24.نِهايةٌ لِكُلِ بِداية.

710 35 89
                                    

مَاذا يعني الأمس إن كان كُل ما يحملهُ المُستقبل ولا شَيء آخر؟ ماذا يعني كل ما مَضى أن انتهى وأندثر في دَياجي الذكرى ؟

أهو صَعب؟؟ أن ينتهي الوجَع كما ينتهي كُل شَي آخر؟

أردتُ لهذه المرة ولن يأتي خلفها مَرة أخرى، أن أكون لَهيباً يحرقُ كل ما يَمسهُ ويهيجُ مع عَصف الريح كلما هبَّ حَولهُ، بَعيداً عن كل هذا الوجُود الخانق ،و دون وجُوهٍ تحدق بي ،دون رَأفة تحجب حَرارة لهيبي .

الهدوء تجلي منذ ان أغادر الجميع وبقينا أنا وهو فوق المائدة ، لم أرفع رأسي نَحوه أبداً واستمررتُ بفظاعةِ مَقيتة بقطعِ اللحم مُتوسط الاستواء وأكلهِ على مَضض

فأنا حرمت منه طويلاً والان وهو في طبقي بين يداي فقدت الرغبة به أيضاً كأشياء كثيرة كان السعي لها طريقٌ نهايتهُ فقدِها

رفعتُ رأسي ببطيء حينما أصبحتْ تحديقاتَه الكَثيرة دونَ انقِطاع مُزعجة ولا قُدرة لي على تَجاهُلها

فيكَ شَيء غَريب .

قلتُ ساخراً امضغ اللحم وفمي يَبتسم بِتكلف في وجهِه الساكِن بِجُمود مُرعب يُحدق بي وحتى لِكلامي لم يرف جِفنهُ ،وضعتُ حينها مافي يدي داخل الطَبق أرفع قطعة القماش امسحُ بها فَمي بهدوء

تايه...

قاطَعتهُ يدي التي رفعتُها محُذراً إياه بينما استقيم
فكم سيوجعني الآن صدى صوته !

كم يبدو صوته الذي يُغلف قلبي بالطمأنينةَ ، مليءٌ بشوكِ ينغرز عميقاً فيه

عكفَ وجهه لِيدي ، وكل مافيهِ يُظهر تساؤلهِ واستقمتُ اعدل ياقتي بهدوء اردف

أرغبُ بالبقاءِ لِوحدي هذه الليلة.

حينَ أجبتهُ ، وجهه بدى هَادئاً لا يحمل أي شي يُجيب به تساؤلاتي المَقيتة و انسج هذه اللحظات داخلي دون وَعي وتضحك خَيالتي علي

بأي الطريق ستمزقُ نسجَ خيبتي؟

جونغكوك أنتَ لم تَخطو نحوي أي خُطوة ولم تَمد لي أي يَد! ترى في عيناي كل هذا التَيه ولا تُحرك جفناً , بريق عَيناك وحده ما يُبقيني ووحدهُ الآن ما يَنزع سُكون دَواخِلي

لن ابتغي لَعنة شيء بَعد هذه اللحظة دع الوحِدة تنهشني
لا بقاء ولا هجر سيسُّد ثقب الوجع المُنساب

نورُ النفقِ |TKWhere stories live. Discover now