6ج1

45.7K 1.1K 20
                                    

الفصل السادس

تتولى الايام دون ان ندرى او نشعر لقد مر شهران الان نفس الحال ونفس الوتيرة كل يوم مثل الاخر لا يوجد اختلاف من العمل الى المنزل تقضى وحدتها في غرفتها وتعيش مع ذكريتها الحبيبة تغضب وتثور منها تارة وتضحك عليها تارة اخرى الزمن يمر دون توقف ولم يبقى غير الذكريات
انهت مليكة عمله للتو وغادرت مقر العمل لكى تعود الى بيتها مثل العادة
بهدوء فتحت باب الشقة والديها لكى تدلف الى الداخل ولكن قبل ان تدلف الى داخل غرفتها وقفت مكانها في صالة المنزل تنظر بصدمة هل ما تراها حقيقة هل هى ترى الان فعلا ام انها تتوهم او ربما انها تحلم الان
رباه عقله مشتت وقلبه توقف عن النبض وعيونها خرجت من مقلتيها من كثرة التحديق لا تصدق ولا تريد ان تصدق
يتمتم قلبها بخفوت اجعله حلم او وهم او اى شى يالله لا اريده الان لا اريده وانا بهذا الضعف عند لقائه لا اريد قلبى الذى ينبض بحبه ان يفضح امامه لا اريد رؤيته ابدا وانا ضعيفة لو كان هو فعلا فاخبرها يالله ان يذهب ويعود عندما اكون محوت عشق منى ان يعود وانا قوية واكرهه وليس وانا ضعيفة تعشقه
لم تبكى ولم تنزل دمعة منها لم تصرخ حتى به فقط تنظر له والى ملامحه لو كان يتحدث فأنها لا تسمعه بل انها حتى غير قادرة على التنفس عشقها الأزلي متجسد امامها الان بعد غربة وهجر
ظلت تحدق به تريد ان تقنع عقلها انه هو نعم هو ولكن هل تغير؟ هل اصبح الان في عمر الثلاثين
نظرت له بلهفة ربما كانت تتوهم ملامحه ولكنها هى ملامحه هو شعره الكثيف الناعم الاسود التى اعطته مظهر جذاب يمكن اكثر من الاول هو بسحر عينيه وبشرته الفاتحة التى لوحتها الشمس وزادت من جاذبيته ساحر نعم كان ساحر يخطف قلوب الفتيات اينما ذهب
بينما كانت تنظر له بإمعان شديد ودقيق لم يكن هو اقل منها تحديق بها ها هى مليكته تقف امامه بعد عذاب طويل من الليالي الجفاء والحرمان يريد ان يضمها الان اليه ليعشر بحق انه عاد لوطنه
تنهد مصطفى بحرقة وهو يقول داخل نفسه: اه ياسمرة من وجع الشوق لوطن بين يديكى
ظل يلعن نفسه كثير وهو يراها امامه الان كيف تحمل بعدها ؟ كيف طاوعها قلبه على الاستماع الى عقله وكبرياءه وكرامته الاغبياء الذين امروه بالبعد عنها !
اتسعت عيون مصطفى وهى تحاول ان ترى ملامحها بوضح هل تغيرت في بعده ؟ هل ازدادت جمال بعيد عنه ؟
للحظة اراد مصطفى بعد ان امعن النظر بها ان يذهب ويأخذها في عناق طويل حتى لو غصبا عنها لكى يثبت ملكيته لها وهى بذلك الجمال الفاتن
جمالها يخطف القلوب بنظرة من قال ان السمرة لا تمتلك جمال فاتن يبهى العين من مجرد نظرة اليه
بل يكفى طابع الحسن في ذقنها الذى يعطيها مظهر مهلك
حسن طبع اللي فتني علم القلب الغرام
والجمال اللي أسرني لو تشوفه يا سلام
تنهد مصطفى بحرقة اه كما اشتاق ان يلثم ذلك الطابع بقبلته المجنونة
لقد ازدادت سمرته جمال اكتسبت بعض الوزن اصبح جسدها فتنة متحركة عليه ان يعمل على ان يخبئها بعيدا عن العيون الحاسدة لها
افاق مصطفى من شروده اللحظي على صفعة تهوى على خده بعنف جعلت راسه تلتف الى الناحية الاخرى
اعتدل مصطفى بعد ان هوت الصفعة على خده ليرى مليكة تقف امامه بكل قوة وعنف وجرأة وعيونها تطلق الشرار كانت تنظر له بنظرة فرس جامحة لا يقوى احد على تروضيها ابدا
نظرت له بقوة بعد ان فجأة اقتنعت مليكة انه امامها الان موجود وكان روح شريرة تلبست بها لتنطلق نحوه بشر وفعلت ما كانت تحلم به عندما تراه قالت له مليكة بغضب وحرقة: برة
قدر مصطفى مدى جرحها الان ولم يرد لها صفعتها وظل ينظر الى غضبها الذى يريد ان يحتضنها الان ليهدئها كما كان يفعل عندما تغضب او تحزن ولكن تمالك مصطفى نفسه ليقول لها بقوة: مش قبل ما نتكلم
دت عليه مليكة بعصبية: كل اللى الكلام اللى كان ممكن اسمعك منك خلص عارف ليه لانك انتهيت من حياتى
امسك مصطفى ذراعها بعصبية وهو يحاول ان يتمالك نفسه: انا لا يمكن انتهى من حياتك ابد انا هفضل كل حياتك لحد اخر نفس فيكى
ضحكت مليكة بسخرية : قولتلك قبل كده ان غرورك ده مرض لازم تتعالج منه
ترك مصطفى ذراها ليرد عليها بثقة: ده مش غرور دى ثقة في حبك لى
اشتعلت عين مليكة بالغضب لتقول له: قصدك اكبر وهم عشته في حياتى ودلوقتى اطلع برة ومش عايزة اشوفك تانى ابدا
وقف مصطفى امامها وهو يقول لها بإصرار: انا هسيبك تستوعبى وتفكرى ولكن هرجع تانى لانى مش ناوى اضيعك تانى
لم ترد عليها مليكة بل تركته يغادر ولكن قبل ان يصل مصطفى الى باب الشقة ويغادر عاد مرة اخرى اليها وهو يقف بجوارها بقرب شديد ويقول لها بهمس: واحشتينى اوى يامستبدة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
داخل ذلك المصعد الانيق فى احدى الفنادق الشهيرة كانت تالا تستقل هذا المصعد وهى شاردة تماما تفكر فى ذلك "التمثال الملون" كما تطلق عليه منذ ان التقت به فى ذلك العرس من شهرين وهى لا تكف عن البحث عن المعلومات عنه وها هى جمعت جميع المعلومات وكل الادلة الكافية لكى تجعل من هذا الكائن زوج لها فهو بحق سريع لقطة بامتياز
ويكفى انه شيف
فتح المصعد فى احدى الادوار ولم تنتبه ابدا للركاب فهى مستغرقة وبشدة فى التفكير
فجاة لوح لها عقلها ان تستعيد مواصفات ذلك العريس المتعوس وتقدر نسبة نجاحه كزوج لها
اخذت تتمم داخل نفسها بالصفات لتقول: محترم
لترد على نفسها: يعنى مش هيعمل زى الروايات ويبوسنى بالغصب وانا اعمل نفسى زعلانة واقواله انت قليل الادب وهو يرد عليا ويبوسنى تانى بس يالا مفيش مشكلة هتغاضى عن الصفة دى مع انى كان نفسى انه يبقى قليل الادب زى ابطال الروايات
اخذت تردد صفة اخرى: عايش لوحده
لترد على نفسها: يعنى فلاتى وبتاع نسوان بس معلش ربنا هيديه بعد الجواز او يخده وارتاح منه
ثم اكملت الصفات: طيب
عبست تالا بوجهها وهى ترد داخل نفسها: يعنى خرع مش ناشف مش زى ابطال الروايات هيضربنى بالقلم كده اروح انا ابكى يقولى دموعك غالية متبكيش ويروح يبوسنى هييح
ثم اخذت تردد : بس كل ده مش مهم المهم انه شيف يعنى بيطبخ يعنى اقعد بقى اتامر عليه بما انه خرع ومش قاسى واقوله قوم اطبخ وكل كام ساعة اكل اكلة جديد ويا اها بقى لو غسل الصحون يا اها وكما ن يا اخد فم غسيل ويكنس ويمسح يا اها ده انا طلعت محظوظة اوى هبقى السيد سيد وهو امينة
وهنا ظلت تالا تضحك بصوت عالي وهى تتخيل خالد الرجل الملون يرتدى مريلة المطبخ ويغسل الصحون ويعد الطعام
ثم فجاة وضعت تالا يدها على ذقنها لتقول بصوت مسموع وواضح: الله يهدنى ده انا مفترية بس يعنى هيكون فاضل اية يعنى غير انه يحمل ويولد ويخلف هو بقى
ليشهق الواقف امامها بصوت مسموع لتنظر له تالا بصدمة وهى تفتح فمها من اثر الدهشة
ليقول لها خالد بصرامة: هو مين ده اللى هيخلف
