الفصل السابع والعشرون ( انتقام مزيف)

ابدأ من البداية
                                    

_ هجيبك يا ياسمين يعني هجيبك.. حتى لو في أخر بلد هوصلك.

**********

وقف أمام العيادة يشعر بتوترٍ لم يعهده، أخذ نفسًا عميقًا ثم صعد إلى الأعلى بخطواتٍ حملت ربكته، وصل أخيرًا للطابق ثم جلس مكان يفكر بردة فعلها عندما تعلم بوجوده، ظل جالسًا حتى انتهت من جميع الحالات، ثم اخبر السكرتيرة برغبته في الدخول دون علمها وبالفعل ساعدته بالدلوف فهي تعلم أن ياسين كان خطيب مريم، وقف ياسين على اعتاب الباب يردف بهدوءٍ:

_ عاملة ايه يا مريم.

توقفت يدها على تدوين ملاحظات وعمل خطة علاج لبعض العملاء، لم ترغب برفع بصرها، تشعر بانسحاب انفسها شيئًا فشيء، في حين أكمل ياسين حديثه بحزنٍ:

_ مش عايزة تردي ليه؟!

أغمضت عينيها تحاول كبح دموعها بألمٍ تتذكر ما حدث بيوم خطبتها، لتردف بنبرة مهزوزة:

_ الحمدلله.

استرسل ياسين حديثه بحزنٍ:

_ لسه شايفة اني غلطان!

ازدردت لعابها، ثم قالت دون النظر له تكمل ما تكتبه:

_ غلطك أو لاء في النهاية النتيجة واحدة يا ياسين وأنا ادمرت.

:_ لا النتيجة مش واحدة وأنتِ عارفة كويس أن اللي حصل مش بايدي.. لأن لو بايدي مش هتقدري تتكلمي معايا حتى.

قالها بانفعالٍ من حديثها، في حين تسربت الدموع من عينيها تتمتم بصوتٍ مختنق من الدموع:

_ وفي النهاية ايه.. أنا ببص على النهاية يا ياسين في النهاية أنا اللي ادمرت.. واللي عملته فيا عمري ما هقدر انساه.

قبض على يديه بغضبٍ، يشعر بانفلات اعصابه، يردف من بين أسنانه:

_ مريم النهاية كانت أحنا الاتنين مش أنتِ لوحدك.. مش أنتِ الضحية الوحيدة.. فبلاش تشوفي إنك ضحية وأني أنا الجاني.

صمتت ولم تجيب، في حين استدار ياسين يردف بنبرة ساخرة:

_ محتاجة تذكري من تاني يا دكتور شكلك عدتي بملحقين زي صحبتك.

رفعت مريم رأسها بصدمةٍ من حديثه، في حين غادر ياسين يوليها ظهره دون أن يدع لها فرصة لكي تتحدث.

***********

بقى ينتظر بالخارج بعدما دلفوا بها إلى غرفة العمليات، يشعر بقلقٍ عليها، ملامحها الباهتة التي رأها من أثر نزيفٍ حاد، خرج الطبيب من الغرفة بملامحٍ متهجمة، يتطلع له بأعينٍ مشتعلة بالغضب، يتمتم بنبرة متعصبة:

_ مين اللي عمل فيها كده! دا مختل عقليًا اللي عمل فيها كده!

نظر له مازن بقلقٍ من ملامحه، يردد بخوفٍ:

_ هي كويسة؟!

زفر بغضبٍ يجيبه:

_ حاليًا حالتها لسه! النزيف كان كبير عندها أوي وحد فضل يشرح في دراعتها لحد ما اتشوهوا تمامًا ومحتاجين عمليات تجميل عشان ترجع بشكل جزئي وهيفضل أثر كبير في دراعها.. دا غير حالتها النفسية المدمرة تمامًا.

فِطْنَة اَلْقَلْبِ « قطوف الياسمين» بقلم سلمى خالدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن