الفصل الرابع والثلاثون ( كَتَبَ كِتَابٌ وَاعْتِرَافٌ)

1.3K 60 38
                                    

فِطْنَة اَلْقَلْبِ

«قطوف الياسمين»

بقلم سلمى خالد " سماسيموو"

سبحانك اللهم بحمدك سبحان الله العظيم

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

الفصل الرابع والثلاثون

(كَتَبَ كِتَابٌ وَاعْتِرَافٌ)

حالة من الجمود تملكت جسدها، تنظر لفاه المسدس المصوبة نحوها برجفةٍ، في حين ابتسم جمال بحزنٍ ثم قال بنبرة مبحوحة:

_ هو أنتِ ليه محبتنيش؟

لم تستطع الاجابة عليه، بل ظلت ترتجف من ملامحه التي تحولت إلى غضب شديد غير مبرر له، يصرخ بها في جنون:

_ ليــــــه! أنا خوفتك مني صح.. خلاص مش هخوفك تاني صدقيني وهبقى هادي معاكي بس أنتِ متسبنيش.

جف حلقها من حديثه، ونبرته الحنونة بعد هجمة الصراخ المجنونة، في حين أنزل جمال مسدسه يحدق بها في لهفة منتظرًا اجابتها، تراجعت ياسمين عدة خطوات تحاول الحديث بنبرة مهزوزة:

_ أنا.. أنا مش هقدر صدقني أكون معاك.

تلقى حديثه بصعقة قوية، يشعر ببرودةٍ تسير بجسده بالكامل، بدأ يشيح بيده مرة أخرى الحاملة للمسدس قائلًا وهو يقترب منها:

_ ليه يا ياسمين.. أنا هتغير عشانك صدقيني.. خليكي معايا متعمليش زيها وتسبيني.

تراجعت ياسمين بذعرٍ حتى تعثرت بالأرض لتقع عليها وهي لا تزال تتراجع، تذرف الدموع بخوفٍ شديد منه، توقف جمال فجأة عن التقدم بعدما لاحظ حالة الذعر التي بها ياسمين، ثم قال بحزنٍ:

_ أنا كان نفسي نكمل سوا.. كنت بعمل كده عشان متسبنيش زيها.. أنا لما كنت حنين وبهتم بيها سبتني ووجعتني وخلتني عايش في مصحات نفسية بتعالج.. وهربت عشان اسألها ليه عملتي فيا كده! بس وقتها قبلتك.. كنت شبها أوي.. بس أنتِ معملتيش زيها وعشمتني بالحب زي ما هي عملت.. أنتِ أحسن منها.. أنا اللي كنت غلطان في حبي ليها.. أنا مستحقش حد ولا استحق اعيش تاني.. أكتر حاجة وجعتني هي إنك خايفة مني بالشكل دا..

توقف قليلًا ليأخذ أنفاسه، ثم أكمل يرفع مسدس بجهة رأسه:

_ أنا مش وحش.. الناس هي اللي خلتني وحش وصدقوا إني الوحش مش هما اللي وحشيين.. سامحيني على كل حاجة.

انهى حديثه ضاغطًا على زناد المسدس لتصرخ ياسمين تخفي وجهها بين راحتي يدها قبل أن ترى ما فعله، يرتجف جسدها بشدة، في حين وقع جسد جمال بلا روح بعدما ضاع ضحية لجنونه.

انطلق كل من بالمنزل سريعًا ليروا ما سر هذا الصوت، وتفاجأ جميعهم بوجود جمال جثة هامدة، ركض زين نحو ياسمين التي تجلس تضم قدمها لصدرها تبكي بصوتٍ عالي، تردد بخوف:

فِطْنَة اَلْقَلْبِ « قطوف الياسمين» بقلم سلمى خالدOnde as histórias ganham vida. Descobre agora