ليفتح باب المصعد ليصل للدور المطلوب لتمسك تالا حقيبة يدها وتخرج بسرعة ووهى تجرى بعد ان كانت على وشك السقوط على وجهها
وخالد يبتسم ابتسامة خفيفة على تلك المجنونة فهى مجنونة بحق هذه ثانى مرة يراها فيها ولكن منذ ان دخل المصعد وهو يراها تبتسم تارة وتعبس تارة فهى مجنونة بحق واخيرا يسمعها تخطط ان تجعل رجل ينجب لابد لها انها مختلة بحق
خرج خالد من المصعد ليمشي احد الممرات الطويلة لكى يذهب الى حيث عمله لكى يرى قاعة الفندق ويشرف على البوفيه
وبينما هو كان يسير ويقترب من القاعة راى المجنونة تقف هناك وتحاول ان تأخذ انفاسها فتعمد تجاهلها مر امامها وماهى الا ببعض ثوانى قبل ان يدلف الى داخل القاعة كانت تنادى عليه
فالتف لها وهو يرد عليها
فاقتربت منها لتقول ببعض الصرامة لا تليق بها: ممكن افهم بترقبنى ليه
استغرب خالد بشدة ليقول لها بلامبالاة: مين انتى علشان ارقبك
ردت عليه تالا ببعض الفتور: انا اللى حضرتك قلت عليها بكبوظة وابقى اشفطى كرشك
التوى فم خالد ليقول لها: اه افتكرت كانت رد فعل ليكى يا انسة علشان تنقدينى ودلوقتى انا عندى شغل
قالت له تالا بدون وعى: تصدق انك متعرفش ازاى تكلم بنت رقيقة من كتر ما انت موجود مع الحلل والاطباق
رد عليها خالد باستفزاز: رقيقة معلش بس حضرتك فاهمة الرقة غلط
تنهدت تالا بغضب انت مستفز
رد عليها خالد ببرود: وانتى واحدة مدلعة ودماغك فاضية
ردت عليها حنق: وانت واحد خنيق ومستفز وكئيب
تنهد خالد بغضب وهو يكتم سباب كان على وشك اطلاقه ولكن تلك المجنونة لا تكف عن اهدار طاقته فقالت ببرود: معلش هسالك سوال محرج شوية
فتطلع اليها بنظرة غاضبة فقالت له: هو انت مكشر على طول ليه
نظر لها خالد بعدم تصديق من دقيقة كانت تسبه والان تحاول ان تحدثه انها حقا مجنونة
راءت تالا تعبير وجه خالد لتقول له: بس بس يا راجل مكانش سؤال ده يعنى انا كنت خايفة عليك هتعنس بسبب التكشيرة دى
رحل خالد من امامها وهو يتمت ببعض الكلمات التى لم تفهمها تالا فقالت بمرح: ماشى يا مستفز انا وانت والزمن طويل ياتمثال الكابة انت وربنا لاتجوزك وهتشوف حتى لو اضطريت اتجوزك غصب عنك زى الروايات هو انا يهمني ده انا تالا والاجر على الله ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاد اكرم الى الغرفة البسيطة التى يسكنها مع والدته فوق بيت قديم يتكون من اكثر من طابق هو ملك للحاج عبد الكريم والد درة والذى يعمل عنده اكرم
فاتخذ اكرم الغرفة الواسعة التى توجد فى سطح هذا البيت كمنزل صغير له ولامه كان يسكن هذه الغرفة مع امه وهو صغير وما ان كبر واصبح رجل اقام حائط من الخشب فى صالة بحيث قسمها الى غرفتين صغيرتين جدا واحدة لامه بها سرير من الحديد القديم صغير جدا لامه وصندوق قديم به ملابسها والغرفة الاخرى اريكة من الخشب لايوجد عليها مرتبة حتى فقط يضع عليها بعض الورق من الكرتون كحماية له من الخشب وغطاء قديم وايضا صندوق اخر يوجد به ملابسه
وكان الحمام خارج هذه الغرفة نهائيا بل يوجد على السطح منفرد ولكن بما ان لا يسكن احد غيره هو وامه السطح فلم يكن مشكلة
واما المطبخ الصغير المكون من بوتجاز من شعلة واحدة مسطح وبعض الحلل الصغيرة كانت ام اكرم تضعهم على السطح فى الهواء الطلق خارج الغرفة حياة صعبة جدا ولكن كان دائما اكرم يردد كلمة واحدة احمدك ربى انا حالى افضل من ناس اخرين
كان راضى ومقتنع مثل ما علمته امه تماما
فتح اكرم ذلك الباب الخشبى القديم الذى وضعه اكرم على السطح دلف منه ثم اغلقه بهدوء وترجل بعض الخطوات الصغيرة حتى وصل الى باب الغرقة التى يسكنها مع امه فتحها ودخل الى الداخل وجلس على هذا الكرسى المتهرى القديم جدا وهو ينادى على امه
فاتت امه من غرفتها الصغيرة وهى ترد عليه: انا هنا يا اكرم استنى انا جاية اهو
سكت اكرم قليلا ثم انتظر بعض دقائق لتخرج امه من غرفتها الصغيرة وهى تحاول ان تضع ايشارب صغير على شعرها الذى غزاها الشيب وهى تقول له : حمد على سلامتك يا بنى يالا قوم استحم وانا هعملك الاكل بسرعة
رد عليها اكرم بغضب: كنتى فين يا امه
ردت عليها سعاد امه وهى تقول : مالك يابنى فى ايه ما انت عارف رحت عند مرات الحاج اساعدها علشان عندهم عزومة النهاردة ده حتى انا الست ربنا يباركلها ادتنى اكل لحمة ياواد خليك ترم عضمك يا ضنايا تعال يالا علشان تاكل
هب اكرم واقفا وهو يهتف بعصبية : تانى يا امه روحتى تانى انا مش قولتك مفيش خدمة تانى عند حد ولا كمان جايبة اكل من عندهم هو احنا شحاتين علشان نقبل اللقمة منهم
ردت عليه سعاد بغضب مماثل: قطع لسان اللى يقول عنى بشحت انا بشتغل بعرق جيبنى واذا كان على الاكل فده ثمن تعبى وشقائى وانا واقفة اطبخ النهار كله انا محدش بيتجامل عليا يا واد بطنى والا خلاص يا اكرم استعاريت من امك اكمن هى خدامة
انزل اكرم بصره للارض وهو يرد عليها بسرعة: لا والله يا امه قطع لساني قبل ما اقول انى استعر منك انتى فهمتى غلط يا امه انا خلاص يا امه كبرت وجه الوقت اللى اشيلك فيه واريحك من التعب والشق ده انا مبقاش راجل لما اسيبك تتعبى وتتمرطي وانا على وش الدنيا
رتبت امه على ظهره وهى تقول له: ما عاش اللى يقول عنك انك مش راجل يا ابن بطنى ده انت راجل وسيد الرجالة كمان بس انا صعبان عليا تعبك وشقائك يابنى واديك شايف اللى رايح على قد اللى جاى ده غير مصاريف دواء السكر بتاعى اللى انت مصر مش عارفة على اية انى اخده .......
قاطعها اكرم قائلا: كله الا دواء يا امه انتى اخدتيه ولا لا
ابتسمت سعاد عليه وهى تقول له: اخدته متخافش انت بس انا اهو يا بنى بحاول ادبر نفسى من هنا ومن هناك على مرتبك من شغلك عند الحاج بحاول احوشلك فلوس يسندوك فى الزمن توشفلك اوضة تانية غير دى تتجوز فيه
ضحك اكرم بشدة وهو يقول بسخرية: انا اتجوز والله ضحكتينى يا امه ودى مين المتعوسة اللى توافق بيا
لكزته امه بشدة فى كتفه وهى تقول: اه يابنى تتجوز وبعدين ده انت اللى هتتجوزك امه دعايلها فى ليلة القدر ده كفاية شهامتك وجداعتنك اللى مفيش منهم دلوقتى
رد عليها اكرم بغبطة : وهم الشهامة والجدعنة بيفتحوا بيت برضه يالا سيبك قومى بقة حضريلى العشاء الا انتى كنتى هتعشينى اية قبل ما تجيبى الاكل من بيت الحاج
ردت عليه امه: فول
استقام اكرم وهو يقول لها: خلاص على ما استحميت يكون انتى حضرتيلى طبق فول من ايديكى الحلوة دى
ردت عليها بعبوس: واللحمة يابن الفقرية
ضحك اكرم وهوي قول لها بينما يخرج من الغرفة متوجه الى الحمام: اديها للمحتاج يا امه انا يا اكل لحمة من فلوسى وعرق جيبنى يا ام لا طعم الفول يا امه وهو من فلوسي احلى من طعم اللحمة من فلوس غيرى
فى الصباح الباكر خرج اكرم كعادته لكى يذهب الى عمله وكانت معذبته تقف فى الشرفة تطعم الحمام وهى ترمى الحبوب لهم رائها
وتنهد بخفوت وهو يكمل السير فى طريقه ويهمس لنفسه :
لو أن الحب كلمات تكتب،
لانتهت أقلامي..
لكن الحب أرواح توهب..
فهل تكفيك روحى
يا اميرة البنات حتى يحسك قلبك بعذاب قلبى
اه من حبك يا بنت السلطان
حبك نار اتكتبت على قلبى المسكين
اكمل اكرم طريقه هو يوعد نفسه بهجر هذا الحب المؤلم شهرن منذ ذلك اليوم الذى يعتبر انها اهانته فيه وهو يسير كل يوم فى الطريق الى عمله ويراها مثل عاداته ترمى الحبوب للحمام يمر ويراها ويوعد نفسه بان ينساها ولكن ما ان يأتي اليوم الثاني حتى يراها وينسى الوعد ويرجع ويكرر الوعد وما ان يراها ينسى الوعد هو يعرف نفسه ضعيف غير قادر على بعدها وترك حبها ولكن ماذا يفعل حبها اكبر خطيئة ارتكبها فى حياته واه من عقوبة هذه الخطيئة التى تعاقب قلبه كل ليلة وهى تداعب احلامه بخفوت وتجعله يعيش اسير لتلك الاحلام
اكمل اكرم طريقه وهو يسير ببطى ولكن توقف فجاة عندما سمع همس ينادى با سمه فالتفت الى الخلف وهو تجحظ عيونه من الدهشة وقبل ان يتحدث كانت هى تقترب منه وهى ترتدى اسدال الصلاة وتقول له: اكرم انا......
ولكن قبل ان تكمل كان اكرم يقاطعها وهوي هتف بغلاظة : انتى بتعملى اية هنا
ردت عليه درة بخفوت: انا جيت وراك
نظر لها اكرم بغلظة: انتى مجنونة اخلصى ارجعى بيتكم فورا انتى عارفة لو حد شافك معاى دلوقتى هيقول ايه
اخفظت درة بصرها لا سفل وهى تقول : عارفة بس انا كنت عايزة....
قاطعها اكرم بسرعة وغضب وهو يهتف بصرامه: انتى لسه هتقفى اخلصى ارجعى البيت
درة بخوف من صرامة اكرم: بس يعنى انا
صرخ بها اكرم بدون وعى: انتى لسه هتقولى بس
ثم نظر لها نظرة وعيد جعلت درة تلتفت وتعطى ظهرها الى وهى تسير ببطى
فنظر لها اكرم بحدة وهو يقول لها: امشى بسرعة بلاش مشى الاطفال ده

فالتفت له درة بغضب وهى تقول: على فكرة بقى انا مش طفلة وانا كنت جاية اعتذر منك واقولك متزعلش منى مكانش قصدى لكن انت مش تستاهل علشان زعقت فيا يااكرم والله لأشتكيك لخالتي سعاد واخليها تضربك زى زمان بس ماشى يا كرملة
التفت تسير درة بسرعة واكرم يشتعل من الغضب فمشى خلفها حتى اقتربت ان تدخل الى المنزل ولكن كان فى بعض الاشجار التى زرعهم والدها الحاج عبد الكريم وتلك الارجوحة امام المنزل فامسك اكرم درة من ذراعها وهو يسحبها بعيد عن المارة الذين من الممكن ان يمروا فى الطريق الان رغم انه نادر لان الناس مازالوا نايم وهو يهتف بها بغضب : عارفة لو قلتى اسم التافه ده تانى هضربك فاهمة
اجفلت درة من مسكت اكرم لها وارتشعت فادرك اكرم ذلك فابتعد عنها فنظرت له درة وهى تقول: ملكش دعوة انا ااقول اللى انا عايزاه
اعتصر اكرم قبضه يده وهو يرد عليها بغضب: بقولك اية انا اسمى اكرم فاهمة
ثم تركها اكرم وغادر بغضب فنظرت له درة وهو يغادر فهتفت بمرح: بس انا بحب كرملة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع فى الجزء الثانى دلوقتى

سارقه العشق2Where stories live. Discover now