الفصل التاسع

12.4K 275 2
                                    

وقف عماد وزوجته يحدقان بالمنظرأمامهما بدهشة وحزن ،
كانت كريمة جالسة على الأريكة في الحديقة ومحمد بين أحظانها تضمه بقوة لصدرها كأنها تخشى أن يأخذه أحد منها ،...
ثم وكأنها أحست بمراقبتهما لها رفعت وجهها إليهما ليتفاجأ بالدموع تبلله وللحظة ظلوا يحدقون لبعضهم البعض حتى كسرت هي الصمت قائلة بإرتباك واضح :_ شهد خرجت مع أميرة وخالد لرؤية المغارة وإقترحت أن أعتني بمحمد لحين عودتها وأنا أسفة وآه أجل حمدا لله على سلامتكما.
(قال عماد بهدوء :_ لطف منك أن تعتني به من أجلنا أمي ولا تتأسفي فهوحفيدك .
(إزدادت دموعها مما جعل خديجة تتقدم منها لتقول برقة :_أرجوك لا تبكي.(مدت يدها لتحمل إبنها لتظيف بهدوء :_ سأخذه لفوق وأنت يا عماد إجلس مع والدتك.
(قالت كريمة بسرعة :_أنت حامل وهو ثقيل دعيه يحمله هوعنك.
(أحست خديجة بالسعادة لإهتمام حماتها المفاجئ بها مما جعلها ترفض مساعدة عماد الذي كان يهم بحمل محمد عنها قائلة :_ سأكون بخيرلا تقلقي .(بدون أن تنتظرردهما أسرعت بالمغادرة تاركة المجال لهما للحديث بمفردهما.
(نظرعماد لوالدته بحزن ليقول أول شيئ خطرعلى باله :_ أنا أسف لموت عمي عبد الرحمان.
(نظرت إليه كريمة بدهشة لتتساءل بلهفة :_أحقا أنت أسف ؟؟.
(قال بصدق :_ربما لم أوافق أبدا على ما فعلته بنا من أجله لكنه عمي وزوجك في النهاية وحتما ما كان ليكون هذا هوحالك لو كان لايزال حيا .
(هزت رأسها موافقة لتقول بحزن :_ أنا لم أكن يوما سعيدة في حياتي مثلما كنت معه.
(هزرأسه موافقا ليقول بألم :_أعلم هذا والجميع يعلمه ويلومك عليه.
(قالت بصوت متهدج :_أنا أسفة أنا..
(قاطعها بهدوء :_ لا تتأسفي أمي فما حصل قد حصل وأنا ما عدت ألومك منذ أن وقعت في حب خديجة ،وبصراحة لوكنت في مكانك ربما كنت فعلت نفس الشيئ من يدري؟؟
(نظرت خديجة لإبنها بدهشة لكنه لم يكن ينظرإليها كان غارقا في أفكاره ووجهه غامض لا يصرح عن مشاعره مما جعلها تأخذ نفسا طويلا لتسرح بدورها في أفكارها . 

(نظرت أميرة للرجل الذي نادته شهد بإسم حازم وهي مقطوعة الأنفاس ،...كان رجلا طويلا أنيقا وجذابا عرفته شهد على أنه صديقها لكن النظرات التي كان يرمقها بها كانت تدل على شيئ أخركأنه لا يرى أحدا غيرها وفعلا لم يكن يرى أحدا غيرها فبعد أن عرفتهم به لم ينظرإليها أو إلى خالد الذي بدا على وشك الإنفجار،
إستأذنا ليبتعدا قليلا لكنهما لم يختفيا كليا عن مرمى نظراتهما ،
كانا يتحدثان بحميمية واضحة و..._ هل ستبقين فاغرة الفاه فيهما هكاذا كثيراا ؟؟.
(نظرت إلى شقيقها بدهشة لتتفاجأ بالغضب الأسود الذي يحتل عينيه ،والذي كان موجها حتما لشهد وصديقها ،...إستيقظت على أفكارها على صوت شهد التي عادت بمفردها إليهما والتي قالت بهدوء :_ حازم يبلغكما تحياته ويقول أنه مرتبط بموعد عشاء مهم.
(حدجها خالد بنظرة متعالية ليقول ببرود وهو يتحرك مبتعدا عنهما :_ هذا جيد له.
(تبادلت شهد وأميرة النظرات بحيرة لتتساءل شهد بصوت منخفض :_ ماذا به ؟؟
(هزت أميرة كتفيها بحركة من لا يعلم لتقول بهدوء :_ كنا نراقبكما وفجأة صرخ علي والأن عليك.
(هزت شهد كتفيها بدورها لتتأبط ذراع شقيقتها قائلة :_ أنا جائعة جدا ماذا عنك ؟؟
(وافقتها أميرة لتقول بمرح :_ أنا أيضا أكاد أموت جوعا ،دعينا نلحق بخالد ونرفرف له بأهدابنا حتي يأخذنا للعشاء.
(نظرتا لبعضهما البعض لتنفجرا في الضحك مما لفت الأنظارإليهما وهذا جعل خالد يزداد حنقا ليصرخ بهما بحدة :_ كفا عن الثرثرة الفارغة التي تجذب إليكما الأنظار وتحركا.
(توقفتا عن الضحك وهما تهمسان خلسة بطريقة زادت من غضبه.

رواية *الدخيلة *حيث تعيش القصص. اكتشف الآن