12.مَنقوشٌ كوعدٍ أبديّ

823 58 96
                                    

مَرَّ وقتٌ طويلٌ ولازلتُ أشعرُ بيَداهُ الساكنةُ تغمُرني فيهِ، بأنفاسهِ الهادِئةِ ترتطِم في عُنقي فتسكُن داخل وتحييني.

تخلل زُرقةُ الفجر من أسفلِ الستائر ، ودقائق حتى شعرتُ به يرفرف جفونه فأغمضتُ عيناي أُمثلُ النومَ

شدَّ بيداه نحوي أكثر وارتجفتُ بقوةٍ رهيبةٍ ، لرُبما من خِلالها أدركَ أن النومَ فَشِل في احتِلالي ، و حين قَبلني في مُنتصف جَبهتي قُبلة طالتْ وسرقتْ كل نَفس بائس في صَدري.

كُنت قريب جداً ، وكأن الوُجود معدومٌ دُونك
وكأن السماء فارغةٌ كما الفضاء ، دون عينيكَ

استشعرك بي ، تسكنني حينما هَجرتني الدُنيا
تخبط بابي وتقْرَعُ طبول روحي
وأنا حيث أنتْ
أُغردُ في سمائِك.

استقامَ فاجتاحني برد يُجزعُ دفئَه بعيداً وأناجيهِ أن لا ينقضي منه شيئاً ولو بِدمعة.

بكيتُ حين شعرتَهُ يَدلِفُ الحَمام ،بَكيتُ لبؤسي لكيفَ يُقلِقُ سُكوني رحيلٌ قصير ،وتُبهجني عودَة مُؤقتةٌ.

بكيتُ لأنني لا أجدني سوى في من يَرحل هذا الصباحُ عني
لأنني أهوى الضياع دُونه، لأن الحياة تتلبسني حين أرقُب محياهُ

أن صباح يكمن في مَلمس عينيه على وجهي
وأن الليل يَحلُ حين يرتطمُ نفسه الدافئ بنهايةِ عُنقي

أن الأيام تمضي معهُ ، وتبيت في جمُود عميق دُونهُ

أغمَضتُ عيناي مُجدداً حينَ استَشعرتُهُ يخرجُ من الحَمامِ ،كَم أبدو خائفاً من وَداعهِ؟!

آه هذا أنا ،اهربُ من الوداعِ ،ويَضيع عُمري في الإنتظارات.

اقتربَ وغمرتني رائحتهُ وشعرتُ بدفئ يدَه تحطُ فوق يدي ونعومة عظيمة أرجفت كياني استشعرت طراوة شفتيه فوقها ، يُقبِلُها بِحُب
برقةٍ ترعبني

تُميتُني مرةً وتُحيني الدَهر الطَويل

أعتذرُ

قالَ فتلاشت افكاري

اعتذر يا حبيبي

قال مجدداً ولكنني غرقت في الكلمة التي مزقت أودية قلبي واسكنتكَ جسدي، أخذَتني بعيداً عنك ولكنها جعلتكَ كَوني

حبيبك؟

تايهيونق ، لا حياةَ بعد اليوم إلا لمن فيهِ تكمنُ الحياة.

تايهيونق ، وإن كانت نُدوبُ جسدكَ لاتُمحى ، فجُونغكوك فوقها رسم زهور النَرجس

نورُ النفقِ |TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن