8ج1

47.1K 1.1K 49
                                    

الفصل الثامن
كان ذلك العاشق المعذب بعشق سمراء اخذت عقله منه كما لا تفعل باقي نساء حواء نائم فى حضن امه على تلك الاريكة الصغيرة فى غرفتها وهو يضع راسه على قدميها وهى تلعب فى شعره بأيديها الحنونة وهو يحاول ان يدعى النوم منذ ان وصل الى شقة امه بالإسكندرية وهو يشعر وكانه كان ميت عاد للحياة مرة اخرى
اراد ان يرتمى بحضن امه لعله تخفف من وجعه والمه الذى يشعر به لا نه راي نظرات العتاب والوجع بعيون سمرائه يريد ان ينسى انه سبب حزن مليكة قلبه وروحه
اخذ نفس عميق وهو يتنهد بحرقة بسبب ذلك القرار الغبي الذى اخذه بالابتعاد منذ سنوات حين قرر نحر قلبه بيده والبعد عن محبوبته الذى يعشق حروف اسمها
اخذ نفس وهو يتمتم بخفوت: اه ياوجع قلبى من حزنك ياسمرة
رتبت امه على كتفه وهى تقول له بحنان : مصطفى روح صالحها يابنى انت مش هترتاح وهى بعيد عنك
اخذ مصطفى نفس بحرقة وهو يرد على امه بوجع: مش هترضى ترجع كرمتها اغلى من حبى
لكزت زينات ابنها فى كتفه وهى تقول بغضب: ولما انت عارف يا متعوس انها مش هترضى سبتها وسافرت ليه يعنى مراتك بنت اصوال وبتحبك وكانت هتفضل معاك حتى على عيبك يابنى انها من يوم ما عرفت بمرضك هى متكلمتش مع اى حد فيها دى حتى قالت لاهلها انا عيب الخلفة منها ومرضتيش تجرحك وحتى انا نفسى قالتلى ان العيب منك ولولا انك انت اللى قولتلى مكانتش عرفت
استقام مصطفى وجلس باستقامة على الاريكة بعد ان ابتعد عن حضن امه ونظر لها وهو يقول بوجع: انا كنت موجوع ياامى بتالم من غيرصوت
زمت زينات شفتيها لتقول بغضب: عارفة بس انت طريقتك كانت غلط انك تعالج وجعك بوجع اكبر
غامت عين مصطفى بحزن وهو يرد عليها بانكسار: للحظات ياامى حسيت انى وجعى اكبر من اى حاجة فى الدنيا حسيت انى مش راجل وانا مش قادر احقق حلم صغير اقوى لمراتي صعب قوى ياامى اذا كان انتى او مليكة تحسوا بإحساسي احساس الميت وهو عايش احساس الخوف اللى كنت بعيشه كل يوم خايف انها تقولى خلاص طلقني انا مش عايزة اعيش مع راجل عاجز
تنهد مصطفى بخفوت وهو يكمل: انا عارفة انى غلطت بس انا كنت خايف وخوفى كان اكبر منى انا عارف انها مش هتسامحنى لكن انا كان نفسى ابعد اتعود على بعدها واقدر اعيش من غيرها اقدر انا مجنون بحبها ياامى انا مجنون لعيون بلون الذهب الصافى اللى اسرت روحى
تنهدت زينات على حال ابنها وقالت له وهى تعقد ذراعيها امام صدرها وتقول : وهتفضل كده يافالح تقول بحبها ومجنون لى انا ياواد روح قول لمراتك يمكن تحن عليك
ابتسم مصطفى بشقاوة وهو يقول لامه: كل بوقته والصبر حلو ياامى وبس شوية وقت وهيرجع المجنون لسمرائه

كانت مليكة تجلس بغرفتها حين رن جرس الباب وخرجت لكى ترى الطارق وها اهى تمسك باقة من الورد وبداخل كل وردة قطعة صغيرة من الشكولاتة وها هى تمسك بها وتنظر لها بحيرة
عقلها يخبرها يقول لها القى بها فى سلة المهملات
والقلب رغم جرحه يقول لا انها من حبيب القلب لا لا تلقيها ابدا
وها هى دخلت غرفتها ومازالت تنظر لها بدهشة وهى تسال عقلها وقلبها ماذا تفعل؟
لا لن تحن له ابدا لالن نعود ابدا وهذا ما اتفق عليه العقل والقلب اخيرا وقبل ان ترد تلقى الباقة فى سلة المهملات صدح فى الغرفة نغمة هاتفها المميزة لتمسك به وهى تضغط على فتح الاتصال
لتسمع صوت العندليب
انا لك على طول
خليك لى
خود عينى منى وطل عليا
وخد الاثنين واسال فيا
من اول يوم راح منى النوم
اغلقت مليكة الهاتف بانزعاج وهى تلقى باقة الورد على الارض وتستلقى على السرير بغضب وهى تمتم بغضب: سخيف وكل حاجة بيعملها سخيفة زيه مفكرنى كده هصالحه يعنى
وما ان انهت كلماتها الغاضبة حتى سمعت نغمة الهاتف تصدح مرة اخرى فقررت ان تفتح الهاتف لكى تلقى بعض الكلمات اللاذعة عليه لعله يرتجع ويبتعد عنها ويبطل ذلك الطريقة السخيفة
وقبل ان تنطق شفتيها بكلمة حتى سمعت العندليب يكمل باقي اغنيته وتاهت فى كلماته ولم تستطيع ان تتكلم

سارقه العشق2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن