ضحايا الانفصال 1

780 47 13
                                    


 

وقفت ليلى فى المقابر أمام قبر زوجها وإبنها , لقد مر 3 سنوات ولازال الألم والوجع كما هو بل يزداد يمرور لوقت وكأنها فقدتهم اليوم , لم تستطيع أن تصدق أنها فقدت حبها وإبنها فى لحظة وإنتهت سعادتها التى عاشتها لمدة 4 سنوات فقط, كان زوجها أحمد إبن صديق والدها ونشأت بينهما صداقة كبيرة وعلاقة قوية وإنتهت بالحب والزواج , تزوجت بعد التخرج وأنجبت إبنها بعد ثلاث أعوما من الزواج لأنها كانت تكمل دراستها لتحصل على الماجستير ,كان طفلا جميلا أسمته سليم..سالت دموعها وهى تتذكر كيف كان يضحك لها ويلعب , شجعها زوجها لتكمل دراستها بعد التخرج وحصلت على الماجستير والدكتوراة والآن هى دكتورة فى الجامعة بعمر 33 ,تنهدت بحزن وهى تستعيد هذا اليوم المشئوم, كانت حصلت على الدكتوراه وقرر زوجها أن يحتفل بها وسافرو إلى الأسكندرية لقضاء أجازة وفى طريق عودتهم حدث الحادث الذى أفقدها زوجها وإبنها سليم ,كان عمره 4 سنوات عندما فارق الحياة ومرت ليلى بفترة سيئة جدا عانت فيها آلام نفسية وجسدية فإصابتها أيضا لم تكن سهلة وقضت تقريبا 6 أشهر فى المستشفى حتى إستطاعت أن تتعافى من جروحها الجسدية ولكن جروحها النفسية كما هى بنفس القوة ونفس الألم , خرجت من المستشفى وهى ترى الدنيا مظلمة ,فقدت كل أمل لها فى الحياة لم يعد لديها شئ تحلم به أو تنتظره فقط تعيش على ذكرياتها وأحزانها, حاول والديها أن يأخذوها لتعيش معهما مرة أخرى ولكنها رفضت وتمسكت ببيتها الذى عاشت فيه أجمل أيامها مع زوجها وإبنها .. لاتريد أن تغير بيتها مهما حدث وطبعا رفضت فكرة الزواج تماما بالرغم من إلحاح والدتها, من يراها يعرف حجم الألم الذى تعانى منه, حفر الحزن فى ملامحها خطوطا لاتخفى على أحد ,حتى وجهها لم يعد يبتسم, مامرت به كان أقسى من أن تتحمله أو تتجاوزه...

خرجت من المقابر بعد أن قرأت الفاتحة وقامت بالدعادء لأحمد وسليم وركبت سيارتها لتعود للبيت.

فى شقة فى أحد الأحياء المتوسطة سمع الجميع صراخ إحدى الساكنات وهى تقول: لأ أنا مش هاستحمل عيالك أكتر من كده ,, بأقولك إيه وديهم لأمهم لأحسن والله أرتكب جريمة دلوقتى حالا..

هم عملو إيه بس؟

مضايقينى مش عايزاهم .. أمهم تقعد مستريحة وأنا شغالة لهم خدامة ....

دخلت سنية على حجرة الأولاد وقالت بغضب: ياللا قومو لمو هدومكم ,,

سلمى : ليه باطنط إحنا عملنا إيه؟

من غير ماتعملو, أنا خلاص مش طايقاكم , روحو لأمكم ...

وقف مازن الطفل الصغير ذى العشر سنوات وقال : بس ماما قالت مش عايزانا نروح عندها.

وأنا مالى.. هو إنتو ولادى . ياللا ياحبيبى خد إخواتك وبالسلامة ,,ياللا...

نظر مازن لوالده فقال: إنتو عيال مش متربية ..مزعلين طنط ليه؟

وتغيرت الأقدارWhere stories live. Discover now