وتغيرت الأقدار

محاولة هروب 9

عاشت نهلة أياما حزينة وهى تشعر بالغضب على إبنتها بسبب مافعلت وأيضا ملأتها الخيبة لأن ليلى أخذت قرارا هاما بدون الرجوع إلى والديها وألغت وجودهم تماما وهذا جرحها منها جدا... كانت تتوقع ان تاتى وتخبرها بأنها وجدت شريكا لحياتها ولكنها صدمتهم بتبنيها لأطفال إناس آخرين..

حبست نهلة نفسها فى حجرتها من الحزن وزارها محسن ونادية ولكنها لم تقابلهم ,حمل قلبها الكثير من الألم ,دق الباب ودخل وجدى وإقترب وهو يقول: نهلة.. نهلة.. الأولاد جم وعايزين يشوفوكو.

مش عايزة اقابل حد ياوجدى ..

وهم ذنبهم إيه؟؟

إنت فاكر إنهم هايقاطعو ليلى؟ اكيد بيقابلوها من ورانا .

وماله لما يقابلوها , اهم يتكلمو معاها ويقنعوها..

زياراتهم ليها ومكالماتهم هاتخليها تصر على موقفها ...إنت مش عارف ليلى؟؟ دماغها ناشفة.. مش هاتقتنع..

إبتسم وجدى وأمسك يدها وقال: طالعة لك...

إلتفتت له نهلة فقال بحنان: ياللا بقى متزعليش الولاد..

دخلت سناء إبنة نادية الجميلة ذات الأربع اعوام وألقت بنفسها فى حضن جدتها وهى تقول: تيتا...

ضمتها نهلة وسالت دموعها,, لقد حرمتها ليلى من هذا الشعور, حرمتها من رؤية وضم احفادها منها..

أمسك وجدى حفيدته وقال: إطلعى ياحبيبتى وانا وتيتا هانيجى نقعد معاكم..

خرجت سناء وبكت نهلة ,ربت عليها وجدى وقال: نهلة ..دموعك دى بتزعلنى .. كفاية بقى...

تفتكر إن ليلى هاتسمع كلامنا ؟؟

إنت بنفسك قلتى إن دماغها ناشفة, واخدة طبعك لايمكن هاتعمل حاجة هى مش عايزاها

يعنى إيه؟ تربى الولاد دول فعلا وتضرب بكلامنا عرض الحائط!!

هانستنى عليها شوية وهى هاتيجى, ليلى مرتبطة بينا جدا ومش هانهون عليها, قومى بقى إغسلى وشك وتعالى نقعد مع الولاد.

طيب, روح وأنا هاحصلك..

خرج وجدى وأغلق الباب ودخلت نهلة للحمام لتغسل وجهها وخرجت لأولادها ..

مرت فترة طويلة اخرى والوضوع كما هو .. لم تتنازل ليلى ولم يتنازل والديها , إستمر محسن ونادية فى الاتصال بأختهم وزيارتها ومحاولة إقناعها ولكن بلا جدوى..

وقفت نادية فى المطبخ فى شقتها تعد الطعام ورن جرس الباب وفتحت سناء ودخلت وهى تقفز من الفرحة: ماما جدو .. جدو...

خرجت نادية لترحب بوالدها: بابا, اهلا وسهلا إتفضل..

جلس وجدى وظلت نادية واقفة وقالت: تحب تشرب شاى وإلا قهوة ..