1

76.8K 1.5K 287
                                    

الفصل الاول
سارقة العشق الجزء الثاني
لحظات من الحياة تمر دون ان نشعر لحظات تسرقها من الدنيا دون ان ندرك ان العمر تقدم وان الحياة كانت قاسية علينا لدرجة ان اعز اشخاص علينا قد فارقونا
ذكريات مؤلمة من هذه اللحظات تمر علينا رغم مرور السنين عليها الا اننا نشعر انها كانت بالأمس القريب ذكريات نقشت داخل قلوب وكانها نقش ثمين اثرى يا لها من ذكريات تمر بطيف البشر تجعلهم يتألمون ويتضرعون وجع كل لحظة
اه كبيرة اخرجه جمال من صدره نتيجة لكثرة الالم الذى يشعر به نتيجة مرور هذه الذكريات داخل مخيلته وكان عقله وقلبه اتفق على عدم النسيان لكى يوجعه اكثر وكأنهم اجتمعوا ليجعلوه يتذكر الالم والفراق كل لحظة
اخذ نفس من سيجارته وحبسه انفاسه لثواني ثم اخرجها وهو يتمنى بانه لو بمقدوره نسيان واخراج هذا الالم كما يخرج هذه الانفاس ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يتحقق
داخل مكتب الفخم وبخلال هذه الدقائق الذى يسرقها من العمر لكى يستريح او ربما يريد ان يوهم نفسه انه يستريح من عب العمل ولكن فى الحقيقة ان هذه الدقائق ما هي الا دقائق وجع والالم تمر به لكى تجعله يدرك انه لا يجب ان ينسى او لا يجب ان يغفر او ربما لا يغفر لها هي فقط ما فعلتها او ان صح التعبير لن يغفر لها بعدها عنه باى ثمن وبانه عليه ان يذكر قلبه الخائن انه عند اقتراب موعد لقائها لا يحن وينبض لها او يشعر بالشفقة عليها هو الان يتعلم كرهها ونسيانها للابد ضرب جمال بقبضته على زجاج النافذه وهو يتطلع باحتراق الى صورتها القابعة الان بين يديه يراها وهى تضحك وتمرح ولا يرى على ملامحها الحزن ابدا فانها وبكل بساطة انهت حبه من حياتها بكل سهولة وكانه لا يمثل لها شى ابدا
تطلع مرة اخرى بحسرة الى الصورة ربما اخطى عقله وصور له هذه الصورة انها تمرح ونسيت حبه ولكن هو لم يخطى
نفس تورد وجنتيها
نفس ضحكتها المهلكة
نفس تألق لون الزمرد فى عينيها
لم يخطى ابدا انها غير حزينة فى بعدها عنه وليته اخطى وكم تمنى ان يلمح الحزن فى عينيه لكى يترك كل شى وينسى وعده لها وينسى نفسه ويسبق حتى الريح ليصل اليها ويطلب منها المغفرة وبل ايضا يعتذر لها فهو اشتاق لها وشوقه لن ينتهى الا بها

داخل قاعة المحاضرات كان يقف يلقى محاضراته لطلابه وهم ينتبهون له بشدة كل عيون الطلاب عليه وهو عينه على الجنية التى سرقت قلبه وعقله منذ ان رائها فى اول يوم له فى السنة الدراسية الجديدة عندما دخل لكى يلقى محاضراته لفتت نظره بالذهب الذائب فى عينيها لانه لاسف لما يرى الا عينيها لانه ترتدى النقاب فهو لا يراها الا ترتدى الاسود فقط ولكن لفتت نظره رغم وجود فتيات اخريات ربما اجمل منها ولكن نظرة الحزن فى عينيها عندما تلتقى عيونه بعيونها صدفة او ربما للثانية تفعل به الاعاجيب وقلبه ينتفض بين ضلوعه لها وكانه تحت سيطرة التنويم المغناطيسى ينظر فقط لها ويتامل جمالها وهو يؤنب نفسه على النظر اليها بهذه الطريقة الفجة ولكنه يحاول سريعا ان يتجاهل عيونها ويسيطر على حالته تلك
ولكن ما هو بفاعل ونظراتها قاتلة حزن وبكاء وخوف ووجع ليس له حدود
حاول قدر الامكان ان ينهى محاضراته سريعا لكى يهرب ويحاول ان يسيطر على نفسه بعيدا عن تلك العيون وايضا عليها ان يشحن نفسه جيدا لكى يستطيع ان لا يتأثر بعيونها تلك الاسبوع القادم فهو لم يعرف ما يحدث به ابدا فهو لم تسيطر تلك الحالة الغريبة عليها ابدا من قبل
انهى كلماته سريعا وهو يحاول الا ينظر لها ثم سريعا ما تذكر البحث الذى سوف يكلف به طلابه فقال لهم عن موضوع البحث وعن تقسيم الطلاب الى فرق صغيرة لكى يتم البحث بسهولة اكبر ثم قال كلمته الاخيرة الشهيرة فى كل محاضرة: فى اى حاجة فى الشرح مش مفهومة
رد الطلاب عليها بالنفى فاخذ اغراضه وهرب سريعا من المكان
التفت الى رفيقتها المجاورة لها تسالها عن اذا كانت تعرف البنات التى سوف تفعل معهم البحث
كان يزيد يمشى عائدا الى مكتبه فوقف فجاة عندما سمع صوت رقيق وكانه نسمة ربيع رقيقة تلمس وجهك اثناء الصيف الحار تجعلك تشعر بالانتعاش سمع صوت رقيق يناديه :لو سمحت يادكتور
وقف يزيد وهو يلتفت اليها بهدوء وجدها تضع عيونها بالارض لا تنظر اليه ابدا ارتسمت على ثغر يزيد ابتسامة عابثة فها هو يقف مثل طفل صغير امام هذه التى ترتدى الاسود وهو يشعر انه طفل صغير امامها وهى تضع عيونها تنظر لارض يالتيها تعلم ما تفعله هذه العنين به حقا لكانت لا تضع عيونها منخفضة اصلا عيونها سلاح فتاك يقتلها ببرود وهو مستلم تماما لها
لاحظ يزيد انه لا تنظر له ابدا وكانه لا يستحق عطف سيدته بان تحن عليه بنظرة من عينيها الذهبتين
يزيد فهو شاب فى اوائل الثلاثين ذو وسامة مدمرة شعر داكن شديد النعومة ملابس غاية فى الاناقة والرقى لاءمت جسده الرشيق تماما ولكن اكثر ما يميزه هو لون عيونه الرمادي التى تخطف الانظار بسهولة فهو معشوق جميع فتيات الجامعة كما انه ايضا فتى احلامهم جميعا فهو مقياس للزوج المستقبل الاتي يحلمن به
تنحنح يزيد بخفوت وهو يجلى صوته ويقول بهدوء : نعم
ردت عليه وهى مازالت تخفض بصرها وهى تقول بخفوت : لو سمحت يادكتور ممكن يعنى اعمل البحث لوحدى
استغرب يزيد من طلبها ولكن الان وفى هذه اللحظة كل ما يريد ان يستغل الفرصة ويعرف اسم صاحبه عيون الذهب التى سرقت لبه
ارخى اهدابه وهو يقول بهدوء متنافى مع براكين الذى تتفجر داخله الان : هو انا ممكن اعرف اسمك الاول
احمرت وهى ترد بخفوت وكانه تهمس باسمها لكى لا يسمعه: رقية
لاحت على وجه ابتسامة وهو يتحدث داخل نفسه انه لا يمكن ان يكون اسمها غير ذلك فهتف قلبه بخفوت : بل ملكة الرقة
وعقله المسكين يردد: يا لها من مصيبة اصبحنا عبيد لكى يا ملكة الرقة

سارقه العشق2Where stories live. Discover now