20ج2

47.8K 1K 44
                                    


  الفصل العشرين الجزء الثانى
لترد عليها درة ببكاء بعد الصمت: بس انا مقدرش اطلق ياماما
لتنظر لها امها قائلة لها بتساؤل: بحبه والكلام الفاضى ده مش هياكل معاى الحب بيجاى بعد الجواز اصلا و....
لتقاطعها درة قائلة بهدوء : انا حامل
لتصرخ امها بصوت مرتفع للغاية وهى تنتحب بينما والد درة جلس على الكرسى من هول الصدمة ام درة تضع يدها على وجهها وهى تبكى بحرقة شديدة
وامها تولول وتبكى وتصرخ بصوت عالى ثم فجاة تحركت والدة درة الى حيث درة تقف وضربتها على وجهها عدة صفعات وهى تصرخ بها باهستيريا: حامل حامل يابت الل......
ثم اردفت وهى تضرب درة مرة اخرى : ضعيت شرفك ياقليلة الربية استغفلتينا انا وابوكى وهتخلفى عيل من ابنة الخدامة
ثم امسكت بيد درة وهى تضربها مرة اخرى قائلة لها بعصبية : يافضيحتى يافضيحتى فى وسط الناس كلها روحى منك لله يابنت بطنى قلبى وربى غاضبينى عليكى
لتهتف درة ببكاء وهى تقول لها : ده جوزى ياماما
هتفت بها امها بصراخ: ومين يعرف ياهانم انه جوزك مين يعرف
صمتت امها قليلا قائلة لها: روحى منك لله يابنت بطنى انا كان عندى بنت وماتت
لتمسك امها يدها وتجعلها تقف من على الارض ثم تاخذ بيدها وتجعلها تقف وهى تمسك بيدها ثم تسحبها خلفها لتفتح باب المنزل وتزيح درة الى الخارج المنزل وهى تغلق الباب خلفها قائلا لها بينما درة فى الخارج: روحى بقى لقليل الشرف بتاعك ومتخافيش انا من اللحظة بنتى ماتت وهاخد عزاها بنفسى
لتقف درة امام الباب وهى تبكى بينما تحرك والد درة بحركة واهنة وضعيفة وهو يقف امام زوجته قائلا لها بغضب: انتى اتجنيتى ياولية انتى بتطردى بنتى من بيتى وانا عايش
لتصرخ به امال قائلة بغضب: بنتك دى حطت راسنا فى الطين و...
ليقاطعها الحاج عبد الكريم قائلا بغضب:طين اية يا متخلفة بنتى متجوزة على سنة الله ورسوله وغير كده انا لايمكن اصدق ان اكرم يخون عهدى معاه
لتضحك امال ضحكة باستهزاء قائلة له: ابن الخدامة كمان بقى ليه عهد ده اصلا لقى حد يربيه وبقعدين ليه مش يخون هو مش راجل وكمان جوزاة ببلاش لا مهر ولا شبكة وفى السر وبامر ابوها يبقى يعيشله يومين حلوين قبل ما يطلق وبعدها احنا نخبط راسنا فى اكبر حيطة فى البلد بقى ما هو عديم الشرف ولا مش متربى
ليرد عليه الحاج عبد الكريم بشى من التعقل وهو يقول لها بثقة : يبقى كمان بنتك مش متربية ولا اية ولا هو الواد اللى عمل كده لوحده يعنى وبعدين ياولية ياللى عقلك على قدك اكرم ده انا مربيه على ايدى وانا عارف الواد كويس الواد ده مفيش منه اتنين دلوقتى الواد كرامته فوق كل حاجة وبعدين انا متاكد ان بنتى مش هيصونها غير اكرم وبعدين كان عمل اية ابنك اللى الناس كلها بتقول عليه متربى عمل اية فى رايك ابنك ده لما اموت استئمنه على بنتى وعليكى يبقى ليكم راجل يسندكم ولا ممكن يبعكم ابنك مش بيشوف غير الفلوس ابنك كلب فلوس
لترد عليه زوجته بعدم اقناع وبحنان وعاطفة ام تتدافع عن ابنها قائلة بغضب: يعنى التانى مش كلب فلوس ما هو لو مش كلب فلوس مكانش خلى البت تبقى حامل ماهو عمل كده علشان يضمن حقه فى الميراث
ليمتعض وجه الحاج عبد الكريم قائلا لها بغضب: ابعدى عن طريقى انا مهما اتكلمت مش هتقتنعى انا لازم اروح اشوف درة اوعى بقى
لتقف زوجته امام الباب قائلة بعصبية: لامش هتروحلها ماهى اكيد راحت لقليل الشرف بتاعها خليهما يشبعوا ببعض
ليتافف الحاج عبد الكريم قائلا لها بغضب: استغفرالله العظيم ياست انتى دماغك متركبة شمال يعنى الناس دلوقتى تقول اية علينا وبنتك عند اكرم فى الليل لازم نعلن جوازهما الاول وبعدين ابقى تروح عندها
لتضحك زوجته باستهزاء قائلة له: دلوقتى بتفكر فى الناس كان فين عقلك لما جوزت بتك لواحد زى ده تقدرى تقولى هتعيش معاه فين هياكلها من فين فى النهاية احتفضحنا فى الحى كله والناس من بكرة هتشمت فينا ده اللى ابوها مش لاقى ياكل فى الشارع هنا لايمكن كان جوز بنته لاكرم تروح انت ياحاج ياكبير المنطقة تجوز بنتك لواحد زى ده بدل ما كان خداها دكتور ولامهندس ولاحتى ابن عمها الللى معاه فلوس بالكوم
ليتافف الحاج عبد الكريم بغضب قائلا لها : هقول ايه بس ناقصات عقل ودين ياولية بقى بدل ما انتى بتفكرى فى الفلوس ومش هامك غير الناس هترضى ان بنتك تتجوز محمود ولا غيره وبعدها ترجع لينا مطلقة يعنى هينوفعها بايه الناس اللى اتجوزت عنهما وبعدين هتعرضى على كلام ربنا اذا كان هو امرنا اننا ناخذ راى البنت فى اللى عايزة تتجوزه وبنتك عايزة اكرم وبس وانا بعمل لاخرتى هياجى يوم ربنا يسالنى عنها وانا مش هقبل اان ياجى يوم بنتى تدعى عليا بدل ما تدعى لى
عقدت زوجته يديها امام صدرها بغضب وهى صامته
لينظر لها الحاج عبد الكريم قائلا لها بابتسامة : انا داخل اخد الدواء علشان اروح اشوف بنتى
وبالفعل توجه الحاج عبد الكريم الى غرفته وبينما زوجته ظلت واقفة تنظر الى اثره
بينما كانت درة تمشى وهى تبكى بشدة حتى وصلت الى بيت اكرم وصعدت الدرج الذى يوصلها الى السطح وهى دموعها تنهمر على وجنتيها وما ان وصلت الى اعلى حتى دخلت وطرقت باب غرفة اكرم
لتظل درة واقفة لمدة دقائق منتظرة ان يفتح الباب حتى فتح اكرم الباب ليرى درة ويفتح فمها من الصدمة ان امامها الان ولكن درة ما ان رائته لتشهق اكثر وتبكى بدموع اقوى من السابق لياخذها اكرم فى حضنه دون كلام
بل احتضنها وكانه خائف ان تبتعد عنه
وكانه اخر حضن وبعده سوف يبتعد
وكانه حضن الاكتفاء ولا يوجد غيره
وكانه اول حضن واخر حضن
كل ما فعلته درة انها تمسكت به جيدا وظلت تبكى فى حضنه وكانه ابيه تشتكى له
وكانه اخوها الذى تجد الامان بين احضانه
كانت تبكى لحبيبها التى لايفهمه غيره
دموع لا يراها غيه ولاتبكيه غير على صدره
كان اكرم يتالم مع كل دمعة تنزل من مقلتيها يشعر ان قلبه يتالم وبشدة يشعر بان ليس قادر على التنفس وحبيبة قلبه تبكى بهذه الحرقة
