من في اللوحةِ؟
قلتُ لجونغكوك الذي يرسم أمامي شخصاً أصهب يبدو حزيناً بائساً يرتدي قبعة من القش وفي يده زهرة عباد الشمس.
فان كوخ
إلتفتْ ليسارهِ حيث أنا ينظر نحوي ،أراقبُ عيناه والفرشاةَ التي لطخت إبهامهُ وسبابتهُمنْ هذا ؟
أحقاً لا تعرفهُ؟
نظرَ نحوي بتعجب ، أنا حقاً أجهلُ الكثير ربما لم يتاح لي رؤية العالم كباقي الأشخاص في عمري ، كنت دائما أنظفُ المكتبة حتى يُسمح لي أمينُها أن أستعيرَ كِتاباً، وكنتُ أوفر الكُتب في مادة الرياضيات فقط لم يتاح لي التوسعُ للبحثِ في أشياء لا أهتم بها ...كالرسم مثلا.
عادَ ينظرُ للوحة يخط الخطوطَ ، والألوان تملئُ اللوحه وكأنه خرج من عمق الليلَكيٌ.
إنه فنانٌ مشهور
اتجهَ نحو المياهِ يُنظف الفرشاه ويضعها مرةً أخرى في عُلبة اللونِ البرتقالي
أنتَ تُذكرني به كثيراً
أنا؟
تعجبتُ لما قال واجتاحني فضولُ لمعرفةِ هذا الشخص أكثر
اتجهتُ نحو الكرسيّ الذي بجانب نافذة الغرفةِ بينما لازلتُ أراقبُ جونغكوك الذي يقفُ أمامي عند المرسم
وضعتُ يدي على طاولة أسندُ رأسيحدثني عنهُ
أردتُ أن أسمع صوتهُ حولي
شخص فقير عاش تعيساً ورسم العَديد من اللوحات في سبيل بيعها والاستفادة منها ولكنه لم يبيع اي واحدة
قرر في النهاية أن ينهي حَياته بِطلقة نارية في مِعدتِهقال لي ويده تجول بالفراشةِ فوق اللوحة .
يبدو يآئساً!
لقد كَتب في رسالته الأخيرة ما يُذكرني بِكَ دائما
إزدرقتُ ريقي حين نَظرت له بصمت أنتظرهُ أن يكمل ، نظرَ نحوي فقهقه بخفة ثم اتجه نحو كأس المياه وسكَب فوق القماش الذي يرتديه كيّ لا يتسخ وقامَ بتنظيف يدهُ ثم اتجه نَحوي يجلسُ أمامي
قبل أن يَنتحر فان كوخ قام بقطع أُذنَهُ كتب في رسالتهُ الأخيرة موضحة فعلته"اليوم ﻗُﻤﺖ ﺑﺘَﺸﻜﻴﻞِ ﻭَﺟﻬﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻻ ﻛَﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩَﺗﻪ ﺍﻟﻄّﺒﻴﻌﺔ، ﺑَﻞ، ﻛﻤﺎ ﺃﺭﻳﺪُﻩ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ: ﻋَﻴﻨﺎﻥِ ﺫِﺋﺒﻴﺘﺎﻥ ﺑِﻼ ﻗﺮﺍﺭ، ﻭَﺟﻪٌ ﺃﺧﻀﺮ، ﻭﻟﺤﻴﺔ ﻛﺄﻟﺴِﻨﺔ ﺍﻟﻨّﺎﺭ. ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷُﺫﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠّﻮﺣﺔ ﻧﺎﺷِﺰﺓ، ﻻ ﺣﺎﺟَﺔ ﺑﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﺃﻣﺴَﻜﺖُ ﺍﻟﺮّﻳﺸﺔ، ﺃﻗﺼِﺪ، ﻣﻮﺱ ﺍﻟﺤﻼﻗﺔ، ﻭﺃﺯﻟﺘﻬﺎ! ﻳَﻈﻬَﺮ ﺃﻥّ ﺍﻷﻣﺮَ ﺍﺧﺘَﻠﻂَ ﻋﻠﻲّ، ﺑَﻴﻦ ﺭﺃﺳﻲ ﺧﺎﺭِﺝ ﺍﻟﻠّﻮﺣﺔ ﻭﺩﺍﺧﻠﻬﺎ" هذا ما قاله فان كوخ لأخيه ثيو.
YOU ARE READING
نورُ النفقِ |TK
Short Storyإن ناولتُك عمراً فوق عمرك، إن رميتُ الدهر في خطوط يدك ، هل ستعاود حَملي في عيناك؟ هناك سَقم يتجرع بقائي ، حياة كاملة تقتص من وجودي دونك ، فهل ستغفر؟ خطايا دَنست اسمي وأطفئت كل نور حاولتُ بَثهُ في رُوحِك. -يمكنني أن أكون عائلتك ، أمك الحمقاء وأبيك ا...