49_ كَـف "أيـوب"

Start from the beginning
                                    

وصل به إلى البوابة الحديدية القصيرة ورفع صوته يُنادي على حارس بيته الذي خرج من الغرفة الصغيرة المُلحقة ببيته وركض إليه بملامحٍ ناعسة جعلت "سراج" يقول بأسفٍ من موقفه:

_معلش يا عم "شعبان" بس الراجل بيروح مني.

سأله الرجل ببلاهةٍ ولا زال يقف محله:

_طب والعمل إيه يا أستاذ "سراج"

_لأ ولا حاجة، اجري وراه ألحقه، يــاعم "شــعـبان" هتجلطني قبل الراجل، افتحلي الباب دا ولا أتصرف.

بدل نبرته التي كانت ساخرة إلى أخرى حينما رفع صوته بضجرٍ في وجه الأخر الذي حاول أن يفتح الباب وقد نجح في ذلك وعاون بعدها "سراج" حتى ذهب به إلى السيارة أخيرًا أما الآخر فرفع صوته يحذره بقوله:

_خلي بالك على "جـودي" يا عم "شعبان" ركز أبوس إيدك البت فوق لوحدها وأنا هحاول أتصرف.

انتبه له الأخر وأومأ موافقًا بينما هو قاد السيارة بسرعةٍ دون أن يفكر في أي شيءٍ سوى هذا الرجل الذي يجاوره وفي محاولته لإنقاذه قبل فوات الأوان وقبل أن يظهر في عينيها مُهملًا فيكفيه حاليًا أن يكون مُجرمًا فقط..
__________________________________

           <"مرة في حينا زارنا ضيفٌ لطيفٌ">

كان "عُـدي" قد جلس وانهمك في ترجمة المحتوى الموجود أمامه وقد أنجزه ببراعةٍ كُبرى تتناسب مع شغفه الكبير لهذا المجال، حلم كثيرًا بما لم يصله كأي شابٍ في هذه المُنظمة التي تلطم الشباب بحقيقة فشلهم.

انتهى مما يفعله واقترب يحاور "يوسف" ثم قال بنبرةٍ هادئة يشرح له:

_دي الترجمة لـ ٣ لغات والعربي معاهم، ترجمة مترتبة مش حرفية زي جوجل، شوف كدا وراجع.

ابتسم له "يوسف" وهو يقول بنبرةٍ ضاحكة يبثه الثقة بالنفس ويعبر عن ثقته به:

_هراجع وراك يعني؟ دلوقتي "رهف" هتحطهم في الورق وتروح تظبطهم في الملف قبل بكرة، كدا خلاص فيه حاجة تاني يا "رهف" ؟؟.

أخذته منه الأوراق تراقبها بعينيها وترى كم الإنجاز الكبير الذي تحقق في ساعاتٍ قليلة بعدما أضنت أسبوعًا كاملًا من مجهودها وسُرِقَ في نهاية الأمر، وما إن رأت هذا نصب عينيها قالت بامتنانٍ توجه حديثها لذاك الغريب الذي ساعدها في حل مشكلتها:

_شكرًا يا "يوسف" أنا كنت مرعوبة أوي وخايفة بكرة ييجي وأنا مش محضرة حاجة، وشكرًا يا أستاذ "عُـدي" لحضرتك معلش تعبناك معانا وأخرناك على الغدا، متأسفة.

رفع "عُـدي" حاجبيه مذهولًا من حديثها ولم يرد عليها فضربه "يوسف" من جديد في قدمه حينها انتبه لها وهو يقول بنبرةٍ مكتومة وهو يتجاهل ألم الضربة:

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Where stories live. Discover now