الفصل الثامن عشر (وَعَاشِرَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)

1.2K 64 38
                                    

فِطْنَة اَلْقَلْبِ

«قطوف الياسمين»

بقلم سلمى خالد " سماسيموو"

سبحانك اللهم بحمدك سبحان الله العظيم

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

الفصل الثامن عشر

(وَعَاشِرَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)

سار بخطواتٍ مهرولة داخل المشفى، يبحث بعينيه اللتان تآكلتا من الخوف على مازن، رأى مازن يقف جوار غرفة يتحدث إلى الطبيب ليسرع نحوه يردف بقلقٍ:

_ ماذا حل بقطوف؟!

استدار مازن لصوت خاله القلق، في حين اجابه الطبيب بصوتٍ هادئ:

_ اهدي يا شيخ مهران المدام كويسة ومفهاش حاجة، هو جرح بس براسها والتواء بسيط برجليها هيروح علطول وأنا بلغت الاستاذ مازن على دوا ويعمل إيه عشان تخف علطول.

تدخل مازن كي يهدئ من خوف خاله:

_ اهدي يا خالي قطوف كويسة، وهخدها دلوقتي ونروح.

نظر إلى مازن يردف بصوتٍ حاد:

_ ماذا حدث كي تصاب هكذا؟!

:_ في موتوسيكل جه بسرعة علينا وتقريبا كان قاصد لأنه خبط قطوف وسبنا وجري علطول.

اجابه مازن بهدوءٍ، في حين ضيق مهران عينيه بتفكيرٍ، ثم قال بنبرة غامضة:

_ حسنًا أذهب واحضر زوجتك.

كاد مازن أن يغادر، ولكن اوقفه مهران متمتمًا بكلماتٍ عجيبة:

_ يجب عليك الحذر يا بني.. فالأيام القادمة ليست سوى عاصفة لا نعلم ماذا سيحدث بها!

نظر له مازن بدهشةٍ، يتردد حديثه بأذنه مجددًا، ولكنه تحرك نحو الغرفة كي يحضر قطوف ويغادر سريعًا للمنزل.

*****

سار مازن بخطواتٍ هادئة نحو قطوف، يجلس جوارها بهدوءٍ، ثم مد يده يلامس هذا الجرح الموجود بجبينها، يشعر بندمٍ مما حدث لها، فتحت قطوف عينيها بعدما شعرت به، تنظر للندم داخله، ثم قالت ربما تزيل حزنه:

_ مش هتقولي برضو ليه بتحب مناجاة القمر؟

نظر لها مازن ثم اجابها بهدوءٍ:

_ عشان هي الوحيدة اللي وصفتني صح.

قطبت قطوف جبينها تتساءل مجددًا:

_ وصفتك صح إزاي؟!

تنهد مازن بأنفاسٍ مضطربة، ثم قال:

_ عشان كنت كل يوم استنى والدي يرجع وميرجعش.. سبني بوقت كنت محتاجة فيه.. وقت أي ابن بيستمد طاقته من أبوه.. فأنا كنت طول الوقت بكلم القمر بليل واسأله هو والدي بيكلمك ويسألك عني زي ما أنا بسأل عنه... ولما القمر يختفي افتكر شكل ابويا وهو بيمشي ويسبني.

فِطْنَة اَلْقَلْبِ « قطوف الياسمين» بقلم سلمى خالدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن