فِطْنَة اَلْقَلْبِ « قطوف الياسمين» بقلم سلمى خالد

الفصل السادس عشر (إِخْلَاصٌ)

فِطْنَة اَلْقَلْبِ

«قطوف الياسمين»

بقلم سلمى خالد " سماسيموو"

سبحانك اللهم بحمدك سبحان الله العظيم

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

الفصل السادس عشر

(إِخْلَاصٌ)

نظرت لما بين يديها بصدمةٍ، تحاول استيعاب ما فهمته، هل مازن مريض سكر!! هل ورث هذا المرض من ابيها!! استدارت بعينيها لتجده يغفو مكانه بعمقٍ، عادت تتذكر شريط حياتها معه ومن قبل، عندما يطالب بالشاي دون سكر وكانت تسخر منه، عندما صنعت طعام لهما واضطر لأن يتناوله دون أن يخبرها بمرضه.

اغرورقت الدموع عينيها فجأة وهي تتذكر اتهامها له بالخيانة، لم تكن خيانة، بل كان مريض بالمشفى إذًا، ابتلعت لعابها بصعوبةٍ، ثم وضعتها مجددًا، يجب أن تتأكد مما رأت، نظرت له قليلًا تتقدم بخطواتها له حتى اصبحت جواره، تنظر لملامحه الساكنة، ثم قالت بندمٍ:

_ أنا آسفة.. حقيقي آسفة على اللي عملته واللي هعمله!!

***********

: _ آآآه ياني ياما.

ردد بها ياسين وهو يجلس على الفراش يرفع قدمه كي ينظف جرحها، يحدث نفسه كالأبله:

_ آه على اللي بيحصلي، هي اجازة باينة من أولها دا الشغل عندي مش بتمرمط فيه كده.. حقيقي شابو لكل فلاح مصري أصيل.. أنا عرفت معنى تشققات والكساح من المرمطة دي.

أنهى ياسين تطهير الجرح، ثم انطلق يغلق النور كي يغفو، ولكن تذكر مريم وعينيها اللتان التمعا بالدموع عندما صرخ بها، عض على شفتيه بندمٍ ثم قال بتصميم داخله:

_ لزمًا أروح أصالحها.

أغمض عينيه يغفو، ولكن بداخله عقد العزم على الذهاب لها.

*********

صباحًا..

اشعة الشمس الساقطة على عينيه افقته، فتح عينيه ببطءٍ ينظر حوله، فهو لم يشعر بشيء ما أن وضع رأسه على الوسادة، انتفض من مكانه فجأة وهو يرى قطوف تنام على المقعد بشكلٍ سيسبب حتمًا ضررًا لها.

:_ قطوف.. قطوف اصحي.

قالها مازن وهو يحرك يدها بخفةٍ، في حين انتفضت قطوف بخوفٍ، تنظر إلى مازن بقلق متمتمة:

_ أنت كويس!! فيك حاجة!!

قطب مازن جبينه بدهشة، ثم اجاب وهو يزيح الغطاء:

_ الحمدلله كويس... ايه اللي نيمك كده!!

نظرت له بقليلٍ من التوتر، ثم اجابت:

_ مفيش.. أصل أنا قولت اقعد شوية على التلفون وتقريبًا نمت من غير ما احس.

حرك رأسه متفهمًا ثم نهض بتعبٍ من الفراش، في حين نظرت له قطوف ثم نهضت هي الأخرى كي تبدل ملابسها وتنفذ خططها.