Chapter 36

5.1K 197 5
                                    

لم أستطع النوم وأنا راقده بالفراش بعيدا بقدر المستطاع عن خاطفى ومعذبى، فكره مغادره هذا الفراش و الهروب بعيدا تدور برأسى باستمرار لكن فكره مسكى مره آخرى جعلتنى أرتعش تحت الغطاء الدافئ، لكن يجب أن أفعل ذلك، يجب أن أخرج من هذا المكان، الهروب بعيدا جدا عن هذا المكان وهذه هى فرصتى، يمكن أن تكون فرصتى اﻷخيره ﻷن هارى ﻻ ينام قبلى وﻻ يتركنى بمفردى. أخذت نفس عميق وفتحت عينى ونظرت بجانبى لهارى ﻷتأكد أنه نائم حتى عندما هززته لم يصحو ولم يتحرك.

ببطئ أبعدت الغطاء من جسمى وبحرص شديد غادرت الفراش، أشعر بالغليان من داخلى من القلق لكن تجاهلته. عينى مثبته على هارى وأنا أسير على أطراف أصابعى ووبطئ فتحت الباب وبدون اهدار وقت أطول خرجت سريعا للطرقه المظلمه. تنفسى سريع وأنا أذهب بإتجاه غرفه الجلوس بهدوء، أعلم أن صوت واحد بسيط يمكن أن يوقظ هارى.

الحريه تبدو قريبه وبعيده بنفس الوقت وانا أركع أمام الأريكه المخفى بها هاتفى، بحثت عنه بيدى ببطئ ﻻ أريد المخاطره بإضاءه نوره.

" نعم " همست بفرحه عندما وجدته، سريعا أخذته ووقفت وأخذت نفس عميق.

ارتسمت ابتسامه على وجهى وأنا أسير لمحطتى اﻷخيره، وهى الباب اﻷمامى للمنزل. قلبى يخفق بجنون وكفى يدى متعرق كثيرا وأنا أسير فى طرقه آخرى مظلمه تؤدى للباب. مشيت بحذر أحرص على عدم ايقاع أى قطعه ديكور حتى ﻻ يستيقظ هارى. وصلت للباب أخيرا بدون إصدار صوت واحد، وصلت بيد مرتعشه للباب مرتعبه من أن يصدر صوت انذار مره آخرى، أغلقت عينى بشده وفتحت القفل وتنهدت براحه عندما لم يصدر أى صوت، استجمعت قوتى وشجاعتى وفتحت القفلين اﻵخرين ثم فتحت الباب.

تبسمت بشده وأنا أخرج من منزل هارى عاريه القدمين شعرت كأنى حره وأتنفس مره آخرى بعد مده طويله، ﻻ أعلم كم مضى على وجودى مع هارى، لقد نسيت اﻷيام ربما مر أسبوع أو اثنين؟ أنا حقا ﻻ أتذكر ولكن أشعر كأننى تم حبسى سنه كامله.

نظرت حولى ﻷرى أين سأذهب لكن لدهشتى ﻻ يوجد شئ حول منزل هارى، كأننى فى منتصف ﻻ شئ، ليس هناك أى ﻻفتات أو محﻻت على بعد نظرى لكن قررت أﻻ أخاف، عددت الى ثﻻثه برأسى ثم ركضت الى أمامى مباشره ﻷبتعد عن المنزل قدر المستطاع قبل أن أتصل بأحد ﻻنقاذى، اﻷرقام التى أعرفها هى والدى، جوش والشرطه.

ركضت وركضت ﻻ أهتم باﻷلم الذى أشعر به فى قدمى وﻻ بنفسى الذى يكاد أن يتوقف، كل ما يدور برأسى هو اﻻبتعاد كثيرا عن هارى.

" تبا " صرخت بهمس عندما شعرت بشئ ما يغرز بقدمى جعلنى أقع على اﻷرض المتسخه. عضضت على شفتى وحاولت أنظر عليها خﻻل الظﻻم فقط ﻷجد مسمار صغير عالق بقدمى. اﻷلم لم أشعر به إلا قليلا عند نزعه لكن شعرت به وبشده عندما حاولت الركض مره آخرى.

" اللعنه " لعنت وجلست مره آخرى على الطريق، نظرت حولى ورأيت أن منزل هارى لم يعد ببصرى وهذا جعلنى أرتاح قليلا ﻷن حتى ان اكتشف هارى هروبى سيستغرق وقت حتى يجدنى.

أخذت الهاتف من حماله صدرى وقررت أنه يجب أن أكلم الشرطه وأطلب المساعده. فتحت الهاتف واتصلت بالرقم لكن عندما كنت على وشك اﻻتصال تذكرت كلمات نايل أل أتصل بالشرطه. فكرت ان كنت سأكلمهم أم ﻻ ﻷننى ان فعلت فسيتم القبض على هارى وﻷن هارى صديقه فهو ﻻ يريد حدوث ذلك، أراهن أن مساعدته لى للهروب من صديقه يشعره بالذنب اﻵن. تنهدت وقررت أن أكلم أبى، خفق قلبى أسرع عندما قربت الهاتف من أذنى، كيف سيكون رد فعل أبى ان سمع صوتى بعد هذه المده، هل حتى سيتقبل سماعى.

عبست عندما تحول هاتفه مباشره الى البريد الصوتى بعد رنتين فقط، حاولت مره آخرى لكن دون جدوى. مرت أفكار مشتته برأسى أتعجب ﻷن أبى دائما يجيب هاتفه مهما كان الوقت.

" ﻻ شئ خاطئ، ﻻ شئ " همست محاوله اقناع وتهدئه نفسى والدموع تتساقط من عينى بدون إرادتى، أمسكت بالهاتف جيدا بيدى واتصلت برقم أمتى وآمل أن تجيبنى لكن هاتفها مغلق.

جوش، سأتصل بجوش، قلت لنفسى. مسحت دموعى بيد واحده واتصلت به ووضعت الهاتف على أذنى أتمنى أن يجيبنى.

" مرحبا " سمعت صوته النائم فى أذنى وبدلا من ردى عليه بدأت بالبكاء أكثر وبصوت أعلى.

" لورا؟ لورا، هذا أنتى؟ " صوته استفاق فجأه ى يوجد به أى تعب.

" ساعدنى " قلت وبكيت بنفس الوقت.

" أي- أين أنتى؟ " سألنى وأستطع سماع الحركه أعلمنى أنه قام من نومه.

" ﻻ - ﻻ أعرف " بكيت وانا أنظر حولى مره آخرى. " أنا فى مكان فارغ، جوش. ساعدنى من فضلك " تمتمت مره آخرى.

" كل شئ على مايرام حبيبتى، كل شئ بخير. هل تسمعينى؟ " هززت رأسى بنعم بالرغم من أنه ﻻ يرانى.

" نعم " قلت وهززت رأسى مره آخرى.

" حسنا، فقط امكثى مكانك، سأتتبع مكانك وسأجدك، حسنا حبيبتى؟ " أخبرنى وهززت رأسى مره آخرى.

" فقط امكثى مكانك، حسنا. أنا آتى حبيبتى، كل شئ بخير. أنا أحبك، حسنا؟ " يحاول تهدئتى وأنا أبكى من الجهه اﻵخرى، آمل أن يجدنى حقا.

" أحبك " قلت وانتهت المكالمه.

نظرت للهاتف بيدى وأنا أبكى قبل أن أتكور بلف ذراعى حول ركبتى ووضعت رأسى عليهم أنتظر وصول جوش. عينى تنظر حولى ﻷى عﻻمات من ظهور هارى و لحسن الحظ لم أجد شئ. مر الوقت ببطئ واﻷفكار تدور برأسى دعلت الوقت أبطأ.

بعد مرور وقت طويل كساعات، صوت محرك سياره أفزعنى من مكانى اتسعت عينى وخفق قلبى بشده، وضعت يد على فمى أحاول منع صوت البكاء والبقاء صامته. الهاتف بيدى رن فجأه أدهشنى ونظرت للشاشه ﻷجد جوش هو المتصل.

" يا الهى، جوش، لقد وجدنى " بكيت فى الهاتف. " هو سيأخذنى مره آخرى، ساعدنى جو- " قبل أن أنهى جملتى، شعرت بيد على كتفى وصرخت بأقوى صوت أقدر على إخراجه.
_________________

The Curb ( مترجمه للعربيه )Where stories live. Discover now