Chapter 79

4.5K 224 46
                                    

الطريق إلى منزل زين كان ملئ بالصمت لم ينطق كﻻهما بكلمه واحده، حتى توقفوا فى منزل زين وخرج جوش من مقعده متجها الى ناحيه هارى ليساعده على الخروج لكنه توقف فى الحال عندما رفع هارى يده كأنه يخبر أخيه بصمت أنه ﻻ يريد مساعدته على اﻹطﻻق.

لم يعد يشعر بالسكر، ﻻزال عقله غائم قليلا وﻻتزال أصابعه منمله ويشعر بوخز بها لكن غير ذلك فهو جيد، يستطع الرؤيه جيدا ويستطيع المشى بدون تعثر أو وقوع.

خرج هارى من السياره وأغلق الباب وبدأ يمشى لباب المنزل لكنه سمع صوت أقدام ورائه فتوقف ونظر خلف كتفه ورأى جوش يتبعه فتنهد باستياء.

" أنا بخير، لا تهتم بى كأنى كلب! " صاح هارى بأخيه واستدار ليواجهه محدقا به بشده.

ربما هو مستعد ليسامح ستيﻻ لكنه لا يزال غاضبا من أخيه، غاضب ويشعر بالغيره ﻷن الفتاه الوحيده التى يريدها فى حياته تريد أخيه وهذا يشعره بأنه فاشل، يشعر كأنه متسول بالرغم من أنه يمتلك مﻻيين، اﻵن فهم ماذا يقصد الناس بقولهم أن السعاده ﻻ تشتريها باﻷموال.

" فقط ابتعد جوش. ﻻ أريد أن أرى وجهك أكثر من ذلك الليله " قال هارى ولم يعط ﻷخيه فرصه للكﻻم.

فتح جوش فمه مره آخرى ليقول شئ لكن تذمر هارى ومرر أصابعه فى شعره وجذبه بعنف مغلقا عينه ومحاوﻻ السيطره على غضبه.

" ﻻ تجبرنى على فعل شئ سأندم عليه فيما بعد " حذر هارى جوش واستنشق بعمق ثم مسك تنفسه.

كﻻهم يحدق باﻵخر قبل أن ينظر جوش بعيدا وهو يهز رأسه.

" فقط اعتنى بنفسك " تمتم جوش فقط ليجعل أخيه يصدق أنه صادق ومخلص بالرغم أنه بعيد كل البعد عن ذلك، هو شيطان فى قناع مﻻك.

لم يرد عليه هارى وفقط بقى محدقا به بدون اظهار أى مشاعر وشاهد جوش يلتفت وهو يومئ برأسه له ورجع لسيارته ومشى بعيدا حتى اختفى عن نظر هارى فتأفف وهز رأسه كأنه يحاول وعيه قبل أن يدخل لحبيبته.

ﻻزالت الحفله مستمره وممتلئه بالرغم من أن الساعه الرابعه فجرا اﻵن، ﻻيزال الناس يشربون ويتحدثون بعضهم يرقص والبعض اﻵخر فقد الوعى مستلقيين بدون حركه على اﻷريكه أو على اﻷرض.

تجاهل هارى الجميع وأبقى رأسه منخفض ليتجنب أى تفاعل مع أى شخص، ليس لديه القدره على لعب العشرون سؤال مع أحد على اﻹطﻻق وبالفعل لن يمتع أى مرأه وامرأنه تنتظره فى الغرفه ليعود، أو ربما هى نائمه، فى كﻻ الحالتين التفكير بها يشعر هارى بالراحه والسﻻم معا.

" ابق هادئا " تمتم هارى لنفسه عندما وصل الغرفه ويده على مقبض الباب وهو يحضر لنفسه لمواجهتها.

ارتسمت اﻻبتسامه على وجهه ﻻ إراديا عندما بدأ فى فتح الباب ووقع نظره فى الحال على الفراش لكن خذلت ابتسامته عندما وجده فارغ، دخل هارى الغرفه وعينه تتحرك فى أرجائها.

" حبيبتى؟ " نادى ومد يده للخزانه ليفتحها فقط ليجدها فارغه.

الفستان الذى كانت ترتديه فى الحفله ملقى على اﻷرض وحدق هارى به لدقيقه قبل أن يرفعه ﻷنفه ويشم رائحه عطرها، أغلق عينه من الرائحه الجميله وأخذ نفس عميق وللحظه نسى كل مشاكله، لكن سﻻمه انقطع بعد لحظات و شئ بداخله تحرك ووقف هارى سريعا من اﻷرض.

" ستيﻻ؟ " تمتم هارى بهدوء واتجه نحو الحمام وفتح الباب ونظر بالداخل كرجل مجنون.

" ﻻ " همس هارى وهو يهز رأسه عندما فكر فى أنها قد تكون هربت مره آخرى. " ﻻ، ﻻ، ﻻ "

انقلبت معده هارى من مجرد فكره عدم رؤيتها مره آخرى وازدادت ضربات قلبه وارتعشت يديه وهو ينظر حول الحمام مره آخرى قبل أن يخرج لخارج الغرفه راكضا نحو غرفه الجلوس ينظر بجنون لكن لم يجدها.

شعر هارى بالانهزام تماما عندما لم يجد أثر لها ورجع للغرفه التى يتشاركها مع ستيﻻ بقلب مكسور يدعو فى صمت أن يكون كل هذا وهم، يريد كل هذا أن يكون كابوس.

أسند هارى رأسه على الحائط مغلقا عينيه من شعوره باﻹرهاق ويشعر كأنه سيفقد وعيه أى لحظه وانزلق على الحائط حتى أصبح جالسا على اﻷرض.

مرت بعض الدقائق هكذا وهو يجلس على اﻷرض الخشبيه يفقد ويستعيد وعيه، يريد أن ينهض، يريد أن يبحث المدينه كلها حتى يجدها لكن لا يوجد قوه باقيه داخله.

بدنه و عقله استسلما تماما، يشعر وكأنهم مشلولين لكن قلبه ﻻ يزال يؤلمه، يؤلمه من غيابها.

" هارى؟ " همست ستيﻻ وهى بين ذراعى هارى وكﻻهما يستمتع بمنظر غروب الشمس أمامهم.

" نعم؟ " سأل هارى ناظرا بعيدا عن السماء الى أجمل منظر لحبيبته وهى تبتسم له.

" ﻷى سبب من اﻷسباب تركنا بعضنا، ماذا ستفعلين؟ " اختفت ابتسامه هارى من السؤال اﻷحمق وعبس حاجبيه وهو يفكر بالسؤال.

بقى هارى صامتا لبعض الوقت قبل أن يتنهد وهز رأسه من جنب ﻵخر.

" لن يحدث هذا أبدا " أخبرها ووضع قبله على رأسها بطريقه رقيقه وأحكم ذراعيه حولها.

" حسنا، لنفترض فقط " قالت ستيﻻ وهى تبتسم له.

" لماذا نفترض شئ لن يحدث أبدا حبيبتى؟ " قال هارى متضايق من سؤالها الأحمق.

" ماذا ان فعلت شئ سئ للغايه؟ " ضغطت عليه تريد الحصول على إجابه منه.

ضحك هارى من سؤالها ورفع يد من يديه ممسكا بفكها جعلها تنظر تماما له.

" أنا سخى كثيرا على من أحبهم، خاصه أنتى " قال هارى ووضع شفتيه على شفتها ليسكتها وكﻻهم مبتسم فى القبله.

" أحبك " تمتم هارى ضد شفتيها قبل أن يبتعد.

" هارى " همست وأصابعها تتحرك على خده اﻷيسر تترك جلده مقشعر.

" هارى "

" هارى استيقظ "

شعر بيد تمسك بخده وتهزه قليلا جعلته يعبس.

" ﻻ يستيقظ " سمع هارى صوت ستيﻻ فتزايد تنفسه، وفجأه اختفت من رؤيته وعم الظﻻم المكان.

" هارى؟ سيلفيا، افعلى شئ! " سمع هارى انكسار صوتها وأدرك أنها تبكى.

شعر هارى بالخوف عليها وفى الحال فتحت عينيه.

_______________

The Curb ( مترجمه للعربيه )Where stories live. Discover now