6ج2

45.5K 1.2K 71
                                    

الفصل السادس الجزء الثانى
فى فترة ما بعد الظهيرة حيث ان الجامعة تقريبا فارغة ليس بكثير خصوصا هذه الفترة التى تسبق الامتحانات التى كلها ايام وتبدء كانت رقية تجلس مع دكتور يزيد وهى تحاول ان تنهى مشروع تخرجها الذى تأخر بسبب سفرها وبعدها مدة عن الدراسة بسبب مرض والدة رقية
كان يزيد يجلس مع رقية فى المكتبة فهو قرر ان يساعدها فى المشروع حتى تقدمه ولكى لا تخسر دراجتها فرقية متفوقة جدا ولكن هى قالت له سبب تأخرها فلذلك سمح لها ان تتأخر فى تسليم المشروع ورغم ان ذلك ليس من مبادائه ان يجلس مع الطلبات ولكن رقية حالة خاصة جدا فكيف لا تكون حالة خاصة وهو ادارك ان يمر به معها فى الايام الاخيرة لا يكون له مسمى الا حب فهو نعم يعترف لنفسه ان وقع بحب تلك الفتاة الغامضة الفتاة التى يجدها مختلفة جدا عن الكثير من نوعيات البنات الأخريات التى تحاول وبشدة ان يستدرجوه الى فخ الزواج ولكن الان هو متيقن انه سوف يكمل طريقه مع رقية هو الان بانتظار انتهاء الامتحانات بفارغ الصبر لكى يعرض عليها الزواج وسوف تكون له ملكه وحبيبة قلبه
افاق يزيد على صوت رقية وهى تنادى عليه بصوتها الرقيقة: دكتور انت معاى
تنتحح يزيد وهو يقول لها: ايوة خلصتى خلاص كتابة الملاحظات
ردت عليه رقية بهدوء: ايوة خلاص انا متشكرة جدا لحضرتك انا بتعبك معاى
ابتسم لها يزيد وهو يقول لها: ياريت كل التعب زى كده
ثم اسدل اهدابها وهو يكمل: تعبك راحة يارقية بس انتى خلصتى الكتب اللى ادتهمولك
اؤمئت رقية براسها وهى تخرج الكتب من حقيبتها وتقول له: انا اخدت منهم حاجات كتير حطيتها فى المشروع شكرا ليك يادكتور
مد يزيد يده لكى يأخذ منها الكتب وهو يقول: مفيش داعى للشكر
ثم رفع احدى الكتب الذى يتحدث عن الحب كان قد وضعه بين الكتب بالقصد لكى تقرأها رقية وكان هو يضع تحت جمل معينة فى الكتاب خطوط مميزة لكى تعرف ان هذه الجمل اعجبته جدا
فاصطنع يزيد المفاجأة وهو يقلب فى الكتاب ويقول: اية ده هو الكتاب جاك عندك وانا كنت بدور عليه
ردت عليه رقية: اه لقيته وسط الكتب
فابتسم يزيد هو يقول: واية رايك فيه
تنهدت رقية وهى ترد: مش قرايته
تهجم وجه يزيد وهو يقول بتساؤل: ليه
ردت عليها رقية بحزن : لان الكتاب بيتكلم عن الحب وانا مش بأمن بالحب الحب وهم كبير ملهوش لزمة يعنى كدبة بنكدبها ونصدقها وبعدين بنكتشف ان كنا بنكدب على نفسنا بس بيكون الوقت فات ومش بيفضل غير الندم
نظر لها يزيد بتهجم وغضب: افهم انها قصة حب فاشلة السبب فى رايك ده
ابتسمت رقية لتقول له: الحب ملوش مكان فى حياتى علشان يبقى فى قصة حب فاشلة
اعتلى وجه يزيد التساؤل وهو يحاول ان يفهم: اومل ليه وجه النظر الغريبة دى من الحب
ردت عليه رقية بتفهم: لان بساطة بنحب وبعدها نتجوز وبعد الحب بيكون الحب ضاع ومفيش حب واللى بيحبوا وقصتهم مش بتكمل بالجواز كل واحد بينسى التانى وبيكمل حياته فعلشان كده بقولك الحب وهم ملهوش اساس المصالح بس هى اللى ليها لازمة فى حياتنا كل حب فى الدنيا كذب وخداع
تنهد يزيد بخفوت وهو يقو للنفسه: حتى حبى ليكى يارقية وهم مش معقول اسمك اللى محفور فى قلبى وهم وعقلى اللى بتخييل صورتك وهم ودمى اللى بيجرى فى عشقك وهم لما تتوقّف روحي عن عشق روحك سيتوقّف قلبى عن التنفس ياملكة الرقة
قام يزيد لكى يخرج هو ورقية من المكتبة وعندما اقتربوا من الباب لكى يخرجوا كانت رقية هى التى في الامام فاقترب منها يزيد وهو يهمس : الحب يارقية هو الحب اللى مش يبهرنا من اللقاء الأول، بل من يتسلل داخلنا دون أن نشعر، وكأنك فجأة تكتشف أنّه هو الهواء الذي تنتفسه
