الفصل السادس عشر (إِخْلَاصٌ)

Start from the beginning
                                    

***********

انتهى مازن من حمامه، وشعر أنه بحاجة له، خرج من الحمام ليجد قطوف تدلف إلى الغرفة حاملة صينية، رفع مازن حاجبيه بدهشة، يردف بتساؤل:

_ إيه دا!!

اجابته قطوف ببسمةٍ هادئة:

_ الفطار.. قولت لعمي مهران أنك تعبان أوي ومش هتقدر تقوم واستأذنت تفطر النهاردة هنا.

ضيق عينيه لها، في حين توترت قطوف من نظراته، ثم قالت:

_ إيه.. بتبص كده ليه!

:_ هقولك ومتزعليش.. أنتِ مش وش حنية خالص يا قطوف.. متعود الصبح اقوم على خناقة سخنة كده تفوقني.. إنما الحنية دي بتخوف.

قالها مازن بجديةٍ، في حين رفعت قطوف حاجبه بغيظٍ ثم رددت من بين أسنانها تشير نحو الطعام بعينيه:

_ كُل يا مازن بدل ما تبقى الغدا بتاع النهاردة.

اتسعت عين مازن بسعادةٍ، يردف باريحية:

_ إيوة كده اتظبطي أنا بقول برضو إيه اللي جرالك!

جلس مازن على الأريكة، يزيح القماشة من على الصينية، ولكن اتسعت عينيه بصدمة، فجميع المأكولات التي لا تصح له وضعتها، نظر لها بتوترٍ، في حين رددت قطوف ببسمةٍ فرحةٍ تحمل التزييف:

_ أنا اللي حضرته بنفسي!

نظر لها باندهاش، يردف بتعجب حقيقي:

_ بجد!

حركت رأسها بإيجابيه، تردف بسعادةٍ حقيقية:

_ آه.. الصراحة عمتو زينة وقفت معايا لحد ما جهزت الصينية لوحدي.

حرك رأسه بتفهم، يردف بفخرٍ:

_ طب اتصدقي أنك شاطرة.. أنا فخور بيكي مستسلمتيش.

زحفت بسمة حقيقية لشفتي قطوف، تتطلع لمازن بنظرةٍ غريبة، في حين تعجب مازن من نظرة قطوف فهي لم تنظر له هكذا من قبل.. يعلم هذه النظرة هي نظرة حب!! هل احبته!

حرك رأسه نافيًا، ونظر للطعام بتنهيدةٍ، ثم بدأ بأكل القليل منه كي لا تحزن، وما ان انتهى حتى سمع صوت قطوف تتمتم:

_ أنت مكملتش أكل ليه؟!

اجابه مازن وهو يحتسى الشاي:

_ تسلم ايدك يا قطوف.. أنا الحمدلله شبعت ولاسيما الأكل كله معمول بالسمنة البلدي وهي بتشبعني بسرعة.

نالت اجابته رضاها، لتنهض حاملة الصينية، متمتمة:

_ طب هنزلها واجي.

وبالفعل غادرت الغرفة، ولكن تركت به فتحة صغيرة لترى مازن الذي نهض سريعًا يفتح الخزانة حاملًا حقنة الأنسولين يحقن بها ذاته، أغمضت عينيها بألمٍ إذا كل ما فهمته صحيح!، نظرت للطعام بندمٍ ثم تحركت نحو الأسفل كي تضع الطعام مكانه، تقرر مواجهته.

فِطْنَة اَلْقَلْبِ « قطوف الياسمين» بقلم سلمى خالدWhere stories live. Discover now