رتب اكرم بهدوء على ظهرها وهى يحتضنها بشدة وهى متعلقة فى عنقه وتضع راسها على صدره وتبكى وكانها تستمد منه القوة وتريد ان تخرج كل احزانها بعيدا حتى ترتاح وكان صدر اكرم هو بئر الاحزان التى ترمى فيه كل احزانها وهذا البئر يحول احزانها الى سعادة وفرح فقط
ظلت درة فى حضن اكرم لايعلم كلهما هذه المدة بعد مدة هدئت درة قليلا ليرتب اكرم على ظهرها قائلا لها بخفوت: كفاية كده بكى كل دمعة بتنزل منك بتثبت لى انى مش استحقك
لتبتعد درة عن حضن اكرم وهى تقول له بخفوت وهى تحاول ان تبعد اثر الدموع عن وجهها قائلى له: متقولش كده يااكرم
صمتت درة قليلة ثم نظرت الى عيون اكرم بشراسة قائلة له : عارف لو كنت بتفكر تبعد عنى وتطلقنى والله هقتلك يااكرم انت فاهم
ليبتسم اكرم ابتسامة خفيفة فهو يعرف انه عشق مجنونة بحبه كما هو مجنون بعشقها ليصمت اكرم ولا يتحدث ابدا فقط ينظر لدرة ويتمعن النظر فى وجهها
لتنظر له درة قائلة بريبة : اوعى تكون بتفكر يااكرم مش هسامحك ابدا
ليرد عليها قائلا بشراسة وغضب: اظن انا مش طفل ولا عيل علشان حد يقولى اتجوز وحد يقولى طلق انا عارف انا بعمل اية كويس وانا مدام قولت انك لى لاخر العمر يبقى هتفضلى لى لاخر ثانية فى حياتك وافهمى ده كويس
ابتسمت درة بسعادة من كلماته ولكن اكرم عبس بشدة ليقول لها بعصبية: بس مش معناه انى نسيت اللى عملتيها
لتبتلع درة ريقها بخوف قائلة له فى نبرة صوت تحاول التبرير: والله اسفة انا عارفة انى غلطانة بس....
ليقاطعها اكرم قائلا بغضب: بس اية ما انتى مش شايفنى راجل اصلا لما مراتى تخرج مع راجل تانى وانا زى الطرطور
لتشهق قائلة بسرعة ودون توقف قائلة له: لالا والله ان شاء الله اموت قبل ما افكر فى كده انت اغلى حد فى حياتى انا معرفتش معنى الرجولة يعنى اية غير منك انا ....
لتصمت درة وهى تنظر لاكرم بينما دموعها تنساب منها قائلة لها ببكاء: اكرم انا عشقتك انت قطعة من روحى مقدرش ابعد عنها انت اغلى حد فى حياتى
كنت خايفة ايوة انا انسانة وبخاف زى اى حد
خوفت من لحظة تبعدك الظروف عنى
خوفت من ثانية تمر وانت مش موجود فيها
انا حبيتك طيب اية ذنبى كدبت عليك وعارفة انك هتزعل منى ويمكن تكرهنى ويمكن كمان تبعد عنى
بس انا كنت واثقة حتى لو بعدت هتايجى لحظة وقلبك يضعف وترجع لى
مقدرتش استحمل اكتر من كده انى اشيل دبلة راجل غيرك فى ايدى
مقدرتش ان الناس تعرف انى ملك حد غيرك
مقدرتش اشوف نظرات البنات وهى بتفكر انك ممكن تكون لواحدة فيهم
طيب ايوة مجنونة وبحبك وبغير حتى منك عليك
اعمل اية طيب جنونى وغيرتى عليك حاجة غصب عنى مش بقدر اتحكم فيها
روحت ليه يمكن يفهمنى يمكن يبعد بهدوء يمكن ينسحب ويسبنى ليك
بس انا لما وصلت معه المطعم حسيت انى بخونك متقوليش ازاى حسيتى الاحساس ده
حسيت انى وحشة اوى حسيت انى خاينة
ورجعت والله رجعت ومن غير ما اقول كلمة واحدة حتى اتحججت انى تعبانة ومشيت
انا هبلة وبغلط وبعرف انك هتزعل منى ومع كده عقلى الصغير ده كل مرة يخلينى اتجنن اكتر
بس كان نفسى انه يبعد عنى
وانى خلاص اكون قدرت انى اساعدك فى قصة حبنا
انى يبقى لى دور ولو صغير فى قصة عشقنا
صمت اكرم وهو يسمعها وفقط ينظر لها بتدقيق
وبعد لحظات من صمته قال لها بخفوت وهدوء: معنى انك بتخافى انى مش قادر احساسك بالامان معاى انك مش واثقة فى حبى ليكى
لتجرى درة تحتضنه باندفاع لدرجة ان توازنه كان سوف يختل ويقع ولكن اكرم سند نفسه
ليقول لها باندفاع : ياهبلة هتوقعينا على الارض
لتحضنه درة بتملك قائلة له بخفوت وهمس :اديك قولت هبلة انا هبلة وعبيطة ومتخلفة وكل حاجة فى الدنيا
بس انا مش بحس بالامان غير فى حضنك
ومش بخاف منك انا بخاف من الزمن
انا فى حبك اتجن عقلى مش ذنبى ده ذنبك على فكرة
لان عينيك اقسمت انها مش هتعشق غيرى
فانت لى ياكل عمرى لاخر عمرى
وعلشان تصدق انا هفضل اعشقك لحد يوم تقرا فى الفاتحة على قبرى
ليبعدها اكرم عن حضنه بغضب وهو ينظر لها قائلا بغضب: اوعى تقولى كده تانى انتى فاهمة
ثم احتضتنها يتملك قائلا لها بحرقة وهمس عاشق: ربنا يخليكى لقلبى يااميرتى
لتبتسم درة فى حضنه قائلة له بفرحة: يعنى خلاص مش زعلان
ليبعدها اكرم قائلا لها بخفوت ونبرة حزن متصنعة: لا زعلان
لتعبس درة بوجهها وهى تقول له بخفوت: طيب اعمل اية علشان تسامحنى انا اسفة والله مش هعمل كده تانى اخر مرة
لينظر لها اكرم بخبث وهو يريد ان يسامحها يدل من ان يراها تعبس بذلك الطريقة وحزينة
ليقول لها اكرم بهدوء: انسى مش هسامحك علشان تعرفى انى لما بغير عليكى من نسمة الهواء وبتخانق معاكى فده من جنونى بيكى
لتعبس درة قائلة لها بخفوت وعبوس: طيب لو مش صحيت الصبح ابقى اعرف انى بحبك
ليسحابها اكرم من يديها ويقبلها بقوة على شفتيها وكانها يبثها غيرته وعشقه ويعرفها من غبائها التى تسبب له الغضب
بعد قليل ابتعد عنها اكرم وهو يلهث ويسند جبينه على جبينها ويتنفس بقوة وهو يراها تغلق عينيها مازالت مستمعة اميرته بقلبته وكانها طفلة تستمع بطعم الحلوة التى يجلبها لها ابيها
ظلت درة تنتفس ببطى واكرم مستمعة برؤيتها حتى ابتعد عنها قليلا قائلا لها بهدوء: يالا بينا خلينى ارجعك البيت
ما ان نطق اكرم تلك الكلمات حتى انتفضت درة بفزع
لاحظ اكرم ذلك ليسائلها بهدوء: فى ايه
لم تتحدث درة فقط ظلت صامته قليلا حتى اقترب منها اكرم وهو يسائلها بهدوء يشوبه الغضب قائلا لها: يالا اتكلمى فى اية
بهدوء ابتلعت درة رقيها بخوف قائلة له بحذر: طيب اوعدنى مش تتعصب
سحق اكرم كفيه غضبا قائلا لها بعصبية: اتكلمى عملتى اية
ابتعدت درة بعض الخطوات بحذر عن اكرم وهى تقول له بينما هى بعيدة عنه قائلة بتوتر ملحوظ: اصلى ماما مصرة اننا نطلق ماشى
اؤمى اكرم براسه بالايجاب وبانه يعرف تلك المعلومة جيدا
صمتت درة قليلا ليشير اكرم لها بيده ان تكمل
لتبتلع درة ريقها بخوف قائلة له : يعنى هى ماما قالت لى ان يعنى ....
ليقاطعها اكرم قائلا بصراخ : اتكلمى على طول وبسرعة
لتنفض درة بخوف وهى تقول دون توقف قائلة بسرعة: قالت ياانا اطلق منك ياهى اللى هتتطلق وتسيب البيت
لينظر لها اكرم بصدمة قائلا لها : ليه كل ده استغفر الله العظيم امك دى غريبة جدا هى اصلا متعرفش مهما عملت ان مش هطلقك و.....
