الفصل التاسع

ابدأ من البداية
                                    

قطع كل تلك الأحاديث المحمومة بشتى أنواع المشاعر والتي تتخللها ضحكات زائفة بين الحضور سماعهم لصوت موسيقى هادئة تتردد في الأرجاء ليتاهفت البعض على البقعة التي في وسط القاعة ويتراقصون بإبتسام تأملهم ديلان للحظات قبل أن ينهض ويمد يده للحسناء ذات الشعر الكستنائي والتي تجلس مقابلةً له : " إذاً هل تسمحين بهذه الرقصة مع الشيطان ؟ ".

أرادت أن ترفض وترد عليه بلسانها اللاذع ولكنه كان أدرى بها وبجوابها فلم يعطها الفرصة وجذبها رغماً عنها مما جعلها تتنهد وتنظر له بحقد عالمة بأن ليلتها هذه طويلة ..

تنبه الجميع للثنائي الجديد في الساحة وبدأت نظرات التقييم عليهما وعلى هيئتهما المترفة وبالطبع كان لديلان نصيب من نظرات الحسد المرسلة من رجال الأعمال وأبنائهم على نجاحاته في مجال إدارته للأعمال وكان هذا سبب فخر والده الذي أقام هذا الإحتفال من أجله ليباهي بولده أمام الملأ ..

" ديلان مورتمير"

تحرك مع شريكته ببطء تنغام مع هدوء وجمال الألحان المعزوفة وإبتسامة ساخرة مرسومة على محياه وهو يراقب الفتاة العبوس بين ذراعيه والتي لم تكف عن الحركة وأخذت تنظر يميناً ويساراً فقط لكي لا تقابل وجهه المقيت بالنسبة لها ، ولكنها أُرغمت على ذلك حين سمعت ضحكته الخافتة ونظرت له هو الذي رفع رأسه غروراً حين رأى عينيها .. تأففت بضجر وصدت عنه ليأتيها صوته المنزعج : " أنا لا أراقص بكماء ! تحدثي قليلاً معي " .

إبتسمت بسخرية وتحدي وشفتيها مائلتان بنظرة شبه مزدرية : " أرغمني ".

كشر ديلان بإنزعاج منها وشد على خصرها بقوة جعلتها تزمجر وهي تغرس أضافرها في سترته كرد فعل غاضب وعنادي .

: " لا تثيري غضبي يا امرأة وإلا مسحت بكرامتكِ أرض هذه القاعة .. أنا لطيف وصبور معكِ لحد الأن فلا تتهوري " نطق ديلان من بين أسنانه بغضب وهو يميل ناحيتها بتعابير باردة ليسمعها تقول بتهكم مدعية الخوف : " إنني أرتعش " .

فتح فمه ليرد ولكنها إستغلت اللحظة التي أرخى فيها يديه حولها وافلتت منه مبتدعة عن الساحة وهي تسمع ندائه الغاضب : " أنابيل ! عودي إلى هنا حالاً " .

لم تلتفت إليه حتى بل تابعت سيرها متجاهلة همسات الحضور ونظرات البعض المندهشة من فعلتها .. مدت يدها لأطراف فستانها الأحمر حين بلغت المخرج من القاعة ورفعته قليلاً وأنطلقت راكضة عبر الدرجات الكبيرة وهي لا تسمع سوى صوت كعب حذائها .

كانت تتلفت بخوف واضح وإرتباك للباب الواسع خلفها من أن ترى ديلان يلاحقها ولكن لم يخرج خلفها أحد مما جعلها تتنهد وتتابع ركضها حتى إنتهت الدرجات وتجد نفسها في بقعة تصل بين ممرين أخذت طريقها عبر الممر الأيمن ومشت على البساط المفروش طولياً متخطية عدداً من الأبواب على جانبيها حتى وصلت لضالتها وقد كان أخر باب في هذا الممر فتحته بسرعة ودلفت للغرفة الواسعة مغلقةً الباب خلفها إستندت عليه وهي تتنهد بإرتياح بينما عزمت على أن لا تعود لهذا الحفل الملعون مع أنها تعلم عاقبة فعلتها هذه بتركها لخطيبها أثناء الرقص وأمام أشخاص مهمين كهؤلاء ...

Crossings Into The Abyss | معابرٌ إلى الهاويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن