المُحاكمة

363 49 0
                                    


تكرر الأمر أكثر من مرة، سُجن بعض رفاقهم وقص ما حدث لهم لمن صدقهم. لانا عرفت، بل أمنت، أنها ستضطر لقتل والدها، لأنه سيكون أكبر معترض على الأمر وسيشكل خطراً على المجتمع الجديد.
حل المساء، والأمر مازال مستمر، الفريق التالي كان قائدها هو ليزا، أحد أخوات لانا، لانا كانت بالفعل متعبة، لكن كان عليها الخروج ومحاولة التأثير عليها، هذا كان اتفاقهم، لانا وجون هما الشخصان الوحيدان اللذان على علاقة بالقادة، لذا كل ما خرج قائد خرج أحدهما، منهم أصدقاء جون ومنهم أخوت لانا.
أمسك نورمان يد لانا، ونظر إلى عينيها المتعبتان وقال لها: هل أنتِ بخير؟
ابتسمت لانا بهدوء وقالت: لا تقلق أنا بخير فأنا أعلم أنك بجانبي.
ابتسم نورمان، وغادرا وهو ممسك بيدها.
قالت ليزا بعد سماعها كلام لانا: إذا هذا ما حدث.
قالت لانا بعزم: أجل هل أنتِ معنا أم ضدنا؟
قالت ليزا ساخرة: هذا سريع، ماذا حدث للباقي؟ (تعني باقي أخوتها)
قالت لانا بحزن: لم يصدق أحد منهم.
ضحكت ليزا ثم قالت: تربوا على ذلك، يوما ما سيفهمون كل شيء.
قالت لانا بجسرة: ومتى ذلك اليوم؟ لا تحلمي بالمستحيل.
قالت ليزا وهي تنظر للسماء: حتى المستحيل يصبح ممكننا.
تعجبت لانا وقالت: من أين لكِ بهذه الحكمة؟
قالت ليزا: من أمي، هي من علمتني ذلك.
قالت لانا: ظننت أني الشخص الوحيد القريب إلى أمي.
قالت ليزا بحزن: أنتِ لا تعرفينا.
أجابتها لانا: أنا لا أعرف نفسي.
قال نورمان بانزعاج: أسف على المقاطعة لكن نحتاج إلى جواب.
سألت ليزا وهي تشير إلى نورمان: أهذا حبيبكِ؟
قالت لانا: لما تقولين ذلك؟
قالت ليزا وهي تتأملهما: لأنه يشبهكِ.
أجابت لانا بابتسامة: أجل.
ابتسمت ليزا وقالت: أنا معكم، ماذا عنكم يا رفاق؟
خاطبت مجموعتها بخطاب قوي يجعل الشاك يوقن بكلامها، أنظمت المجموعة كلها، ما عدا شخصان، أستمر الأمر على هذا الحال، وكان الأثر الأكبر على لانا وجون، فهما كانوا يصرخون على أصدقائهم، و معارفهم، ويرمونهم بالسجن.
بالنسبة إلى لانا كان هناك نورمان ليدعمها، لكن جون كان يواجه الأمر كله لوحده، بعض الأحيان تتحدث معه ران، وأحيانا سارا، وأحيانا أخرى يتجمع الطاقم كله حوله ليخففوا عنه الأمر.
حل المساء وانتهت الحفلة، من أصل خمس مئة جندي، وقائد، أنظم لهم أربع مئة وعشرون شخص، وسجنوا ثمانون شخص.
قال جون مخاطبا الفريق: بعد ساعة سنتجه إلى المركبة، لنواجه الباقي بالأمر، ولنوقظ القائد آدم، وبعدها تبدأ المحاكمة.
صرخ الجميع بصوت عالي وحماس، دماء الجميع تغلي، الكثير من البعثات قد أُرسلت، ولم يعد أحد منها قط، لم يكن أحد يعرف السبب، لكن الان يعرفون السبب، لقد تم قتلهم.
منتصف الليل، أتجه الجميع إلى المركبة الأم، بقيادة جون، أبقوا عشرون شخص ليراقبوا المساجين، وأربع مئة شخص للغزوا، وعندما دخلوا كان المكان خاليا، لأنه تم أرسال الجميع إلى الخارج، تابعوا السير إلى أن وصلوا إلى قلب المركبة، حينها رأوا بعض القادة الكبار، تم تجميع الجميع في منتصف المركبة، ليخبروهم بكل شيء.
