32: بداية اللعبة

Start from the beginning
                                    

آخر ما توقعته الليلة هو مقابلة شقيقة تايهيونغ بشقته وهي في وضع دنيء كهذا

ولأن أجزاء عقلها فقدت معظم اتزانها نظرا لاستنشاقها كمية لا بأس بها من السم المميت، تحرك جسدها المرتعش بفوضوية أثناء استقامتها مما تسبب في تناثر كل شيء أرضا أسفل حدقتي إيما الجاحظة

لم تكن بورا وحدها من ترتجف

فذات أعين الربيع قد غمرها الارتعاش منذ أن حطت خضراءها على المادة البيضاء فوق الطاولة

كأن نصلا حادا مصقولا ببراعة قد اخترق عقلها وصدرها معا

أصيبت بقعة بداخلها جعلتها تفقد صوابها فورا وهي تشاهد ما دمر حياتها وحياة شقيقها متاحا أمامها فنال منها الجنون و انقطعت عن كل اتصال بالواقع

"هل أنت خرساء أم ماذا ؟ من سمح لك باقتحام شقتي؟ أين شقيقي؟ أين تايهيونغ أجيبي ؟"

زمجرت بنبرة غاضبة جعلت الصغرى تغمض عينيها الخاملتين وتترنح للخلف قليلا حتى تستند على الأريكة

"شقيقك من أحضرني"

ردت بثقل لسانها، ابتسامة صغيرة بلهاء تحتل ثغرها نظرا لوضعها المزري فهي منتشية بشدة ولا ترى حولها سوى ألوانا و فقاعات غريبة بالكاد تتوضح لها سحنة إيما و توسع محجريها

لم تصدق الكبرى عينيها، التفت للخلف حيث الحالك عاقد لحاجبيه بامتعاض من حال الفتاة الرديء

تتحرى ما إن كان يشاهد ذات المهزلة لعله محض كابوس بشع فتايهيونغ شقيقها عاقل و يستحيل أن يلقي بنفسه في التهلكة مرة ثانية

حملقت بهيأة الصبية المبعثرة بقبضة مرتعشة كحال نبضها الصاخب فلم تتحمل سوء ما ينخر عقلها و اندفعت نحو الصغرى بهمجية

" غادري منزلي، تحركي، حالا"

هسهست بينما تسحب ذراع الفتاة بعنف غير مهتمة بمصيرها فكل ما ينهش فؤادها هو شعور مقيت بالخوف

مزيج لاذع من الذعر و الغضب، ذكريات دامسة أحاطت روحها تعتصرها دون رحمة حتى كادت تستفرغ هول الإحساس و تتقيأ ما بمعدتها كاملا

"إهدئي إيما "

وجدت فحمي الشعر يعترض طريقها

ليس من الصعب تمييز كون صاحبة الخصلات العسلية فاقدة لأعصابها و كل تصرفاتها الحالية نابعة عن ماضيها السيئ و ذكرياتها السامة

"أنا هادئة جونغكوك، والآن غادري منزلي "

دفعت الصغرى بقسوة ناحية الباب الخشبي ثم وجدت نفسها تصرخ دون وعي حينما ظبت بورا متسمرة بأرضها دون رد فعل يذكر

تزيد استفزاز كيانها المضطرب

"قلت أخرجي، ابتعدي، غادري حالا "

جيون جونغكوك: سجن الغرابWhere stories live. Discover now