بالسيطرة عليها.
عادت لانا إلى مكانها سألتها سارا: أين كنتِ؟
أجابت لانا: في الحمام.
صمت الجميع مجدداً لكن كسر الصمت صراخ سوزان: لا أريد الموت، فليساعدني أحد ما أرجوكم، لا أريد أن أموت.
حاول الجميع تهدئتها لكنها كانت خائفة، بقيت هكذا حتى صمتت للأبد.
غادرن الفتيات أولاً وبقي الفتيان يكافحون.
ساو وسام، شادو وجابريل، هؤلاء الأربعة هم من بقي.
نهضت لانا وقالت: جابريل أحتاج إلى إجابة سؤالي حالاً.
قال لها: سأخبركِ قبل أن أموت.
فقالت له: قبل أن تموت أو بعد أن يموت شادو؟
غضب جابريل واتجه لها غاضباً وقال لها: ماذا تريدين؟
قالت له: ذلك الشخص بالتأكيد يعرف الترياق لن يعرض حياته للخطر بكل تأكيد.
قال لها: لانا أنا لست أحمق لأقع في فخكِ، كلانا نعلم هدف ذلك الشخص قتل الجميع، من المستحيل أن يكون يملك الترياق هذه مهمة انتحارية.
فقالت له: إذاً يمكننا إيقافها صحيح فقط أجب بنعم أو لا.
لم يجب عليها هو فقط نظر لها ثم قال: لانا لا تفقدي عقلكِ الان، مازال أمامكِ الكثير لتعيشيه.
أمسكت لانا غضبها وعادت للخلف وبقية تراقب بصمت، بعد فترة قصيرة نهض سام وقال: ماريا، كابتن.
تقدما الأثنان وهما ينظران لبعض، قال جون: ما الأمر سام؟
قال سام بحزن: قد يبدوا عليها أنها فتاة مدللة لكنها تعرف كل جزء في هذه المركبة، يمكنها تفكيكها ثم تركيبها مجدداً دون أن تخطء لذا لا تقلق كابتن وأعتمد عليها.
أغمض جون عينيه لفترة ثم قال: حسناً أذهب بسلام سام.
نظر سام إلى ماريا وقال: ماريا أنا أثق بكِ لذا أنا سأترك سورا بين يديك.
بدأت ماريا بالبكاء ثم قالت: كلا أنا لا أريد ذلك سورا لن تكون بخير بدونك سام.
ابتسم سام ثم عاد للخلف أستلقى على أحد الأسرة ثم......
بدأت ماريا بالبكاء عانقها جون لتهدئ قليلاً، أعادها للخلف عند سارا، شعرت لين بالخوف (قبل أن يموت أريد أن أخبره بمشاعري)،
مرت دقيقة أخرى غادر المكان كل من شين وديفيد وايدوارد،
بقي هناك لانا وسارا ولين ومين، وجون، وإيرين، ونورمان.
عم الهدوء المكان وفور أن شعرت لين بالشجاعة بدأ ساو بالصراخ: لا أريد أن أموت لا أريد أن أموت.
ضل يكرر نفس العبارة بهلع يضرب برأسه الجدار ويصرخ، ذهب شادو لتهدئته لكن لا فائدة، جابريل ذهب وسحب شادو وقال له: أبقى بعيداً.
صرخ عليه شادو: لا يمكنني تركه على هذا الحال.
صرخ جابريل: هو سيموت قريباً.
صمت شادو ونظر له بغضب: هل ردة فعلك هذه ستكون مماثلة لو كنت أنا بمكانه؟
صمت جابريل ولم يعرف ماذا يرد، أجل ماذا سأفعل إذا مات شادو قبلي؟ هذا ما كان يفكر به، ماذا لو شادو فزع مثل ساو؟ كيف سأجعله يهدأ؟
بينما هو يفكر كان شادو يحاول تهدئة ساو، بقوا هكذا لدقائق قبل أن ينفجر رأس ساو نهضت لين وصرخت: شادو.
بعدها أنفجر رأس ساو، اتسخ شادو من دماء ساو، صرخ شادو مفزوع عاد للخف وهو يصرخ أوقفه جابريل وقال له: لهاذا أخبرتك أن لا تذهب.
بدأ شادو بالبكاء أما لين بقيت تراقب بصمت وهي تبكي.
قالت لانا وهي جالسة بعيداً عن لين بصوت عالي: لا يوجد وقت كافي وقد لا يكون هناك وقت.
كانت خائفة وترتعش من الخوف، خطواتها بطيئة وثقيلة، عندما وصلت إلى النافذة شعر بها جابريل علم أنها ليست هنا لأجله لذا أتعد عن شادو وعاد للخلف، شعر بها شادو ثم استدار بعد أن مسح دموعه وقال: هل أنا مثير للشفقة؟
فقالت وهي تبكي: كلا.... كلا.... أنت لست كذلك.
ابتسم بحزن ثم قال: لقد كنت اتسأل ما هو الشعور قبل أن تموت؟ ما كان شعور ذلك الفتى؟ لقد أخبرتكم أنني سأموت عما قريب يا ترى هل شعر ذلك الفتى كذلك أيضا؟
قالت بصوت مخنوق: ربما... أنا لم أكن أعلم أنك صادق عندما قلتها أنك ستموت..... ظننت أنها بسبب ذنبك الذي شعرت به، لو... لو كنت اعرف مسبقا.... لو كنت اعرف....
قاطعها وقال: لو كنتِ تعرفين ماذا كنتِ ستفعلين؟
قالت وهي تبكي بقوة: لأخبرتك مسبقا عن لأخبرتك مسبقا بكل شيء.
ابتسم وقال: أجل لكن نحن لا نعلم كل شيء هذا مخيف أليس كذلك؟
قالت له بقلق: هل... هل كنت ستقبل بي؟
أنزل رأسه ليخفي دموعه ثم قال بصوت باكي: أجل بكل تأكيد، أنتِ فتاة رائعة لين، كنت أحب أن نخرج معاً، ونفعل أشياء مرحة معاً، لكن ربما في وقت أخر لين، هذا إذا سمح لنا مين أكيد.
ابتسمت لين وقالت له وهي تبكي: شكراً، أجل ربما في وقت أخر، سنلتقي مجدداً أنا واثقة من هذا.
ابتسم لها وقال: أجل بكل تأكيد.
صمت قليلا ثم قال: مين أعتمد عليك أعتني بها جيداً.
شعرت لين بشعور غريب وكأنها فارقت الحياة لكنها مازالت على قيد الحياة، شعرت بالاختناق وآلم في صدرها يضغط عليها، لم تعد ترى شيئاً ولا تسمع شيئا، الوقت توقف هي فقط ترى وجه شادو المبتسم وتسمع صوته يناديها، لقد كانت أجمل لحظة في حياتها.
أتجه مين إلى لين أخذها في حجره وأبقاها هناك لكي لا ترى شيئا، قال لها بدفء: أغمضي عينيك عن كل شيء، أغلقي أذنيك ولا تسمعي شيء، أنا هنا سأحميكِ من كل شيء، تذكري دائما أنا هنا من أجلكِ.

ما بعد الكارثة كارثة اخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن