الفصل التاسع

1.6K 117 120
                                    

( إبن الشيطان )

















بعيداً بمساحات شاسعة عن سلاف والأحداث الحالية فيها ، وفي توقيت متأخر عنهم بثمان ساعات ....

ملامح لإحدى القاعات الفارهة والتي لم تخلوا مواقفها الخارجية من سيارات الحضور الفخمة وبعض الذين يتماشون بين حدائقها وعلى أعشابها المشدبة بعناية ..

أصوات صخب الشبان وضحكات الفتيات العالية هو ما يُسمع عبر إحدى بواباتها الكبيرة ..

ضجة وهرج كثير في الداخل وخدم يتماشون هنا وهناك محملين بشتى أنواع الضيافات .. أضواء القاعة باهرة ومسلطة على السطح لتجعله يلمع مع الأثاث وطاولات التقديم المجهزة بشكل يتناسب مع مناسبة مهمة كهذه ..

وفي إحدى طاولاتها الزجاجية التي تحيطها كراسي حمراء مزينة بشرائط عريضة .. جلست معتكفة عن الجميع تشرب عصيرها وملامحها تدل على إمتلال وعبوس ، عيناها المخضرتين والمظللة برموش كثيفة تتنقل بنظرها بين الغيلان أمامها والذين يتحركون بأجسادهم المغطى بكل مايخطر على البال من أقمشة وماركات غالية .. أنزلت الكأس ببطء وزمت شفتيها المطليتين بالأحمر القاني وبدأت تشعر بهيجان معدتها مما إلتقطته أنفها من روائح عطور فائحة وبعضها يسبب لها الإشمئزاز من قوتها ..

شعرت بإحتقار لجميع الحضور كلهم بلا إستثناء يبتسمون بمجاملة وزيف لا أحد صادق لا أحد نقي كلهم ملوثون .....لا أحد مثلها .

بعد مضي دقائق وهي على حالها وعبوسها سمعت جلبة من خلفها أثارها شابان بحديثهما وتمكنت من تمييز صوت أحدهما وقد كان أكثر من تمقت على هذه الأرض .. رفعت وجهها وركزت بنظراتها على من جلس قبالتها على الطاولة دون أن يلقي عليها تحيةً او يحادثها بل إستمر بنقاشاته مع صديقه الواقف ..

نظرت له بجمود وتقطيبة ومسحت هيئته المتأنقة بنظرة عابرة دون أن يثير فيها شيئاً ...

مجالسها كان شاباً في العشرينات أبيض بياضاً باهتاً ولم يكن من النوع سَمح وطلق الوجه الذي تترتاح له الانفس عادةً ، شعره بني كثيف وليس مسترسل بل بدى خشناً قليلاً وحدقتاه سوداء واسعة تناسبت مع ملامحه ونظرته الحادة التي تبدو وكانها تفترسك حين تحدثه ..

صرفت وجهها عنه وتابعت تحديقها في الناس أمامها بضجر حتى إنتهى وغادر صديقه ليلتفت لها الوسيم ويتبسم بخبث : " لا يبدو بأن الحفلة أعجبتكِ كثيراً ، أعرف بأنكِ تكرهين مناسباتنا " .

لم تعلق بل إكتفت برفع حاجبها الأيمن الرقيق بإبتسامة متهكمة لترد وهي تنظر له بكره واضح في عينيها : " هذا أكيد مناسبة للشياطين أفضل وصف لها يا سيد ديلان " .

لم يضحك أو يبتسم حتى بل نظر لها بحدة تدل على مدى توتر العلاقة بين الإثنين وكلٌ له منظوره ، هي تشعر بألم معدتها وتتمنى لو تخربش في وجهه المقزز وهو يريد أن يبرحها ضرباً ويجعلها تنسى كيف تنظر له وتحدثه بهذه الطريقة وتتسلط عليه ..

Crossings Into The Abyss | معابرٌ إلى الهاويةWhere stories live. Discover now