الفصل الثاني والعشرون والاخير

Начните с самого начала
                                    

(أسدل أهدابه الكثيفة على عينيه ثم قال بإنكسار:_ أنا أفتقدها وأتعذب لبعدها ،أموت في اللحظة مليون ألف مرة لمجرد تخيلها مع حازم أو غيره ،أنا أتي لغرفتها فقط كي أشم رائحتها فيها ولأنها أكثرمكان كنا فيه قريبين ،أنا أعشق عينيها بدفئهما الذي لا نهاية له وبتغيرلونهما حسب مزاجها ،أعشق شعرها شفتيها وجهها ،أعشق روحها المقاتلة الطيبة في نفس الوقت، أنا أعشقها كلها وما ضحيت به هو حبي لها أنا أحبها يا أمي أحبها ..(سكت لينظرلأمه التي كانت تتأمله بعينين دامعتين ليسترد بصوت مذهول:_أنا أحبها ،أنا أحبها حقا يا أمي أنا...

(قاطعته والدته قائلة بحزم وهي تمسح عينيها :_أنت الأن تحتاج لتذكرة سفرعاجلة لتذهب إليها وتخبرها بكل ما أخبرتني به الأن (سكتت لتقترب من أحد الأدراج ،فتحتها بثقة ثم عادت لتغلقها لتسديرنحوه وهي تمد يدها نحوه لتقول مبتسمة :_وها هي تذكرة سفرك ،إنها للغد صباحا.

(أمسك بها خالد وهولا يزال دهشا من كل مايحدث ليسألها بهدوء :_لماذا تفعلين كل هذا لماذا الأن ؟؟.
(إتسعت إبتسامة والدته ثم قالت بنعومة :_ربما ألعب دوري أخيرا كأم والذي أهملته لوقت طويل وربما أفعله من أجل شهد .
(سألها بحيرة :_شهد؟؟
(هزت رأسها موافقة ثم قالت شارحة :_عندما كنت أعتقدك وشهد تزوجتما عن حب أخبرتها بكل شيئ عن ما حدث في الماضي وطلبت منها أن تتفهمك إذا ما غضبت يوما منها ويومها ورغم أنها كانت تعرف من أكون أمسكت يداي بحنان وقالت أنها لن تدينني أبدا لأنه ليس من حقها ذالك ،وليلة رحيلها قالت :
" أنا لم أعرف أبي لأنه إختارك أنت ،ولم أعرف أمي أيضا لأن والدي لم يستطع أن يحبها أيضا بسببك أنت ،مع ذالك أنا لم ألمك يوما ،لم أكرهك ،لم أحقد عليك بل سامحتك وفكرت أنه ليس من حقي إتهامك لأنني لم أعرف ظروفك ،وجئت لهنا وأحببتك كما أشفقت عليك لوحدتك وأنت وسط أهلك وأحبابك وتمنيت من كل قلبي أن أساعدك " 

جملتها هذه إخترقت أعماقي وحولت كراهيتي لها عندما كانت مجرد إبنة لعبد الرحمان لا أعرفها و من إمرأة أخرى إلى حب خاص جدا لها أولا لشخصها الطيب المتسامح الحنون وثانيا لأنها تشبه أباها كثيرا وتملك قلبا ذهبيا مثله وبذكره يا خالد أردت دائما إخبارك شيئ ما لكنك كنت ترفض ومع أن الوقت ليس مناسبا إلا أنني سأستغل لحظة التفاهم هذه بيننا وأخبرك .
(سكتت قليلا لتنظرإليه بحذركأنها تريد أن ترى ردة فعله على حديثها لتتفاجأ به ينظرإليها باهتمام وهذا شجعها لتتابع قائلة :_ عبد الرحمان وأنا ظلمنا من قبل والدك كثيرا أولا لأنه فرقنا وتزوجني بالرغم من معرفته الأكيدة أنني لا أحبه وثانيا عندما دفعه بسبب غيرته العمياء ليتزوج والدة شهد التي لم يحبها أبدا ويا خالد عندما تزوجت عمك لم أسرقه من زوجته كما قلت بل كانا على وشك الطلاق أنا فقط وللأسف كنت سبب هروب زوجته بإبنته وحرمانه منها كما حرمني حبه منك أنت وعماد.

(ساد الصمت بينهما للحظات ليقطعه خالد قائلا بخشونة :_لقد أخطأنا جميعا في الماضي والدي لأنه تزوجك بالغصب، أنا وعماد لأننا رفضنا زواجك وخيرناك بيننا وبين عمي ،أنت لأنك إخترت عمي وتركتنا نحن، عمي لأنه لم ينساك فخسربسبب حبك شهد وهكاذا لكننا الأن في الحاضر وقد عانينا بما فيه الكفاية من الماضي لذا أعتقد أنه حان الوقت لننسى كل شيئ ونبدأ من جديد وبالحديث عن الحاضر يجب أن أذهب لأستعد للسفروإعادة زوجتي إلى مكانها الطبيعي بين عائلتها وبجانب زوجها .

رواية *الدخيلة *Место, где живут истории. Откройте их для себя