الفصل الثامن

Start from the beginning
                                    

تأمل سيرجي شكله عبر المرآة ولم يظهر عليه أي تأثر أو خوف ... إختلط لون عينيه الرمادي بلون دموي وأضحت شفافة وغريبة ...وربما ولأنه لم يحس إلا أن عينيه كانتا تنزفان دماً أثره واضح حولها بينما بقي أثر لدماء متجمدة معلقة على رمشيه .

: " لا وقت نضيعه ألفريد لنجري العملية التالية " تكلم بعدها وهو يعيد المرآةَ لمكانها و يتقدم لطاولته مخرجاً معدات حادة ولامعة .

: " لكن ؟ ألن يكون هذا خطراً قليلاً على الفتى يا ستيف ؟ عمليتان في يوم واحد ! جسده لن يحتمل ! "تسائل مرافقه ليسمع الرد سريعاً من ستيف الذي قال بلهجة لامبالية : " هو ليس مراهقاً بالتأكيد سيحتمل العملية فهي بسيطة.. وأثر المضاعفات بالمناسبة يظهر بعد فترة طويلة " .

أنهى حديثه وسحب كرسياً ليجلس بجانب سيرجي الذي أمال برأسه قليلاً للجانب ليرى ما يفعل .. مد ستيف الحقنة الصغيرة التي بيده اليمنى بينما مسح بالأخرى على جلده باحثاً عن وريدٍ له ووجده بسرعة ليحقنه بها ويبتعد عنه متجهاً لخزنة فولاذية محكمةِ الإغلاق .

ظل شريكه في المختبر يجري عدة فحوصات لسيرجي وحين إنتبه للشاب الذي بدأ ينظر حوله بتشويش علامة بأن المخدر إبتدأ مفعوله في جسده ، نادى منبهاً لستيف بأن يسرع في عمله ... أخرج ستيف علب مخبرية صغيرة وأخذ ثلاثاً منها وناولها لألفريد الذي تقدم وفرغها في جهاز يعمل كالمضخ أسفل سرير سيرجي ، وصله بأنبوب في نهايته إبرة دقيقة ونهض يعقمها بمسحته الطبية .

جلس ستيف أمام حاسوب متطور أظهر في شاشته بيانات وتراكيب خلايا مجهرية وأخذ يراقب عمل زميله ألفريد بصمت .

حنى ألفريد ظهره ناحية ذراع سيرجي اليمنى وغرز تلك الإبرة فيها وشغل الجهاز الذي تتصل به ليبدأ عمله في الدوران وإخراج السائل غريب اللون ذاك والمحمول بأجسام صغيرة ، وقتها إستدار ستيف لحاسوبه وبدأ يراقب بعينين مهووسة وشغوفة كعالم مجنون .. النتائج التي ظهرت له .

بدأت صور لتراكيب جسمانية وخلايا بالإضافة إلى قياسات ونسب بأرقام كثيرة تظهر على شاشته ليقول منبهاً لألفريد : " راقب نبض قلب الرجل فقد بدأ يضعف لا نريد أن نفقده ...ليس الأن على الأقل " .

همس مبتسماً بخباثة وتابع عمله في حاسوبه .. بينما إستجاب ألفريد له وراقب مقياس ضربات القلب الموجود على يسار سرير سيرجي .

وجهه بدأ يتعرق وصار يلهث في مكانه .. أحس بحرارة جسده ترتفع وبأن جسده سيذوب وهذا ما شغله عن ألم ذراعه التي بدأت عضلاتها تنقبض وأصبحت شاحبة تماماً بعروق بارزة بشكل مخيف .

قوس ظهره لا إرادياً من شعور الألم الفظيع الذي إنتابه في ذراعه وتآوه رغماً عنه حين أحس بشيء يمزق عضلاته مصحوباً بشعور بارد وكأنها نزفت داخلياً .

Crossings Into The Abyss | معابرٌ إلى الهاويةWhere stories live. Discover now