لتقاطعه درة قائلة باندفاع وسرعة : ما علشان كده انا قولتلها انى حامل
ما ان نطقت درة بتلك الكلمة حتى فتح اكرم فمه بصدمة وجحظت عينيه بصدمة بينما وضعت درة يديها على فمها تلوم نفسها على انها اخبرته
ليغلق اكرم عينيه ببطى ويفتحهما ويضع يده على اذنه وهو يقول لها بحذر: انتى قولتى ليه اية
لتبتلع درة ريقها ببطى وخوف بينما فضلت الصمت ولم ترد
ليصرخ بها اكرم قائلا لها : انطقى
لترد درة بخوف قائلة له بسرعة: انا حامل
ليرد اكرم عليها بعصبية: نعم ياروح امك
ارتجفت درة من صوت اكرم العالى واصبحت خائفة جدا وهى تنتفس بصعوبة
بينما اكرم يتنفس غضبا وعصبية هادرا فى وجهها وهو يقول لها: انتى مجنونة وغبية وهبلة فعلا اية هو اللى حامل ازاى حامل انتى اتجنتنى
لترد عليه درة بخوف قائلة له: طيب ماانا مش عرفت اتصرف يعنى وقلت اقوالها كده علشان تسكت
اقترب منها اكرم بغضب قائلا لها : وسكتت
لتنفض درة قائلة له بحزن: لا طردتنى من البيت
اعتصر اكرم يده بغضب وعصبية وهو ينظر لها قائلا: انتى كده اثبتى لامك انى فعلا عديم الشرف اه ما انا مش حفظت على وعدى لابوكى
اقتربت درة قائلة له فى غضب وعصبية: اكرم انا معرفتش اتصرف حرام عليك بقى والله حرام انت هنا وهم هناك حرام والله انا بين نار انى اختارك انت او اهلى حاسس بالنار اللى انا حاسة بيها
ابتلع اكرم ريقه بخفوت قائلا لها بخفوت: انا ممكن على فكرة اخرجك من النار دى و.....
قاطعته درة وهى تقترب منه وتضع يدها على فمه تجبره على الصمت وهى تنظر الى عينيه قائلة له بتصميم: انتهى انت فاهم انا اختارت ومن زمان اخترتك
انت وبس كفاية عن كل حاجة
ظلت درة واكرم ينظرون الى عيون بعضهم وكان العيون تتكلم وهم صامتون تماما
حتى قال لها اكرم بهدوء بعدما ابعد يدها عن فمه قائلة لها: انتى اللى اختارتى ولازم تعرفى ان اختيارك صعب اوى بس مش برضه مش مبرر انك تقولى على نفسك كده
ردت عليه درة باندفاع قائلة له: اكرم انا مراتك ياحبيبى
نظر لها اكرم بغضب قائلا لها : ما هو محدش يعرف يااختى لا ورايحة تقول لامها قال اية حامل
حامل ازاى يعنى بالاسلكى
لتردج عليه درة وهى تضع يدها فى خصرها قائلة له باندفاع: الله اومال غزل البنات ده كان اية
اشار لها اكرم بيده قائلا لها بغضب: ادخلى جوة يادرة وبلاش اطلع الجنان عليكى دلوقتى
لتهتف به درة قائلة له بغضب: بقولك اية مش تتعصب عليا ماشى انا هعمل اية حاجة علشان ابقى معاك انت فاهم وبعدين تعال هنا انت رايح فين يااستاذ اكرم دلوقتى على جوة مفيش خروج فى الليل انا معنديش رجالة تخرج بليل كده
ضرب اكرم يده بالاخرى قائلا لها بغضب بينما يسحق اسنانه بغضب : على جوة ومسمعش نفس تانى
لتضرب درة قدمها فى الارض قائلا بتافف: اوف منك راجل عصبى
ليغضب اكرم وهو ينظر لها بغضب قائلا لها: جوة ومن غير ولا كلمة وبعدين واحدة غيرك عاملة مصيبة ومطرودة من بيت ابوها تقعد تبكى مش تعمل زيك كده
لتضع درة يدها فى خصرها قائلة له: مصيبة اية يااستاذ اكرم انا قولتلهم حامل من جوزى الله اية العيب فى كده وبعدين اية مطرودة دى ولا يهمنى اصلا انا مجرد ضيفة فى بيت بابا لكن بيتى الحقيقى هوالبيت اللى انت موجود فيه
تطلع اليها اكرم بحنق قائلا لها: مش لما تبقى حامل اصلا يامتخلفة وبعدين ياهانم بيت اية ده جحر فئران زى ما امك قالت
اقتربت درة منه وهى تبتسم قائلة له: بس بالنسبة لى جحر الفئران ده جنتى علشان معاك انت ياكرملتى
ابتسم لها اكرم بحب فاميرته استاذة فى اختيار الكلمات تعرف كيف بلحظة تجعله غاضب وبلحظة تجعله مثل الحمل الوديع وهادى جدا
ماكرة كبيرة زوجته وهو لا يقدر على مقاومته
ادخل اكرم درة الى الداخل حيث غرفته وجعله تنام بها ثم خرج هو باتجاه بيت اهل زوجته وذهب الى حيث هناك
ووقف امام البيت ودق الباب وانتظر لحظات حتى اتت له والدة درة وهى تفتح له الباب
فنظرت له نظرة اشمئزاز وقرف فابدلها اكرم نفس النظرة فهو لا يمكن ان ينسى ما قالته عن امه مهما حدث فى الزمان سوف يظل حتى وفاته سوف يتذكر كلماتها ولن يسامحها ابدا
قالت له امال بقرف: وليك عين كمان تايجى لحد هنا
نظر لها اكرم نظرة استهزاء قائلا لها: بقى كده ترحبى بجوز بنتك ياحماتى
ارتفع الضغط لدى امال وهى تقول له بغضب: هى دى مين اللى حماتك ماهو ده كمان اللى نااقص
لم يجيب عليها اكرم بل قال لها بخفوت: انا مش جاى اتكلم معاكى اصلا انا عايز الحاج عبد الكريم
تاففت امال من تجاهل اكرم لها فهى تحب ان يتملق لها الناس وكذلك ربما كانت سوف تحب اكرم اذا تحدث اليها بكلام معسول كما كان يفعل محمود ولكن اكرم صريح جدا وهو يرفض انا يتملق احد
كانت امال على وشك ان تغلق الباب فى وجه اكرم حين اتى الحاج عبد الكريم وهو يرحب به ويقول له بكل هدوء: ادخل يااكرم يابنى
ليرد عليه اكرم قائلا لها بهدوء: معلش ياحاج البيت اللى مراتى تنطرد منه رجلى لا يمكن تدوسه
لتضحك امل قائلة بضحك: ده صدق انها مراته
تجاهلها اكرم ولم يرد عليها بل نظر الى الحاج عبد الكريم قائلا له : انا جيت اقوالك ياحاج ان درة عندى وان الكلام اللى قالته ليك على انها حامل كدب بنتك زى ماهى ياحاج انا مش هاخد مراتى فى الضلمة لا انا هاخدها وهى ست البنات كله واخليها تفرح واعملها فرح كمان اميرتى تستاهل ان راسها تفضل مرفوعة العمر كله
ابتسمت امال لسماعها هذا الكلام ولكن قالت بحنق : قالوا لحرامى احلف واحنا اية اللى يخلينا نصدقك
نظر لها اكرم باستهزاء ولم يرد عليها وهذا جنن امال اكثر
ليبتسم الحاج عبد الكريم قائلا له بهدوء: انا عارف يابنى انا واثق فى بنتى وابنى اللى ربتهما لا يمكن يخذلونى ابدا
ثم نظر الحاج عبد الكريم الى زوجته وهو يكمل كلامه : ولا يشمت فيا الاعداى
ابتسم اكرم لحاج عبد الكريم واستاذن منه لكى ينصرف ليوقفه الحاج عبد الكريم قائلا لها : استنى انا جاى معاك اجيب درة
رد عليها اكرم قائلا لها: معلش ياحاج مراتى مش هتايجى هنا تانى
ليقول له الحاج عبد الكريم: مينفعش يااكرم لازم نعلن جوازكم الاول يابنى وانت مش ترضها لى على اخر الزمن انى اتفضح
ليقول له اكرم بخفوت: لا عاش ولاكان مين يفضحك ياحاج
ليطلب منه الحاج عبدال كريم اذا ان ياتى معه لكى ياتى بدرة فلا يصح ان تبقى هناك اكثر من ذلك
كان اكرم سوف يعترض ولكنه فكر فى سمعة زوجته وما سوف يقال عنها فى الحارة وانها سوف تصير علكة فى فم كل نساء ورجال الحارة لذلك فكر انه من الجيد ان تعود الى منزل والدها ولكنه لن يرضى بان يمضى يوم اخر ولا يعرف كل من بالمنطقة ان درة زوجته هو وليس لاحد غيره
ذهب اكرم مع الحاج عبد الكريم الى منزل اكرم وهناك خرجت لهما درة التى كانت معترضة ان تذهب مع والدها ولكنها لم تحب ان تخذل والدها ابدا لذلك فضلت ان تذهب معه
بعد ان اعطهما الحاج عبد الكريم وعد وهى اكرم انه سوف يعل زواجهما فى الغد حيث سوف يخبر شيخ الجامع بامر زواج درة واكرم وهو يعرف بعد ذلك ان المنطقة كلها سوف تعلم بامرهما

سارقه العشق2Where stories live. Discover now