8. الأمنيات هي الأخرى سراب

1K 67 98
                                    


مُنذ اللحظة الأُولى التي جئنا بها على هذه الحياة مُرغمين ،كان يجب أن نفهم الدرس ، الحياة ليست بعادلة والقوانين رغم تعقيدها قد لا تجدي نفعا مع القدر ، هي الحقائق تمضي بنا يوماً خلفَ الآخر .

من المؤلم أنني ولدت مُرغما ،وعِشتُ كذلك ، كلما اجتاحتني الرغبات الكثيرة بالمغادرة والاختفاء، داهمتني حقيقة أن مغادرتي واختفائي لن ينقص على العالم شيء ،أن الجميع سيمضي إذا توقفت دون المبالة .

فيشعُ في رأسي الثبات حتى لو كان زيفاً على زيف.

أطرافي مُتيبسة لكثرة تكرار اللحظات ،وآهٍ كم أودُ لو أقتبسُ من رأسيَ الافكار لأعيشها ولكن لِمَ ؟

لِمَ أفكاري يكسوهَا هذا البؤس؟ لماذا ولدتُ كخطيئة ؟

أنا أبدو كليلةٍ عابرة ، مُلئت سمائُها بالغيوم التي لم تشفق على الارض فاغرقتها بحُزنها .

لقد التفَفتَ بعيداً عن وجهي تحدق في السماء وكأنها تناجيك الطيارن ،أما أنا فأخذتُ استنشقُ عبيركَ تلك الرائحة المليئةُ بألوان الأكريليك والسجائر رائحة المطر والاراضي المبتلة، وخلسة أغمضتُ عيناي أُخبئ هذه الرائحة عميقاً عميقاً في حنايا رأسي.

الحقائق تبحث الوجود دائماً .

الحقائق مُخيفة ياجونغكوك ،فلمَ تبتغيها؟

أنا ...لا أمتلك من الحقائق سوى نصفها ،جوفي فارغ وإن مُلئ كانت بعثرات ناقصة، لن تجد داخلي مبرر او حقيقة كاملة

قلت له خائفا ان كنت اكذب على نفسي وعليه ،فاستقام يمد يده لي وعدنا لداخل ، وبغته نفخ على الشمعه فعم الظلام وصوت الرياح رفقة ضوء القمر كان الشيء الوحيد رفقتنا نظر نحوي كنا نقف في انعكاس النافذة الدائريّ وحددنا في الغرفة هو أمسك كلتا يداي قريبا جدا ضمها لصدره
وكيف يمكنني ان أقول أن عينيه شديدة السواد اذا كانت ممتلئة بكل هذا البريق ؟

يمكنني أن أملئ جوفك

أشعرتَ حينها برجفة يداي في قبضة يدك ؟ هل حدقتَ في اهتزاز عيناي عندما نطقت ذلك ؟؟ جونغكوك انت دافئ جداً وخائف انا ان أسلبك دفئك ببرودة روحي، جونغكوك ضمني عميقاً كمن لم يفعل احد، كنت اريد هذا ، أن أتقدم الليلة وأن احتل دفئك ،ولكنني جبانٌ ،جونغكوك عانقني أنت ولن تجد مني الصدَّ بتاتاً

ببطئٍ رأيتُ ابتسامك الوديعة ، وحدقتُ بخطواتك حين خرجتُ ، للمرة الاولى رغبت بأن امضي بحديثي رفقة أحدهم دون أن أتوقف أن أتقيئ كل ما في دون أن أبالي ...جونغكوك أنا أهتم مجددا بالحديث

نورُ النفقِ |TKWhere stories live. Discover now