Crossings Into The Abyss | معابرٌ إلى الهاوية

الفصل الأول

( هدوء ماقبل العاصفة )

لذكرياتنا نحن المواليد الرماديون سعادة هاجعة في السراب ، كنا إذا ما وجدنا شيئاً يضيع وقت الخلوة سافرنا إلى الاعماق ... حيث ذكرى لا تنام ولا تنتهي وإذا فعلت فهي كالنور يبزغ من وسط ظلمة بقمة الوجع تحتل الكيان وتغدقه دفئاً .

هناك حيث حزن سرمدي يجالسها يذكرنا في نهاية الزيارة لشراء السعادة من ذاكرة بكم هي سلعة مؤقتة .

نواقيس الخطر تلك دقت مجلجلة الفؤاد قبل ان تشبع الاثير وراياتُ الثورة التي ارتفعت قبل حلول الفجر .

معركةٌ ليلية دامية تصاعدت أعمدةٌ من دخانٍ كاتمٍ للأنفاس مصحوبٍ بروائِحِ الجلودِ المحروقة ، صرخاتُ الاستجداء المتزامنة مع الانفجارات شكلت للسامعِ سمفونية الموت المثالية .

عُزفت ترانيم الموت جاعلةً من الدموع اليتيمة تفر هاربةً من المحاجر خائنة لحابسيها وباعثة النشوة في قلوب الشياطين منزوعي الرحمة .

***

بعد ستة عشرَ عاماً من تاريخ إستقلال سلاف : ~

يوم غائم واجواء جميلة الهواء يهب محملاً ببرودة منعشة تريحُ النفس ، في الدويلة الصغيرة " سلاف الشرقية " والتي استقرت اوضاعها بعد انضمامها لروسيا الإتحادية حيث مضت عليها سنواتٌ من معاركٍ وتلتها مفاوضات لتحقيق السلام إنتهت بإلغاء نظامنا الملكي وجعلنا جزءً من دولة هائلة ، ولكن مع ذلك شعب سلاف لازالوا يعانون من العنصرية التي يتعامل بها بعض ُالروس معهم ...

ابتسمت ناظراً لإبني إيفان البالغ من العمر ستةَ عشرَ عاماً ، يلعب بكرة المضرب مع صديق طفولته مارك .

المكان الذي كنا فيه كالغابة بسبب كثرة الأشجار به بقعة مفروشة ببساط أخضر من العشب نأتي لها أنا وولدي برفقة اعز اصدقائي نيكولاي والد مارك للتنزه في العطلات ..بجانبي كان نيكولاي
الذي استرسل بالحديث معي بسرعة وحماسة عن احدث مقالبه هو و زملائه في العمل على مديرهم البدين سيء الخلق .

تجربة طباعة صورة كاريكاتيرية له تحمل معنى ظمني للسخرية هو ما فعلوه دون نسيان توزيعها وجعل عدد من الموظفين يشاركون بكتابة تعليقات ساخرة عليها ، هززت رأسي غير مصدق لمدى صبيانية تصرفاتهم ولكن لم امنع نفسي من القهقهة بخفة على أفعاله لطالما كان هكذا ، منذ صغره وهو محب للمشاكل وطائش ، ومن العجيب أن يملك رجل مثله إبناً هادئاً ورزيناً مثل مارك ، الفتى مختلف عن أبيه تماماً لربما ورث هدوء ولطف والدته الراحلة ..