19.سوادٌ خَلف البَهجة

774 50 19
                                    

جفلتُ بغتةً حينما ظهر صوت العجوز من خلفي تعيد انتباهي إليها بعيناي المُتوسعتان بجزع ، فأبقى في مكاني مُتجَمداً حائراً اذا ما كانت تُخاطِبني أنا أم لا.

أُبصر سُكونَك حتى لو عَجِزتُ أن أراكَ .

قالت لي وشهدتُ نور الشمعة ينعكسُ فوقَ عيناها المُبيَّضة ويُلطِخها القليل من الزُرقة ، لِوهلات توقفتُ عن عدها سَكنتْ الموسيقى وسكنتُ أنا ولكنني حينما أيقنتٌ أن حديثُها متجهْ إلي ، أعدتُ أنظاري الى الممر حينما صدرَ صوتُ إغلاق الباب

تحركتُ سريعاً غيرُ آبهاً لوجودها ، نحو النافذة أُزيح حافة الستارة أُحدق في ظهر لوسيفر الذي التف يميناً حينما أنيرت السماء بضوء البرق وشهدتهٌ يدس أوراقاً عديدة في سُترته ،يحجبها عن غضب السماء الذي اشتد فوقه فجاءة

وقف ثواني معدودة هناك حتى تقدمت سيارة ما تقله وتأخذه بعيداً عن القصر

مالذي يفعله لوسيفر ؟لقد شهدته في أنحاء القصر لهذا اليوم مرتان ؟ لما يطرق راسي كل هذا التسائل ؟

دائما ما كان لوسيفر هادئا ولكن ملامحهُ تعكس الغضب، أدرك جيدا أن هدوءه صُراخاً في أنحاء أُخرى

شهقتُ بصوتٍ مُرتفع حينما التففتُ ورأيت تلك العجوز تقف خلفي في مُنتصف القاعة ترتكز على عُكازها، فتداعت أنفاسي خوفاً ورهبة من هذا الظَلام المُنتشر فجاءة حينما انطفئت الشمعة لربما بسبب استقامتها

لا تنسى أن تُغلق السِتارة

قالت تحدق في قدماي ثم استدارت تُغادر الغرفة ،فتنفستُ كل الأختناق الذي داهَمني

هل لازِلت مُستيقظاً؟

ملئ صوتهُ الحنون الغرفة فجاءة فنظرتُ إليه بينما أستلقي بسكون فوق سرير غُرفتي قَطبتُ حاجباي حينما دَخل الحمام واستمتعتٌ الى صوتِ المياه ،و خرج يجفف يداه بينما أرقبه ،فخلع قميصه تحت ضوء النافذة

وتقدم نحوي يجعلني أُفسح له مكاناً فوق السرير ،رأيتهُ ينام مقلوباً على معدته ، يفرك رأسه في الوسادة ثم يستكينُ بعيناه ناظراً نحوي بنعاس

أيها الصامتُ البهيّ

لم ألحظ أني لم أجيبهُ سوا الآن ، بهدوء رفع يده يتلمسُ وجهي ،بيده يبعدُ خصلاتِ شعري يجول إصبعه بخفة ،فوق رمشي ووجنتي حتى شفتاي ،باتَ تنفسي ثَقيلاً حينما رأيتُ عيناه الخدرة ، رغم الظلام أرها تلمعُ بتلك الهالة التي فيه لا تنطفئ

أصبحتَ ترسمُ كثيراً

قلتُ ، فسمعتُ صوت ضحكته الخافتة ، شعرتُ بجلدي يقشعر بتلك القسوة كل خَلية في جسدي انتصبت لعمقِ صوتهُ الذي حلَّ فجاءة

نورُ النفقِ |TKWhere stories live. Discover now