قال جون بنبرة حادة: ما رأيكم بما سمعتم؟! هل يبدوا لكم الأمر منطقي، أم محض جنون؟
قال القائد الأول: هذا محض جنون، لا يمكنني التصديق ما تقولون.
قال القائد الثاني: يا إلاهي، هل كذب علينا الكبار طوال الوقت؟
قال القائد الأول لزميله: لا تصدقوا هذا الهراء، لا يمكن أن يكون الأمر حقيقي.
بعضهم أنكروا الأمر، والبعض منهم يشعرون بالخوف والحزن، همست لانا إلى جون: أنهم يكذبون، أنهم يعرفون كل شيء.
صرخ جون بأعلى صوته: هل يمكنكم أن تصمتوا.
صمت الجميع متعجبين، أكمل جون كلامه: شكراً لكم، أطلب منكم أثبات أنكم لستم شركاء الكبار في الأمر كله، فأنتم أعلى منصب من بعد الكبار.
قال القائد الثالث: أدم أيضا يعرف بالأمر لماذا لا تسأله؟
قال جون وقد فهم مغزاه: إذا أنت تقر أنك كنت تعرف بالأمر.
قال القائد الثالث بارتباك: أنا لم أقل هذا.
قال القائد الأول بغضب: ألا يمكنك أن تخرس أيها الأحمق.
قال القائد الثاني: كنا نعرف، لكن لم يكن بمقدورنا فعل شيء تماما كأدم.
قال كلارك بغضب: لا تقارن نفسك بأدم، هو عرف بالأمر لكنه بقي في منصب ضعيف، ليس مثلكم أيها الحمقى، أصبحتم من كبار الرؤوس، والان تقول لم يكن بيدي حيله، هذا كذب واضح.
قال جون وقد نفذ صبره: هل ما زال لديكم شيء لتقولوه؟
نطق القائد الرابع وهو يبكي: لدي عائلة وأطفال، ما الذي سيحدث لهم؟
قال جون بلا مشاعر: هذا القرار ليس بيدي، بل بيد أدم.
ظهر أدم يسير من أحد الممرات، متجه إلى مكان جون خلفه ران التي ايقظته، وضع أدم يديه على كتفي جون وقال: أحسنت عملا جون، أخبرتني ران بكل شيء، كما أني استمعت إلى هذه المحادثة، عندما ينتهي الأمر سأدعك تعمل عملا خفيف.
ابتسم جون وقال: شكراً لك، حظره القائد.
وقف أدم مكان جون ثم قال: أولئك الذين شاركوا في أعمال الكبار طواعية، سيتم قتلهم، أمثالكم طبعا، أما المكرهون منهم سيتم إبقائهم على قيد الحياة، مع المراقبة الدائمة لتصرفاتهم، أما عائلاتكم سيتم الاعتناء بها، إذا رغبوا بذلك، ولهم الحرية في الرحيل مع من سيتم نفيهم، سنوقظ الكبار الان لنعرف الحقيقة منهم، وبعدها سنوقظ باقي الشعب، أعلم أنكم مشتاقون إلى أحبابكم أيها الأبطال، لكن عليكم أن تصبروا أكثر.
أنها أدم كلامه، تم إمساك القادة، ذهبت ران برفقة طبيب المركبة ومساعده وعدة جنود لأيقاظ الكبار.

قبض إيرين يده بقوة، وامسك الدموع وقال: أقترب الوقت.
تم إيقاظ الكبار، والقبض عليهم، وأرسالهم إلى منتصف المدينة، إلى مكان الأوراق والحقائق.
ثم تم إيقاظ باقي الشعب، وأرسالهم إلى نفس المكان، لأجل المحاكمة، الساعة الان الرابعة وست وعشرون دقيقة، بقي على شروق الشمس ساعة وخمس واربعون دقيقة......

ما بعد الكارثة كارثة اخرىWhere stories live. Discover now