الفصل السادس والعشرون ~ والاخير

1.7K 96 368
                                    

( معابرٌ إلى الحياة )

***

{ لا يعطي المجد ذاته إلا لمن يحلم به دوما } .
- شارل ديغول

***

« بعد مرور أحد عشر عاماً » :

دخل بخطى متسارعة لغرفةٍ ذات إضاءات مخملية وطلاء دفئي اللون جمل منظر الاثاث الراقي ، الشيء الغريب في نمط تلك الصورة المثالية هو وجود عدد من الاكياس والحقائب الضخمة المرصوفة في الزاوية . دار يبحث في الادراج ليتوقف فاتحاً فمه كمن تذكر شيئاً وركض يشق الطريق ناحية اصغر حقيبة بين تلك المجموعة يفتحها ويقلب في الاوراق يطالعها بتفحص ، زفر حين تشتت إنتباهه وحملها ليضعها على السرير مواصلاً البحث في إنهماك قطعه رنين هاتفه في جيبه .

مد يده وشده ظاغطاً عليه دون ان ينظر للإسم : " مرحباً ! " .

رد عليه الطرف الثاني ليبتسم هو حين ميز الصوت ويحشر هاتفه بين كتفه وأذنه مواصلاً عمله ومحادثة المتصل سائلاً في إهتمام : " أين انت الان ؟ كاد الجميع يصلون ! " .

همهم متفهماً يستمع لتبريره وسرعان ما إنتهت المكالمة السريعة هذه بالوداع ليخفض هاتفه ويجد ضالته بعد بحثٍ يخرج الاوراق المطلوبة ويغلق الحقيبة ليعيدها في مكانها .

جلس على السرير وضيق عينيه بمكر مركزاً في طاولةٍ منخفضة بعض الشيء محشورة في إحدى الزوايا يزينها مفرش ذهبي ومزركش الاطراف ، أمال برأسه قليلاً للأسفل ليلمح شيئاً اسود ظاهراً من خلفها ومن ثم رفع صوته مبتسماً لإنه فضحه : " اراك نولا ! إخرج حالاً "

سمع صيحة إستنكار اقرب لتذمر وغضب ليتحرك من كان هناك ويظهر طفلٌ بدى في الرابعة شديد البياض المشرب بحمرةٍ خفيفة ، اسودٌ وكثيف الشعر ذو إتساعٍ عينيّ مميز حوى زرقاوتين كالبلور .

زم نولان شفتيه في حنق فيما والده إيفان يواصل تصنع الجدية مشيراً بسبابته ناحية الباب يأمره بالخروج في ضيق من كون ولده منعزلاً بهذا الشكل فهو يعلم جيداً ان الصغير لا يطيق الضيوف بالخارج وإختبأ في غرفة النوم .

ضرب بقدمه اليمنى على الارض عاقداً ذراعيه بحزن وذهب بلا اي نقاش ناحية الباب المردود ليخرج ويلحقه إيفان يغلق الباب بإحكامٍ خلفه .

لم يكن هناك الكثير ممن يشغلون الصالة الانيقة في إتساع مريح بأرائكها الحمراء وبعض الإضافات الجمالية من ارفف زجاجية وتحف خزفية تشغل الزوايا مرتفعةً . ما كان يلفت في هذا كله هو وجود دولابٍ عريض ارففه السوداء حوت صوراً عائلية ، ميداليات وكؤوس تتفاوت ما بين الفضية والذهبية نقش في لوحةٍ موضوعةٍ في الاعلى إسمه كاملاً " إيفان أليكساندر جيوقري آرلوف ... " .

Crossings Into The Abyss | معابرٌ إلى الهاويةWhere stories live. Discover now