21.عيناكَ مُوسيقى حَانية

821 52 21
                                    

المٌوسيقى تحملُ العبئ الحَزين وحدَها ، تجولُ بهذه السُرعة بذلكَ البُطئ بكل وجودِها الحنون تجتثُ المشاعر من عُمق فُؤادي وتزرعهُ فوق عيناي ، هذه المُوسيقى التي ظهرت فجاءة بينما أعقدُ حاجباي وأضمُ وجهكَ سريعاً بين يداي حين أدركتُ بكائكَ

جونغكوك!
كان صوتي مَذهولاَ من بكاء عيناهُ، ويداهُ حين نطقتُ سريعاً جذبت خصري إليه يحتويني بكامل جسدهُ ويدفن رأسهُ عميقاً في صدري

أدركتُ حينها أنني يمكنني أن أكره نفسي ، لأنني عاجزٌ حتى على فهم جُرحك ، على لمسهِ كما تفعل أنت دون توقُف،
يمكنني أن أكرهها أكثر من أن أُحبها لأنك تفعل ، لأنني لا أفهمك بالقدر الذي وجب علي ، ولا أعرفك بالشكل الذي يبقيني قريبا إليك كما يتطلب الابتغاء

لملمتُ شعره أسفل عٌنقه بين أناملي انطقُ مجدداً ببؤس جائني راكضاً ولم أقدر على صدهِ

ما بكَ والرب !

أبعدَ وجههُ فرأيت عيناه السَوداء تَرقُبني بنعاس ودَّدتُ لو أخذه طول العمر عنه ، بتعب ، بإرهاق وضعف ألمحه للمرة الأولى فيه

إنها الليلة التي غادرتني بها والدتي.

كان الحُزن مَرسومٌ على وجهه ببراعة وكأنها اللَّوحة الدائمة التي عجزتُ عن رؤيتها، من بين صوتهُ الخافت كان تلك الموسيقى خارجاً تقتل المأساة وتحيها مجدداً دون اكتراث لكم الوجع في صوته ، كانت جارحةٌ لحِدتها هذه المرة

كان إدراكاً مُؤلماً أن اليوم الذي غادرت به والدتكَ هو ذات اليوم الذي به وُلدت

الرياح العاتية خارجاً تصفر دون توقف وكأنها تسخر من صمت أفكاري، وددتُ ياجونغكوك أن أحنو عليك بكلامي ، أن أحرك الصَمت الذي فيّ ، أن أقترب إليك وألثم حزنك بشفاتي ولكنني ، بقيت ساكناً ورأسكَ بهدوء أرتخى فوق كتفي

و أعلم أنني سأكون كل ما أستطيع أن أكونهُ لأجلك و كل ما يمكنني فعله سأفعلهُ لأجلك

حتى هذا الحزن في صدرك لو استطعت ان أخرجه وأتناوله قطره قطره ، نفساً نفساً ، لفعلت ولجررتُ نحيبي وحيداً وخبأته بعيداً عن بشاشة عيناكَ.

باغتني رحيلُ الليل واستيقظتُ فوق الفراش حيثُ كان خالياً من جونغكوك، استقمتُ أرقب الستارة المغلقة وافتحها، حيثُ الغيوم الرمادية تحجب نور الشمس فيختفي في ثِقل طياتِها،

دخلتُ الحمام أغتسل ،وارقب الآن الدولاب وتلك الملابس الكثيرة فيه ، لم يعجبني شيء قدر المعطف البني  الذي ارتديته امس فعاودتُ أرتدائهُ .

نورُ النفقِ |TKWhere stories live. Discover now