الفصل العاشر

1.4K 113 67
                                    

( قريباً قد تنتهي الأحلام ) -١-


{ ها أنا عُدت مجدداً يا غاليتي ~

12:15 هو التوقيت الحالي في موسكو لقد إنتهت محاضرتي الثانية لهذا اليوم في حين تأخرتُ عن الأولى متعمدةً لإختصار يومي لم أحتك بديلان لأنني وببساطة لم أجده لمغادرته باكراً للشركة ، لستُ بخائفةٍ أستطيع مواجهته ولكمْ سيكون الأمرُ ممتعاً ولكنني أُفكر بأمي لا يمكن أن أعرضها لمشاحناتٍ جديدة مع عمي و زوجته تنتهي بإذلالها حين سيجلبون سيرة والدي الراحل كعادتهم في كل جدلٍ عقيم كان يحصل بينهم وبين أخي دانيال لا ينتهي إلا بإصابة أحدهم بإنهيارٍ عصبي ، كم أشتاق إليه ....}

بقي قلمها معلقاً في الهواء لم يلامس ورقتها البيضاء لتتابع خط ثرثراتها العابرة ، توقفت مقلتاها عن الحراك وقد خنقتها الغصة وشعرت بدموعها تحرق مقلتيها حين إستحضرت للتو أحداث عائلتها والصعاب التي مروا بها بدايةً بفضيحة والدها ووفاته وأخيراً الحادث الذي جعل روح أخيها تتعلقُ بحبلٍ متأرجحةً ما بين الحياة والموت ، هي ضعيفة ! ضعيفة جداً عكس ما تتدعي وتكابر لتخفي حقيقتها الحساسة والمرهفة فقط كل ماتريده هو الأمان والعائلة التي فقدت دفئها وحلاوة ذكرياتها منذ زمن ... تنهدت تخفف عن نفسها بزفراتٍ مخنوقة وعادت تخط تكملة مذكراتها تبوح للورق عن حلم ليلة أمس

{ تبقى أن أخبركِ يا رفيقتي بحلمٍ غريب يلفه السراب ولم أجد له تفسير كانت هذه أول مرة ينتابني فيها الخوف من حلمٍ يتيم قد يتحقق أو لا ، هو كابوسٌ بالمعنى الأصح رؤيتي لفستان الزفاف النازف ذاك أيقظ فيني المخاوف من زواجٍ بائس أدعو بأن يمر كل شيء على مايرام فنفسي ماعادت تطيق المزيد من المواجع }

عند هذه النقطة إستسلمت لهواجسها الذباحة وسمحت لعلقها بالغوص في أعماق الذكريات المنفية تسترجع لمحاتٍ حديثة جاءتها كالرؤية في لحظة قعودها ناعسةً صباح اليوم ... رأت نفسها تقضي لحظاتٍ مثل الأمنية تحت المطر تحادث أحدهم بمبسمٍ عاشق تداعب أناملها مقبض مضلتها الحمراء و تنظر أمامها على ذاك السراب الصامت لشخصٍ أظلمت معالم وجهه وكأنه لا وجود لشخصٍ غيره من يملئ عينيها ..

لا شعورياً تحرك ثغرها مفرجاً عن إبتسامة صغيرة ويدها تعبثُ بطرفِ ورقة مذكراتها في حين تركت جسدها يستمتع بنسائم الهواء العليلة مزيحاً الحمل عن عقلها الشارد والذي ينبض بالأحلام الضبابية .

تنبهت بعدها لنفسها وتنهدت ماحيةً البسمة من شفتيها وهي تلملم نفسها وتعيد تجميع شتات ذاكرتها بتفكيرها بالتسوق قبل عودتها للقصر لمقابلة البغيض ديلان المتأهب تماماً لتعكير مزاجها ، غادرت عن مقعدها الخشبي في حديقة هادئة غلب عليها كثرة الأشجارِ الزاهية بالألوان الخريفية التي حنت عليها أشعة الشمس لتجعلها خلابةً للرائي تاركةً خلفها أخشاباً تراصت محاصرةً ورقة مصفرة تلاعبت بها الرياح وهي متماسكةٌ وابيةٌ للطيران .

Crossings Into The Abyss | معابرٌ إلى الهاويةWhere stories live. Discover now