دلف إيفان متفحصاً المكان بعينيه وشمل محتوياته البسيطة بنظرة ..سقفه هابط قليلاً بينما بابين إثنين مفتوحان على مكانهما هذا .. الارائك المتواضعة ذات اللون الزيتي الباهت ملتفة حول طاولة خشبية أجزائها مسودة ومحروقة .

نظر ألكساندر لولده لأنه توقع بأنه سينزعج من فكرة مكوثه هنا ولكن رأى نظرته عادية على تفاصيل هذا المسكن ..

مشى عبر ممر ضيق بجانبه وترك إيفان الذي تقدم لأول باب مفتوح أمامه.. دخل للمكان المظلم نسبياً في حين أن النافذة لم تؤدي عملها بإنارة المكان بل غطتها ستائر بيضاء حريرية تقدم وأزاحها وجعد أنفه من الأغبرة التي تطايرت تبعاً لذلك ..سعل بخفة وإبتعد قليلاً عن النافذة بينما لمح ذرات الغبار تتطاير عبر مسارات ضوء الشمس التي أنارت المكان .

لم يرغب بإطالة التأمل وتحرك باحثاً عن زر التكييف لهذه الحجرة وهو يدعو في خلده ألا يكون معطلاً ..وجده بارزاً بجانب أزرار الإضاءة قرب الباب وشغله بسرعة وغير وجهته للسرير ..نفظه قليلاً قبل أن يرمي بنفسه عليه ويغط في نوم عميق وإرهاق خلفته الساعات الماضية ...

..............

دلف إلى غرفةٍ حجمها متوسط ومحتوياتها البسيطة مناسبة له .. حقيبة عملية موضوعة على الفراش وعدة أشياء كانت في الغرفة تدل على أن ألكساندر كان فيها من وقت قريب .. تنهد وخلع معطف بدلته السوداء ورماه على كرسي خشبي ونفسه تواقه لحمام دافئ يريح عضلاته المشدودة ويطرد عنه الإنهاك ..

أخرج هاتفه من جيبه وفتحه ليظهر له إشعار بورود رسالة صوتية جديدة ، عقد حاجبيه بإستفهام وجلس على طرف سريره ظاغطاً عليها ويرى مرسلها الذي كان جنرالاً في القاعدة العسكرية إسمه " أندريه " .

فتح رسالته وإستمع لصوته الخشن عبر هاتفه : " طاب مساؤك سيد أرلوف .. لدينا اليوم في تمام الثامنة مساءً إجتماع بوزير الدفاع في روسيا ويجب حضور الجميع !.. وأيضاً نحتاجك لأمرٍ مهم خاص بتحقيقاتنا المركزية " .

إنتهت الرسالة بعدها لينظر ألكساندر لهاتفه بعجب : " وما شأني أنا بالتحقيقات ؟ " .

نظر أمامه مفكراً وأحال بنظره بعدها لساعته يراها توشك أن تكون الخامسة و النصف .

لم يقاوم إغراء السرير له فضبط منبهه لأخذ ساعة واحدة يرتاح فيها قبل أن يغادر عائداً إلى مارك ويحضر إجتماعهم غير المرحب به في أوضاعهم الحالية

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

أمضى وقته مستلقياً على السرير يراقب الجدار فوقه بشرود ، لم يشعر سوى بصداع خفيف جراء بكائه في أوقات متفاوتة .. إستنشق من أنفه وزفر الهواء بسرعة وكأنه مخنوق ..رفع جسده المتصلب والمرهق وقعد على السرير بينما قضم شفتيه بلطف وهو ينظر للباب راغباً بالخروج .

Crossings Into The Abyss | معابرٌ إلى الهاويةजहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें