الفصل التاسع

Start from the beginning
                                    

كانت متوترة جدا وخائفة أيضا فهذه هي المرة الأولى التي تتهور فيها وتخرج لمطعم عام برفقة وليد ، لكن رؤية السعادة على وجهه حين أخبرته أنها موافقة على الإحتفال معه بعيد ميلادها جعلها تغامر،
نظرت إليه لتجده يتأملها بعينين مشرقتين مما جعلها تبتسم له قائلة :_ هل أنت سعيد؟؟؟
(قال برقة وعينيه لا تفارقانها :_سعيد جدا حبيبتي لكن سعادتي الكبرى ستكون عندما تكونين معي للأبد.
(تأملته بحب لتقول بصوت منخفض خجول :_ لن أكون إلا لك يا وليد .
(تنفس الصعداء ليقول براحة :_ يالله هذه الجملة وحدها تكفيني لأكون أسعد رجل .
(أخفضت فاتن بصرها وهي تحس بالدموع تلسع عينيها ،لتفكربمرارة إلى متى سيصبران على أمها بل إلى متى سيتحمل وليد معها ؟؟،إنه في الثلاثين من عمره ويحبها منذ سنوات عديدة كما أنه وحيد ويحتاج إليها بجانبه و...أحست بيده تضغط برقة على يدها لتسمعه يقول بنعومة كأنه أحس بما يدوربأعماقها :_ سأنتظرك دائما مادمت لن تكوني لغيري أبدا وأمك ستقتنع بنا يوم...
(قاطعته بحزن :_ لن تفعل أبدا أبدا ياوليد وهذا ما يؤلمني يؤلمني جدا .
(قال بحنان :_ لا تيأسي حبيبت...
(قاطعته مجددا وهذه المرة كان الألم يطل من عينيها :_ أنت لا تفهم يا وليد لا تفهم أبدا أمي لن يردعها شيئ عن تنفيذ ما تريده وقد بدأت تضيق الخناق على سوسن وما إن يعود عماد وزوجته من رحلة هروبهما حتى تبدأ معي وت....
(هذه المرة هو من قاطعها بحزم :_ فاتن لقد ألغيت وجودنا معا ولا تتحدثين إلا عن أمك فهل نسيت أننا شخصين ناضجين نستطيع تقريرمصيرنا بمفردنا أن نعتمد أونلتجأ إلى أحد ،(سكت ليتأملها بنظرات عاشقة ليتابعة بحنان :_حبيبتي أنت تحبينني وأنا مجنون بك وهذا ما نحتاجه لنكون معا ،(سكت ليرفع يديها إلى شفتيه مقبلا إياهما برقة ليظيف بتصميم :_سأذهب إلى الفيلا لديكم وهذه المرة سأطلب رؤية خالد وعماد وسأخطبك منهما رسميا ....

(كان خالد لا يزال غاضبا رغم أنه رضي بأخذهما للعشاء مما جعل شهد تستغرب غضبه وبروده خاصة أنه كان هادئا ومرحا وهو يحدثها عن المغارة والمدينة إلى أن ظهر حازم إنقلب كليا ،.....
تجهم وجهها وهي تراقبه يتقدمهما بين الطاولات لتنظرلأميرة التي شهقت فجأة ،
تتبعت نظرات أختها لتتفاجأ بفاتن جالسة مع رجل وسيم على طاولة منزوية وحيدين ويديها في يديه ،كانا يبدوان رائعين معا مما جعلها تبتسم لكن إبتسامتها سرعان ما ماتت على شفتيها عندما لمست أميرة ذراعها بخوف وهي تشير لخالد الذي كان قد شاهدهما بدوره وبدأ بالتحرك إليهما وعينيه تلمعان بغضب مجنون .

(أبعدت يد أميرة عنها لتمسك بذراعه بقوة وهي تقول بصوت منخفض :_ ليس هنا ياخالد لا تنسى أننا في مطعم.
(ضغط على ذراعها بشدة ألمتها ليقول من بين أسنانه :_ لا تتجرئي على التدخل ،ولا تنسي أنها ليست أنت مع أنني بدأت أشك أنكن جميعا من صنف واحد.(شهقت أميرة على إثركلماته الجارحة لكن شهد لم تتأثر بل ضلت متمسكة بذراعه رغم أنها أحست بيدها تتخدرمن الألم بسبب قسوة أصابعه ،ليتركها فجأة بإشمئزازكأنه لا يطيق لمسها ليستدير نحوأميرة قائلا :_ غادرا إلى السيارة وإنتظراني هناك.
(إبتعد بسرعة بعد أن تحرر منها مما جعلها تقول لأميرة بسرعة :_ إذهبي للسيارة عزيزتي وسألحق بك بعد قليل.
_لكن...
(قاطعتها بحزم :_ لن أدع فاتن بمفردها في موقف كهذا .(..ودون أن تنتظرردها أسرعت تلحق بخالد الذي كان يقف أمام طاولتهما وأدركت من وجه فاتن الشاحب والمرعوب ومن وجه رفيقها الغاضب أن خالد حتما أطلق عليهما النيران من بين شفتيه كما سبق وفعل معها وهذا دفعها لأن تقول ببرود :_ لا داعي لتقوما بعرض عضلتكما هنا تحدثا كرجلين ناضجين إفعلا من أجل فاتن التي يكاد يغمى عليها على الأقل (سكتت لتنظرللرجل الغاضب لتسترد بهدوء متجاهلة خالد الذي كان يشتعل بجانبها كليا :_ أنا شهد صديقة العائلة ولبد أنك تحب فاتن وتريد الزواج منها أليس كذالك؟؟(نظرت لفاتن التي كانت تنظرإليها بذهول ،ساعدتها على الوقوف ثم أظافت بتصميم :_ خالد قريبها تحدث معه و...
(قاطعها خالد وهو يقول من بين أسنانه :_ أسكتي حبا بالسماء أسكتي ولا تتدخلي أنسيت نفسك ؟،ثم من أنت لتقرري وتحددي لنا ما نفعله ،أنت مجرد دخيلة غير مرغوب بوجودها لا هنا ولا في المنزل لذا لا تقولي أبدا صديقة العائلة أبدا هل هذا واضحا أيتها المتطفلة ؟؟؟
(كان كلامه قاسيا مؤلما جارحا دفع بالدموع إلى عينيها بسرعة البرق لكنها جمدتهما ورفعت رأسها بشموخ لتقول ببرود :_ لا تقلق يا أستاد خالد فأنا لا تشرفني صداقة شخص بارد مثلك لا يفهم شيئا في المشاعرأعمى لا يرى أبعد من أنفه ،أما عائلتك شئت أم أبيت فهي جزء مني وعلاقتي بها لا تخصك ،وآه نعم أنا مجرد دخيلة ربما لكنني لست بلا قلب مثلك كي لا أرى حب هاذين الإثنين.(سكتت تبعد نظراتها عنه لتركزهما على فاتن التي كانت تنظرإليها بحزن وإمتنان لتظيف موجهة كلامها لها :_أنا أسفة من أجلك لكنني أتمنى أن تدافعي عم هو من حقك .
(وبدون أن تنتظرردها خرجت من المطعم وهي لا تعرف ماذا تفعل أو إلى أين تذهب .

رواية *الدخيلة *Where stories live. Discover now