الفصل الخامس عشر (صَبْرُ أَيُّوبْ)

1.1K 65 28
                                    

فِطْنَة اَلْقَلْبِ

»قطوف الياسمين «

بقلم سلمى خالد " سماسيموو"

سبحانك اللهم بحمدك سبحان الله العظيم

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

الفصل الخامس عشر

(صَبْرُ أَيُّوبْ)

أخذ نفسًا عميقًا يخفي خلفه توتره، وضع الإبرة الخاصة بالأنسولين داخل الخزانة يغلقها بهدوءٍ، ثم استدار نحو قطوف التي تتطلع له بنعاسٍ تنتظر اجابة، حرك رأسه بإيجابية يجيبها بهدوءٍ:

_ لسه جاي من شوية.

حركت رأسها مجددًا ثم عادت تغفو بهدوءٍ، نظر لها مازن بزفرٍ يحمل الراحة، تأكد من غفوها وانطلق مجددًا للدولاب يأخذ الابرة كي ينتهي من هذا الامر المربك، انطلق نحو الحمام وما أن انتهى حتى خرج يرتدي ملابس مريحة للنوم، تقدم نحو الفراش يسحب الوسادة منه ولكنه تفاجأ بيد قطوف تتشبث به، تردد بصوتٍ نعاس للغاية:

_ نام على السرير يا مازن... جسمك مش هيستحمل اللي هتعمل في الأرض بكرة.

تعجب من طلبها، ولكن لم ينتظر دقيقة واحدة ونام على الفراش من شدة التعب الذي داهمه.

*******

صباحًا..

استيقظت قطوف بتعبٍ جالي، تنظر حولها لتجد رأسها تتوسط صدر مازن، اتسعت عينيها فجأة ونهضت من مكانها تكاد تصرخ به، ولكن علقت الكلمات بحلقها ما أن نظرت له يغفو بعمقٍ، أغلقت فمها وتذكرت ما حدث بالأمس وأنها هي من اخبرته أن ينام على الفراش، استدارت كي تنهض ولكنها تفاجأت بحقيبة دواء على السراحة، قطبت جبينها بتعجبٍ فهي ام تكن موجودة بالأمس، مدت يدها لترى ما بها لتجد مرهم للكدمات ومرهم اخر مرطبًا، رمشت بعينيها عدة مرات فهذه أدوية لوجهها، نهضت سريعًا تتطلع لوجهها بالمرآة لتجد أثار هذا المرهم على وجهها، وأن العلامة الموجودة بوجهها قد اختفت.

استدارت تنظر نحو مازن بمشاعرٍ متضاربة، تتأمل ملامحه الساكنة، ثم زحفت بسمة صغيرة على شفتيها، يشعر قلبه بألفة معه، تقدمت نحو الخزانة تحضر ملابسها التي احضرتها لها زينة بالأمس.

استيقظ مازن يشعر بألمٍ يداهم رأسه، نهض يغمض عينيه بدوارٍ، في حين خرجت قطوف وهي تهندم ملابسها، ولكنها وجدت مازن يجلس على طرف الفراش مغمضًا عينيه، تقدمت بتوترٍ نحوه، ثم سألت بتردد:

_ أنت كويس؟!

:_ حاسس بدوخة وصداع.

قالها بتعبٍ شديد، تقدمت نحو بقلقٍ، تردد وهي تمسك بوجهه ترفعه بهدوءٍ:

_ استنى اشوف الجرح اللي في دماغك.

بدأت بفك الضمادة لتجد بعض الدماء حول الجرح، ذهبت سريعًا تحضر علبة الاسعافات وبدأت بتطهير جرحه، ثم اعدت الحمام وملابسه التي سيرتديها، وتقدمت منه تردد بحنو:

فِطْنَة اَلْقَلْبِ « قطوف الياسمين» بقلم سلمى خالدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن