الفصل الواحد والعشرون

Começar do início
                                    

: " سمعت من بعض الرفاق ان ساعات الدوام يتم تقليصها في الشتاء " تحدث مارك أخيراً واضعاً ذقنه على الطاولة بإمتعاض فرمقه مرافقه بإستهتار ولم يرد حتى إلتقط بصره صورة آنيت ذات الكنزة الارجوانية الدافئة تدخل مسرعة للفصل وتجيء إليهما لامحة في إيفان بتفحص وأنبرت سائلة بعد توقفها : " كيف حالك اليوم ؟ " .

أومأ لها بأنه بخير وسكت لبرهة ليسأل بعدها فجأة كمن تذكر شيئاً : " ما كان رد فعل اهلك حين عدت يوم أمس ؟ " .

اخفضت رأسها زامةً شفتيها متذكرة التوبيخ العنيف الذي لاقته من أمها لتأخرها ولعدم إعلامها بوجهتها كانت قلقة للغاية عليها وقد اخفت عنها آنيت إصاباتها تلك كي لا يزيد الطين بلة وإندست في غرفتها تضمد خدوشها بنفسها .

طمأنته بأن كل شيء سار على ما يرام كابتتاً بصعوبة رغبتها عن سؤاله الكثير من الاسئلة التي أرقتها ليلة أمس ولكن فضلت ان تتحرى الوقت المناسب لتحادثه فلا يبدو لها بمزاج حسن بتاتاً . إنتبهت معهما لصوت الجرس المنذر ببداية الدروس فهم مارك يودعهما ويخرج على عجل عبر زحام الطلبة .

ذهبت عنه آنيت بتردد وجلست في مكانها تسرق النظرات له بين حين وحين لتراه على نفس الوضعية شارداً وهل تتوقع منه بعد كل هذا أن يبقى بذهنٍ صافٍ ! .

~~~~~~

أسبوع وبضعة أيام مرت ببطء وأحداث رتيبة يُمل من تكرارها ، العلاقة بين ألكساندر وإيفان تبهت مع الوقت فما عاد إيفان يطالب بالتوضيحات في إلحاح كما السابق ويجالسه في صمت كئيب فلا يملك له والده رداً سوى الخروج عنه متعللاً بأشغاله دون أن يعلم هو او اي احد ما يخفيه من خبايا .

وأنابيل التي تتردد في زيارة الحديقة تترقب الوقت بثوانيه حتى لا يظهر لشريكها هناك أثر لتغادر بعدها بأسى شاعرة أن أمرهما إنتهى وكما يبدو أنه فصل شتاء جاء لتتجمد معه علاقات الجميع ! .. ولكن من جانبٍ أخر كانت زياراتها لآنيت تكثر لتتقوى معها أواصر الصداقة البريئة وفي فترات كانت لندا إبنة عمها تقترح الذهاب لها فتجتمع بهن لتنسَ كل ما شغلها .

ترجلت من سيارة الاجرة تنفث البخار البارد من فمها وتنقد السائق قبل أن تغلق الباب وتستدير ناظرة للبوابة الكبيرة أمامها سارت بسرعة لتدخل عبر زحام الناس وتمشِ على أرضية السوق الرخامية تتنقل ببصرها بين مداخل الاقسام والمحلات حتى وصلت لضالتها فدلفت للمقهى الصغير مبتسمة تبحث في المكان عن رفيقتها .

وجدت أنابيل تتخذ مقعداً بجوار نافذة ذات ستائر شفافة تنظر للأعلى بملل وبجوارها شاب لم تتعرف عليه ، كانت قد تواعدت معها على اللقاء هنا بهذا المقهى الذي إجتمعت فيه بها لأول مرة .

مشت نحوها لتنتبه لها صديقتها وتنهض بطلتها الانيقة نحوها لتعانقها مرحبة بها ، جلست بجوارها وتركت حقيبتها في الاسفل مطالعة في وجه الشاب الغريب الذي معهم والذي لم ينظر لها حتى الان بل كان منشغلاً في تصفح هاتفه بضجر ليستفيق حين ركلت أنابيل قدمه وينظر في آنيت بغرابة لوهلة حتى حياها أخيراً وعاد لعمله .

Crossings Into The Abyss | معابرٌ إلى الهاويةOnde histórias criam vida. Descubra agora