الفصل السابع

1.7K 118 75
                                    

( حياة جديدة / إنسان جديد ) -١-




















منع نفسه من الضحك وأكتفى بالتبسم وهو يراقب إبنه ماعاد يقوى على البقاء صاحياً ، عيناه تنغلقان رغماً عنه بينما يهز رأسه محاولاً طرد النعاس ويتثاءب كل خمسِ ثوانٍ ..وفي النهاية إنتصر النوم وطال عينيه ليغلقهما ويخفض رأسه نائماً بتعب .

مد ألكساندر يده وأعاد بجسد صبيه للخلف وأرخاه على مسند الكرسي ليرتاح قليلاً ريثما يصلون إلى إسكانهم .

في أثناء قيادته رأى عمليات البناء والترميم الجارية على الحارات والمساكن بينما وبنظرة عابرة منه على يسراه لمح المراسلين والصحافة يوثقون ما حدث بينما المصورن إنتشروا لأخذ صور للفاجعة .

: " هذا مايهم الناس ! " تمتم بضجر وتابع قيادته على الطريق الذي سرعان ما أصبحت الأشجار عالية الإرتفاع تحوطه من الجانبين وتلقي بظلالها على سيارته غير سامحة إلا بمسارات ضوئية صغيرة من أشعة الشمس أن تصل إليه .

وبعد مرور دقائق من وقته بدأت أسقفٌ بيضاء تتضح له رؤيتها من بعيد وكان ذلك هو الإسكان الخاص بالذين فقدوا بيوتهم في الحرب وقُدم خصيصاً من الحكومة الروسية كمبادرة مساعدة لسلاف .. وقد شاء وأن كان ألكساندر منهم فقد أضحى منزله خراباً ، حين ذهب ورأى النيران أكلته وأتلفت مافيه من أشياء وأثاث وحيهم تدمر وأصبح الرماد فيه هو ماتتنفسه عند هبوب الرياح .

قاد بين مساكن موزعة بنظام في المكان وإبتسم لرؤيته صغاراً يلعبون في الخارج وأهالي يحملون أغراضهم إستعداداً لمعيشةِ فترة مؤقتة في هذا المكان .

ركن سيارته بالقرب من إسكانهم الخاص وإلتفت لـ إيفان الراقد في مقعده ..مد يده وهزه بخفة ليوقظه ولكن لم يستجب له سوى بأنين من حنجرته علامة بأنه سيواجه مشكلة في تحريك ولده ..

مد كلتا يديه وبدأ يضربه بخفة على وجهه وهو يناديه بهدوء .. تآوه إيفان وتمتم بنعاس وعينان منغلقتان : " نعم بالقرب من النافذة ! " .

عقد ألكساندر حاجبيه وتأفف وهو يهزه بقوة هذه المرة ليفتح عينيه بسرعة ويعتدل في مقعده محركاً عينيه المرهقتين حوله بتشويش ..

: " هيا إنزل "أصدر أمره بهدوء وخرج حاملاً معه المفاتيح ليتبعه إيفان الذي إستغرقه الأمر ثواني ليستوعب كلمات أبيه ..

تقدم ليفتح الباب وأدخل المفتاح في مكانه بينما بيده المفلوتة الأخرى جذب إبنه الذي كان سيصطدم بالجدار وأوقفه بجانبه

: " تسير كالزومبي " غمغم ناظراً لإيفان الذي قابله بنظرات ممتعضة كسولة وتحرك خلف ألكساندر الذي فتح الباب ودخل للمسكن .

Crossings Into The Abyss | معابرٌ إلى الهاويةWhere stories live. Discover now