الفصل السادس عشر

1K 78 109
                                    

( ميلادٌ سعيد )



فور عودتها للبيت كان أول ما فعلته آنيت هو إخبار أمها عن الجيران الجدد والتي بدورها لم تصمت وماهي سوى دقائق حتى أصبح جميع من في المبنى على دراية بوجود ألكساندر وليونيد فيه .

الظهيرة مضت بسرعة عليه يفتح الباب ليستقبل التراحيب من الجيران متمنين له إقامة سعيدة تعرف من خلالها على بعض منهم يدور بينهم حديث بسيط يجيب فيه على فضولهم بلباقة ويتجنب ما أزعجه من أسئلة ... أغلق الباب أخيراً مودعاً وشاكراً لإمرأة كبيرة في نهاية الأربعينيات تدعى مارجريت جاءته بطبق بسيط في صحن من زجاج .

حال وضعه له في المطبخ أرسل بصره للساعة المعلقة وتذكر بضعاً من حديث دار بينه وبين بيير صباح اليوم أوصل له كون المسؤولين رضيوا بتأخير موعد الإجتماع لساعات متقدمة ولم يناسبهم تأجيله ليوم أخر فتنهد مغادراً لغرفته ماراً في طريقه بخاصة إيفان المغلقة ذات التهوية شديدة البرودة التي أحس بها في قدميه حين كان على مقربة من بابه .

........

أحكم إغلاق ساعته الفضية ليكمل أناقته مع بدلته السوداء الفائحة بعطر رجالي قوي وإنحنى ليمسك حقيبته العملية خارجاً نحو الباب لفتحه و يكون ليونيد أول مستقبليه أمام عتبته .

حياه ليونيد مبتسماً ببشاشة يضع يديه في جيوب معطفه وبدى مهندما على عكس الطريقة الفوضوية التي قدم بها للمطار في أول لقاء لهما .

سار معه ناحية المصعد والذي للمصادفة الجميلة وجد بقربه رايموند فالنتاين والد آنيت ذاهباً لمشوار تبضع سريع بملابس متواضعة بجواره فتاة تبدو بعمر ولده أو أصغر لم يعرفها ألكساندر في بادئ الأمر .

كان رايموند أول من بادر للترحيب بألكساندر وقتها مع زوجته من بين جميع الجيران ونظراً لأنه أكثر من كان له التقارب العمري مع ألكساندر خاضا حديثاً ودياً إنتهى بمعرفة رايموند لإنتماء ألكساندر السلافي مبدياً التعاطف معه ومع قضيتهم فهو من المطلعين بجديد الأخبار والمشاكل التي تجري في الإتحاد .

لاحظ رايموند إبتسامات ألكساندر الصغيرة لآنيت من باب لباقته فأمسك بإبنته محمرة الخدين والمطرقة برأسها للأسفل ليقربها منه فرحاً : " هذه إبنتي آنيت ، آنيت هذا السيد آرلوف تعرفينه فأنت أول من علم به " .

أومأت لوالدها بخجل وحيت ألكساندر بتوتر تجاهد أن لا تقع عينيها في خاصته ليلتف عنها والدها ويبدأ في فتح محادثة سريعة مع ليونيد مفسحاً المجال لألكساندر الهادئ بالتقدم ليجاور آنيت ويميل هامساً لها : " أنتِ من هجم صباح اليوم على إيفان ؟ " .

لم يكن بإنتظار جواب منها فهو عرفها على كل حال ولو أن تعابير هذه الفتاة الأنثوية والخجولة تختلف تماماً عن تلك المتوحشة صباحاً إنما أراد إختبار شجاعتها وعندما لاحظ آنيت التي كاد يغمى عليها خوفاً تنحنح لتنظر إليه أخيراً وتتفاجئ بوجه مشرق بإبتسامة جميلة وكبيرة أظهرت نواذجه

Crossings Into The Abyss | معابرٌ إلى الهاويةWhere stories live. Discover now