غادر يزيد وترك رقية تعيد الكلمات داخل عقلها وتفكر فيها بحيرة
عادت رقية الى حيث سكنها الجامعى لكى ترتاح وتذاكر دروسها وفى وقت متأخر من الليل بعد ان نامت شريكتها بالغرفة اخرجت ذلك الدفتر الاصفر اللون وهى تنظر له بحزن فتحت اول ورقة فيه واغلقته سريعا ونزلت منها دمعة حزينة مسحتها بشرود وهى تسترجع كلمات يزيد عن معنى الحب
فأمسكت القلم وهى تتحدث الى دفترها الحبيب : دفترى يا موطن أحزاني يامن تحمل كل أسراري هل تعتقد ان كلامه صحيح ؟ هل هذا هو معنى الحب الذى حرمت انا منه ؟ لماذا يادفترى لما احب
ليه يا دفترى حرموني من الحب حرموني ان اشعر انى فتاة مرغوبة
حرموني من كل شى يادفترى فقط بجرة قلم على ورقة زواج وانا بعمر السادسة عشر
كنت العب مع اصدقائى في الشارع الحجلة بضفائري المعقودة خلف ظهري وذلك الفستان القديم الذى كان يصل الى قبل كاحل القدامى كنت العب وامرح مع الفتيات وانا سعيدة كنا نتخاصم انا وهم على من سوف تكون الاولى في اللعب ونرجع سريعا لكى نتصالح يا ليتهم تركونى العب وامرح ولم يجعلوني اعيش الحزن والمرار لبقية عمرى
لكى يتخلص ابى الفلاح الفقير الذى لا يملك الا تلك القطعة الارض الذى كان يزرعها فيستخرج منها قوت يومنا فنحن يا دفترى سبعة اخوة انا اكبرهم يا دفترى انا كنت الضحية الاولى والاخيرة لهم
انا كنت فار التجارب لهم اذا نجحوا في اغتيالى فليكموا باغتيال باقى اخواتى البنات واذا فشلت فيستوقفوا اغتلونى بدون ضمير
لم يكفيهم انهم اخرجونى من تعليمى بعد اتمام شهادة الإعدادية لا لا لم يكتفوا ابدا بذلك
لكى يخفف ابى المصاريف فهو يرتكب الغلطات وينجب الاطفال وهو لايملك اطعامهم فالاطفال عزوة لديه ويجعل اسمائه ممتد في الدنيا هو ينجب وادفع انا الثمن بان لكى يخفف من مه فليزوجنى نعم يزوجنى
فانا كبرت وتدورت واتى الى خراط البنات وخرطنى كما يقولون في الارياف بمعنى انى اصبحت جميلة وظهرت لدى المنحيات الانثوية فاصبحت من طفلة لانثى ولكن غفلوا انى لم اكمل انوثتى يا دفترى لم اكملها
اخذونى من لعب الشارع الى لعب الكبار وانا لا ادرى ما تفعله بى امى وهى تقول لى سوف اجهزك يا بنتى لعريسك
ضحكت وفرحت وصرت اصفق بيدى وانا اقول : يعنى انا هلبس فستان ابيض زى بتاع العرايس
ابتسمت الام وهى تقول: ايوة هتلبسى وتبقى احلى عروسة
عبست بوجهى وانا اقول: بس انا عايزة فستان احلى من فستان بنت فاطمة بنت صاحب الدكان البقالة بقى
قالت امى بمرح : فاطمة دى وحشة لكن انتى جمالك مفيش زيه
صرت اضحك واقفز وبينما قفز قالت امى: خلاص يارقية بطلى شغل العيال ده انتى خلاص بكرة فرحك لازم تكونى عاقلة كده وراسية ولما تروحى تعيشى عند بيت جوزك كونى مؤدبة علشان يقولوا انى عرفت اربى
اؤمئت براسى وانا اقول بحزن: بس انا مش عايزة اروح اعيش عن حد انا عايزة افضل هنا معاكى ومعا ابويا واخواتى انا خلاص بطلت مش عايزة اتجوز
ابتسمت الام لها وهى ترد عليها: متخافيش انا هاجى ازورك على طول واخواتك كمان مش هنخليكى تعيشى لوحدك وبعدين انتى هيكون عندك بيت كبير غير البيت ده وهدوم كتير وحاجات حلوة كتير
ضحكت رقية عليها ضحكة فرحة بتلك الاشياء لتقول لها بفرحة: يعنى انا عروسة وأحط احمر هنا في بوقى زى العرايس
ابتسمت الام لها ففرحت رقية جدا لتقول لها: خلاص ماشى انا هبقى عروسة واروح اعيش في البيت التانئ مدام هحط احمر ويبقى عندى حاجات كتير العب بيها
ضحكوا عليا بأحمر شفاه والعاب وثياب لكى اواقف ولكن هل انا فعلا يادفترى كنت املك حق الاختيار ام انهم قادوني لكى يذبحوني وانا مجبرة ؟
لالا لن انكر انى لم اكن فرحة لم انكر انى رقصت كثير في هذا اليوم لن انكر انى حبيبت فستانى وزيتني التى كانت جعلت منى مثل عروسة لعبة جميلة وبرئية للغاية
كنت فرحة ولكن لم اكن افهم او اعى ما هو الزواج لما اكن اعرف ما يعنى كلمة زواج
لم اكن اعرف كيف لى انا اتواجد مع راجل لوحدى والمسمى زواجى
لم اكن اعرف ولم يفهمونى يا دفترى قالوا لى هو سوف يعلمك ويفهمك
هم يا دفترى يخجلوا من ذكر الامر لى لانهم يخجلوا ويتركونى للمصيري كى اوجه بنفسى فهن ايضا لم يعرفهم احد وعلمهم ازواجهم
مصير وكان لابد ان اعيشه
اخد منه عروستي اللى كنت بلعب بيها بكيت وصرخت وناديت على امى بوجع: انا عايزة عروستي
ردت على بفرحة: انتى النهاردة احلى منها
في لحظة لحظة فقط وهم يعطونى ذلك الخاتم لا ضعه بيدي شعرت بان روحى البرئية تنزف بالم من دون وجع وكأنهم قيدوني بتلك الدبلة التى تلمع
كنت ارقص ياد فترى قالوا لى اجلسي انتى عروس لابد ان تكوني مهذبة كنت اريد ان اخرج واكل مع اصحابى في العرس
قالوا لى اجلسى انتى عروس
كل شى انتى عروس
وكأنى وانا عروس اصبحت ملعونة لا استطيع ان اشارك باي شى
ظللت طوال العرس وانا بمكاني سكانه ولا اتحرك الناس تاتى وتذهب وانا لا اتحرك الكل يشاهدني بعين تلتهمني بقوة
للحظة واحدة تمنين ان اخلع هذا الثوب وامحى هذه الزينة واذهب البس فستانى القديم والعب وامرح وانسى كل شى
نظرت لامى نظرة لن انساها وانا اترجاها واقول لها خذينى يا امى من هنا
نظرت امى لى بشفقة وهى ترد عليا غصب عنى يا قرة عينى
اخذونى من يدى ليزفوني الى عريسي
ادخلونى غرفة من اربعة حيطان وامى تقول لى: كونى مطيعة واسمعى الكلام هيحبك زوجك
ردت عليها بخوف ودموع: لالا انا خايفة خدينى من هنا يا امى علشان خاطري
نزلت دموع امى وهى تقول لى: ارفعى راس ابوكى في البلد لا تخافي ولا توتري قولي حاضر ونعم وجوزك مش هياذيكى
ظلت تردد قولي حاضر ونعم وجوزك مش هياذيكى
خرجت امى وتركتني وانا انتحب وابكى ودموعي تبكى لا جلى
دخل من باب الغرفة يا دفتري انا رايته كان طويل جدا واصلع ولديه كرش صغير لم اعرفه انتفضت وبكيت ولكن دموعى لم توقفه
كان كالوحش دمرني ودمر طفولتي اكره اكره وسوف اظل عمرى كله اكره
لم اكره هو فقط بل كرهت امى وابى ونفسى كيف يطلبون منى ان لا اخلع ملابسي امام رجل وفى لحظة يضعون مع رجل يريد منى خلع ملابسي
كيف يقولو ا لى انتى فتاة لا تدعى رجل يلمسك والان يريد هو لمسى
يمكن لا يكون ذنبه انه اراد ان يتمم زواجه منى فبالأخير هو شاب في 33 من عمره وكما قالوا لم يقرب الحرام يريد الان ان يجرب الحلال
ولكن كيف يكون الحلال مع طفلة لا تفقه شى
ذنبه انه اختارني نعم ذنبه انه اختار طفلة ولم يختار فتاة تعرف كيف هو الزواج
في هذه الليلة كرهت كل شى حولي كرهت زوجى وابى وامى وكرهت جسدي وكرهت حياتي كرهت ضعفي والعابئ التى جعلتني اتزوج كرهت ثيابي واحمر الشفاه وفستاني الابيض الذى جعلني اتزوج واكون اسيرة وذليلة كرهت كل الابيض في حياتي التى لم يبقى فيها غير الاسود
انقضى الليل بكل ما فيه وجاء الصباح الذى اصبحت فيه ليست انا رقية لم اصبح رقية كنت اخرى انا لا اعرفها ولم اعرفها حتى الان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغداً ألقاك

سارقه العشق2On viuen les histories. Descobreix ara