الفصل العاشر (إِنَّ بُعْدَ اَلظَّنِّ إِثْم )

1K 70 46
                                    

فِطْنَة اَلْقَلْبِ
«قطوف الياسمين»

بقلم سلمى خالد " سماسيموو"

سبحانك اللهم بحمدك سبحان الله العظيم

الفصل العاشر

(إِنَّ بُعْدَ اَلظَّنِّ إِثْم )

صعد نحو غرفتها كي يروي لها الحقيقة، يعلم جيدًا أنه ليس من السهل أن تصدقه، ولكن سيحاول معاها، طرق باب الغرفة بهدوءٍ، ينتظر خروجها وبالفعل فُتح الباب ولكن كانت تقف أمامه بأعين حمراء، عينان متورمتان بشدة من أثر بكاءٍ عنيف، شعر مازن بالذنب نحوها فأسرع بالحديث يتمتم:

_ يا قطوف الروچ دا من بنوتة صغيرة اسمها قمر كانت بتعيط عشان صحبتها ضحكت عليها وقالتلها أن  شكلها وحش وأنها  تستعمل روچ مامتها وهي عملت كده ولما ساعدتها واقنعتها إنه دا غلط وأنها جميلة راحت حضنتني... أكيد مش هروح بالشكل دا لوحده.. لو عايزة نقابل الطفلة دي وتسأليها بنفسك وأكيد..

:_ ميهمنيش!

قالتها ببرودٍ قاتل، في حين نظر لها مازن بنصف عين، ثم قال بهدوءٍ:

_ وبتعيطي ليه أما مش همك؟!

استدارت توليه ظهرها، تجيب بصوتٍ ساخط:

_ بعيط لأن طلعت عايشة مع رئيس عصابة...

ثم عادت تنظر له بأعين مشتعلة من الغضب، تكمل حديثها بنفورٍ:

_ عايشة مع بني آدم غدار بيعرف يخلي اللي حوليه يصدقوه.. حقيقي أنت وأمك بقيتوا تخنقوا.. كل ما بشوفكم ببقى عايزة ارجع من كمية القرف اللي بشوفه منكم.. هو في ناس زيكم كده.. أنت بجد بقيت أكتر راجل اقرف منه ومش طايقة أشوفه تاني.. وطلقني.. وأنا مش عايزة الورث بتاعي!

كان يستمع لكلماتها، كانت كالحجارة التي تُلقى فوق رأسه، بقى يعلق نظراته بخاصتها، يحاول أن يتأكد من كل كلمة قالتها، حتى أردف بصوتٍ هادئ يرفق حدثه ببسمة صغيرة متألمة:

_ حقك مش هنكره.. وهنطلق زي ما أنتِ عايزة بس لما السنة تخلص هي يعتبر عدى منها شهور وهانت هترتاحي من قرفي كله ومش هتضطري ترجعي لما تشوفيني.. بمجرد ما السنة دي تخلص هطلقك وتاخدي ورثك كله..
كاد أن يغادر ولكنه اضاف بنبرة تحمل مرارة حديثها:
_ وعلى فكرة أنا مفكرتش نهائي اكسرك بوقت ضعفك يا بنت خالي.. زي دلوقتي بظبط أنتِ في أضعف حالتك وأنا سهل عليا ارمي يمين الطلاق واكسرك واخد ورثك، عن إذنك.

استدار مغادرًا المنزل بأكمله، كلماتها القاسية جلعت من مقلتيه يصرخان ألمًا، كبرياؤه يمنعه من أن تهبط دمعته في حين يصرخ قلبه بأن ينفث عنه، هبطت دمعة واحدة فقط من عينيه ولكنه ازالها سريعًا، وقرر أن يشغل عقله بالعمل.

***
ارتدت ملابسها بحماسٍ لم يسبق لها تجربته، فقد قررت الذهاب إلى صديقتها كي تقضي معها بعض الوقت، خرجت من غرفتها تذهب نحو والدتها مرددة بنبرة متحمسة:
_ ماما هروح لقطوف شوية بما اني اجازة النهاردة!
ابتسمت لها بحبٍ ثم قالت وهي تخيط بعض الملابس:
_ ماشي يا حبيبتي متتأخريش بس أهم حاجة.
حركت مريم رأسها بإيجابية، ثم سارت نحو الباب وما أن فتحته حتى وجدت رسالة صغيرة على الأرض، هبطت تمسكها ثم فتحتها لتجد
(   010****  دا رقمي خدي معاد مع مامتك عشان اجي اتقدملك وابعتلي يا بومة)
صكت مريم على اسنانها بغيظٍ، تهمس:
_ آه يا خرتيت ماشي.
وضعت هذه الرسالة بحقيبتها وانطلقت نحو صديقتها لتجلس معاها قليلًا.
*****
بالإسكندرية..

فِطْنَة اَلْقَلْبِ « قطوف الياسمين» بقلم سلمى خالدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن