30:أشرق الحب

Start from the beginning
                                    

الشوق بفؤاده يلسع روحه، أنهكه الوجوم و جره الشجن لصفقة مجهولة الأمد

مجرد استرداد حروف اسمها على طاولة النقاش مع شقيقه أضرم اللهيب بأيسره و سحب قاتمتيه في توق عظيم للقاء بهاء ورقة ذات الحسن و البهاء

سقط عميقا بلب أفكاره

ألم يعتد الحياة وحيدا محاطا بالظلام ؟ ألم يأتي الموت زاحفا على أقدامه مرارا وتكرارا ؟ ألم يحيى وسط الفراغ دون مأوى ؟

فما بال روحه التي اعتادت الفقدان عاجزة عن استنشاق ذرات الهواء كأنه غارق أسفل المحيط مكبلا بأصفاد من حجر ؟

يسترجع حروف المحقق اللاذعة، يدرك أن ما افتعله بحق الفتاة ذنب لا يغتفر

وإن سامحت هي قسوته فلن يغفر للانكسار الذي ألحقه بقلبها الرقيق، لن يتخطى انطفاء بريق مقلتيها و اللآلئ الثمينة التي انهمرت قربانا لجبنه و استسلامه المخزي

لكنه ينظر حوله ولا يلقى سوى السواد، أقدامه تطفو فوق مستنقع موحل و كلما اقتربت هي من محيطه الدامس يسحبها الوحل عميقا

كائن ذميم مثله لا يستحق هدية كهذه، لا يناسبه صفاء روحها و لا هيأتها الملائكية النقية

كان يعلم أنها ستختار الحرية في النهاية فمن ذا العاقل الذي يهوى الاحتراق إلى الأبد؟

لم يستطع إمساك يدها العطوفة، أنامله عجزت عن التشبث برقة قلبها

ذاق طعم الحياة لأول مرة، أدمن و استنشق النعيم، أحاطه الدفئ فأغراه بشدة حتى كاد يصدق وهمه في الظفر بالجنة متناسيا كونه شيطان آثم لا مكان له سوى بين ثنايا الجحيم

ليته تحلى بالقليل من الأنانية و حارب لإبقائها إلى جانبه، لكن وبقدر احتياج طيف روحها حوله كان مضطرا لتركها ترحل، علها تحظى بما تستحق من سعادة و هناء

أليس هذا ما فعله الوحش؟

ترك بيل ترحل لأنها باتت أغلى من زهرته ولم يتردد أبدا في تحريرها من قيوده

ولأن الحالك انجرف عميقا في دوامة أفكاره، لم يدري متى قادته أقدامه للسيارة مغادرا المقهى الصغير

عصف به الشوق والحنين حتى وجد نفسه أمام منزلها

تواق لنظرة واحدة من أحجارها الكريمة و معزوفة صغيرة من لحن صوتها العذب

مهما حاول،مهما أقنع ذاته بأن ما فعله هو الصواب يشعر بجوفه يحترق ووجدانه يكاد يستنزف أنفاسه بعيدا عن ربيع عينيها و أريجها الناعم

أضحت هالته السوداء خارج السيارة التي تنافس ظلام هيأته

ثم ساربخطوات رزينة نحو السيارة الأخرى القابعة على مقربة من المنزل فقرع بضع مرات على الزجاج جاذبا اهتمام القابع هناك

جيون جونغكوك: سجن الغرابWhere stories live. Discover now