الفصل الأول (سأبقى أمانُكِ)

3.7K 105 36
                                    

#فِطْنَة_اَلْقَلْبِ

«قطوف الياسمين»

#بقلم_سلمى_خالد " سماسيموو"

"اللهم إنك العفو الكريم تحب العفو فأعفو عنا"

الفصل التمهيدي

(سأبقىٰ أمانُكِ)

نسمات الهواء العليلة تنطلق بكل مكان، تنسحب بين الناس تعطيهم بعض الأمل في الحياة، تجفف القليل من قطرات العرق العالقة بجبينهم، فالشمس ساطع والرطوبة عالية بهذا الجو الصيفي.

بمنطقةٍ هادئ، يقطن بها أناس ليسوا بأغنياء ولا بفقراءٍ ميسورين الحال، بمنزلٍ بسيطٍ للغالية يحمل حديقة صغيرة بها أشجار وزهور وخاصة الزهور النادرة، تقف بالجوار فتاة قمحاوية اللون تميل للدرجة الغامقة، تحمل عينان بنيتين، ترتدي حجابها بشكلٍ مُهمل، ترتدي ملابس زرقاء سروال من اللون الكحلي وتي-شيرت ذو أكمام من اللون نفس اللون، تمسك بمفتاحٍ خاص بصيانة السيارات، تحاول فك أحد قطع السيارة محاولة إصلاحها، بدأت مسح جبينها من العرق، ولكن تلوث كباقي وجهها بالشحم والهباب الأسود..

:_ أنا حاسس انك بتتغذي على الشحم وهو على وشك كده!

كلماتٌ نطق بها ( مازن) بسخطٍ على ابنة خاله ( قطوف)، في حين رفعت قطوف بصره تطلع نحوه في سخرية منه، تشير والمفتاح بيدها من الأعلى للأسفل في سخرية:

_ طب أجري ألعب بعيد.. دا أنت ولا عشرة زيك يقدروا يعملوا الشغل بتاعي..

ابتسمت بسخرية مكملة:

_ أصل بيخافوا من الشحم ليبهدل بشرتهم.. اوعي تكون بتحط مسكات قبل ما تنام يلا؟!

تبدلت ملامحه لغضبٍ جامح، يردف بصوتٍ عالي أصبح مسموع لمن بالمنزل:

_ قطـــــــــوف لمي الدور!

ألقت قطوف المفتاح من يدها على الأرض ليصدع صوته، تهدر بصوتٍ يعلو صوته:

_ يبقى تلمه أنت أول.. وتبطل تدخل تجر شكلي.

رفع حاجبه في عدم رضا، يتمتم بنبرة مستفزة:

_ يجرا ليا حاجة لو مدخلتش شوفت الشحم وهو على وشك.. بس اتصدقي احيانًا بفتكر وشك العلبة بتاعت الشحم.

تلونت وجنتيها بالحُمرة من الغضب، تصرخ به في غيظ:

_ ما تغور ياض أنت من هنا هي مش ناقصك على الصبح.

:_ اتلمي يا بت بدل ما أكشملك.

قالها مازن وهو يتقدم منها بغيظ دون أن يشعر، في حين وقفت قطوف في غضبٍ جامح ترد:

_ تكشم لمين يلا.. روح ألعب بعيد يلا اجري.. اجري.

:_ اتصدقي لقهر قلبك على العربية اللي أنتِ مش رحمها دي.

تمتم بها في بسمة خبيثة، في حين تحولت حدقتي قطوف لنظرة حادة.. غاضبة تهمس في غضب:

_ عارف لو قربت منها لكون مخلصة عليك يا مازن..

فِطْنَة اَلْقَلْبِ « قطوف الياسمين» بقلم سلمى خالدTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon