Chapter 48

5.3K 226 16
                                    

" ستيﻻ، هل أنتى بخير؟ " همس هارى أخرجنى من نشوتى، رمشت قليلا قبل أن أرد بنعم بصوت هادئ عينى مثبته على الجمال الواقف أمامى أفكر أنه ليس حقيقى حتى. بعد أن انتهت من تحديقى به وجدت زين ينظر لى بعبوس ويحدق بى بفم مفتوح قليلا، تحركت بمكانى بعدم راحه ولعنت نفسى لنظرى له بهذه الطريقه ﻻبد أنه ﻻحظ.

" اللعنه، هل أنتى حقيقيه؟ " تمتم زين وهو يقترب منى ثم توقف أمامى بخطوات قليله تفصل بيننا، لفت عينيه على وجهى بأكمله ثم جسمى حتى نظر بعينى مره آخرى.

عبست من سؤاله، لماذا يسألنى هذا السؤال؟ أنا من أريد أن أسأله هذا السؤال، هو من يبدو كإله من آلهه اليونان ليس أنا.

" أنتما اﻻثنان تخيفانى من كثره التحديق هذا " تكلم هارى بجانبى لفت انتباهى له. " أعتقد أنى سأترككم معا لبعض الوقت، سأذهب لوضع الطعام فى الفرن ﻻبد أنه برد " قال وترك يدى وهزت رأسه لزين الذى ﻻ يزال محدقا بى وهو عابس. ما اﻷمر معه بحق الجحيم، هل نمى لى رأسين أم ماذا؟

عندما اختفى هارى عن رؤيتنا تنحنحت وأنا أقف أمام زين باستغراب ﻻ أعلم ماذا أقول أو أنه يجب أن أقول شئ من اﻷساس، وجهه ﻻ يظهر بماذا يفكر نهائيا وهذا يثير قلقى قليلا. مرت لحظات وﻻزلنا مثلما نحن ﻻ نتكلم وﻷول مره منذ زمن أتمنى وجود هارى معى.

عندما تأكدت تماما أنه لن يبدأ بالكﻻم قررت أن أبدأ أنا.
" لورا " قلت بصوت هادئ ورفعت يدى له ببطئ ﻷصافحه. شاهدت زين وهو يأخذ نفس عميق وينظر ليدى قبل أن ينظر بعينى مره آخرى بتعبير مشمئز.

" ستيﻻ، لورا، لم أعد أهتم، ارتكبت خطأ كبير بتصدقيها ولن أصدق مره آخرى " قال بتعصب جعلنى أقفز من نبرته الخشنه، طبطب على يدى قليلا ﻷدرك أنه ﻻ يريد مصافحتى فنزلت يدى بجانبى.

" اسمعينى واسمعى جيدا " تكلم زين مره آخرى نبرته بارده ومهدده، " ﻻ أعلم ما لعبتك هذه المره لكن ان جرحتى هارى مره آخرى سأتأكد من قتلك بنفسى " تفاجأت من كﻻمه وتراجعت للخلف بعيدا عنه، هل ﻻ يرى أننى ضحيه هنا أم لديه مشاكل نفسيه وغضب تماما مثل هارى؟

أريد أن أصرخ عليه بأن لسانه السليط هذا ﻻ يتناسب مع وسامته وأنه شخص سافل لكن قبل أن أنطق بأى كلمه سمعت صوت أقدام فنظرت فوق كتفى ﻷجد هارى يدخل غرفه الجلوس بصينيه كبيره فى يديه.

" فكرت بأن نأكل هنا بدﻻ من غرفه الطعام " قال هارى وتوجه نحو المنضده ليضع الصينيه.

" بالطبع يا رجل، أنت تعرفنا أكثر من أى شخص آخر " قال زين وصوته فجأه طبيعى ﻻ يبدو مهددا اطﻻقا مثلما حدث منذ ثوان، ارتعشت عندما وجدته يلف يده حول كتفى ويجذبنى بجانبه.

نظرت نحوه بتردد وعين متسعه من تصرفه الودود فجأه. رفع حاجبيه لى بإبتسامه ترتسم على وجهه فأدرت عينى و منعت نفسى من دفعه بعيدا ﻷنه منذ دقائق كان ﻻ يريد لمس يدى حتى.

The Curb ( مترجمه للعربيه )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن