الفصل الثلاثون ( عَوْدَةٌ قَوِيَّةٌ )

1.1K 67 24
                                    

فِطْنَة اَلْقَلْبِ

«قطوف الياسمين»

بقلم سلمى خالد " سماسيموو"

سبحانك اللهم بحمدك سبحان الله العظيم

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

الفصل الثلاثون

( عَوْدَةٌ قَوِيَّةٌ )

نظرات الغضب تملأ عينيه، يديه اللتان يبسطهما ثم يقبض عليها بقوة كي يهدئ من ذاته المتهيجة، في حين نظرت له قطوف بسخطٍ منه ثم قالت بنبرة ساخرة تسترسل بها الحديث:

_ كنت فاكر إني هاجي جري واقولك إني مش عارفة اعيش من غيرك الأيام اللي فاتت.. وإن حياتي وقفت بعد ما اتهمتني بأبشع الاتهامات.. لا فوق أنا قطوف محمد العطار اللي محدش قدر يكسرها.

لحت بسمة مماثلة لبسمتها في بداية الحديث لديه، يردد بأعينٍ تحمل القسوة:

_ وأنا مازن العطار اللي جه كسر قاعدة قطوف وكسرها. وأكبر دليل أنك جيتي هنا عندي.. عشان تقنعي نفسك إنك فعلًا متكسرتيش و ترضي غرورك اللي كسرته...

اقترب منها حتى أصبح جوار اذنها يكمل بهمس قاسي جعلها تتألم:

_ تحب اقولك أنا سامع إيه دلوقتي.. سامع صوت نبضات قلبك وهي خايفة تواجهني.. خايفة تسمعي كلام يدمرك.. أنت مهما عملتي يا قطوف هفضل العقبة الوحيدة اللي مش هتقدري تتخطيها.. و لو فاكرة إني هرجع لواحدة غدارة بتبيع أي حد زيك فدا في أحلامك.

كبحت دموعها بصعوبة، ولكن وجهها تلون بحُمرة، دفعته بقوة كي يبتعد عنها، تشعر بألمٍ يعتصر قلبها مما يتفوه به، فهي حاولت أن تثبت لذاتها أنه لن يفرق معها ولكن أخطأت.. نظرت له بألمٍ ممزوج بغضب مرددة:

_ أنا فعلًا جاية أثبت أني متكسرتش.. مش جاية عشان ارجعلك يا مازن..

ثم استرسلت بصوتٍ مبحوح:

_ ولو في يوم جه عشان نرجع لبعض.. مش هرجعلك و عندي استعداد اقتل نفسي ولا ان قلبي يوجعني لحظة عشان ارجعلك... أنت قفلت كل الطرق يا مازن.

استدارت سريعًا قبل أن يرى دموعها التي انسابت على وجهها، تسير بعيدًا عنه، تشعر بغصة أليمة تقتلها، اقتربت من سيارة مهران ثم دلفت من الباب الخلفي كي تجلس جوار مهران، تأملها مهران بصمتٍ ثم فتح ذراعيه في حين بدالته نظراتٍ تحمل الألم ثم قالت وهي تلقي بذاتها داخل احضانه:

_ وجعني يا عمو.. وجعني أوي.. كل مرة بشوفه فيها ببقى نفسي أصرخ واقول لقلبي كفاية بقى دا اللي أذاكي وبيوجع فيكي عايزة ترجعيله ليه!

ربت مهران على ظهرها يحاول أن يهدئ من شهقاتها التي تزداد شيئًا فشيء، في حين دفنت قطوف وجهها بأحضان عمها بقوة قائلة بألم:

_ هو ليه قلبي اختار اللي بيأذيه.. ليه اختار اللي بيوجعه ويدوس عليه بشكل دا.

:_ أهدئ صغيرتي.. كله سيمر.. عليكي فقط أن تتحلي بالقوة.. وأنا إلى جوارك.

فِطْنَة اَلْقَلْبِ « قطوف الياسمين» بقلم سلمى خالدWhere stories live. Discover now