الفصل الخامس عشر

1K 87 113
                                    

( وليد من رحم الالم )


دفع مافي قدحه من قهوة لفمه برفق عيناه معلقتان على هاتفه متوسط الحجم يسند مرفقيه على الطاولة الزجاجية المحاطة بكراسي ذهبية إحتل والده باذخ الطلة مقدمتها وأمه كانت مجاورة له في جانبه الأيسر فيما زوجه عمه و والدة أنابيل سيرا تعتزل إفطارها بعيداً عنهم بقليل .

إضاءة المكان خفيفة ومع ذلك جعلت الأثاث الثمين يلمع مع خاتمه فضي اللون الذي أخذ يتلاعب به بشرود حتى أغلق هاتفه وأسند رأسه على كفه بملل .

كانوا في صمت وسكون عكر صفوه وقع خطوات واضحة على الرخام السكري الصافي من أي خدش ، وحده من إلتفت للمدخل ليجد أنابيل في ملابس خروج بسيطة تسدل شعرها الكستنائي بحرية من غير أي إضافات لتظلل خصلاته لازورديتيها الهادئتين .

رمقتهم بنظرة صغيرة وذهبت لتجلس بجوار والدتها بسكات متجاهلة رغبتها في قذف التحفة الخزفية في وجه ديلان الذي أشرقت إبتسامته الكبيرة المستفزة في محياه حين لمحها .

بعد دقائق من جلوسها بدأ عمها بمسائلتها عن أخر اخبارها وكيف دراستها في الجامعة ، كانت ترد عليه بإختصار بلهجة ثابتة الإحترام فيها فبعد كل شيء عمها ليس شخصاً سيئاً وأكثر من دعم حال عائلتها المتدهور ، تنظر إليه لترى بسمة راضية إحتلت وجهه حين علم بسير حياتها المستقر .

بضع ملاعق من صحنها تناولتها بلا رغبة وإستأذنت لتغادر فقد حان وقت دوامها ودعت والدتها المجاورة لها وغادرت شبه مهرولة في خطواتها حتى سمعت سيراً أخر يرافقها : " أنابيل ! " .

تلفتت نحو ديلان مستقيم و واثق الخطى حيث جاء إليها مسرعاً يعبث بمفاتيحه باسماً إبتسامة جانبية لترد عليها بعبوس وتسائل : " ماذا تريد ؟ " .

أمسكها من مرفقها وجذبها لتجاوره وهو يسير مبتعداً بها نحو مخرج القصر : " سأقلك أنا للجامعة " .

: " لدي سائق كما تعلم ! " .

: " اليوم سيكون له إجازة " لم تنكر أنها تفاجئت إلام يرمي ! ولم يبدو وديعاً اليوم على غير العادة ! ، سحبت يدها بقوة من خاصته وأعطته نظرة صغيرة مواصلةً المشي معه نحو باحة القصر الخلفية حيث سيارات بمختلف الأحجام متوقفة هناك .

كلاهما تنبها لصوت الدندنة والضحك المرح ليرى ديلان شقيقته الصغرى لندا تترجل من باب سيارة سوداء وتتراقص في مشيها كأنها جاءت مخمورة حتى إذا رأتهما شهقت بفرحة وهتفت : " صباح الخير لأحلى إبنة عم وأسوء أخ في الدنيا " .

رفعت أنابيل حاجبيها بعجب وإبتسامة مستنكرة رادة عليها في حين ديلان عقدهما حانقاً : " لندا ! لم لست في المدرسة ؟ " .

حركت يدها في الهواء لا مبالية لتهتز خصلات شعرها القصيرة شقراء اللون معها بخفة : " ذهبت لأريهم وجهي وعدت من فوري لا رغبة لي في البقاء " .

Crossings Into The Abyss | معابرٌ إلى الهاويةOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz