الفصل الخامس عشر (صَبْرُ أَيُّوبْ)

Start from the beginning
                                    

_ أنا جهزت الحمام.. ادخل خد حمامك يمكن الدوخة تروح.

حرك رأسه بإيجابية، ونهض من مكانه، ولكنه بدأ يترنح لتسرع قطوف تمسك بيده تساعده على الوقوف باعتدال، تمتمت وهي تلف ذراعها على ظهره قائلة بجدية:

_ خلاص هساعدك استنى.

ساعدته على دلوف الحمام ثم أغلقت الباب تاركة إياه كي ينتهي وبعد مرور وقت خرج مازن من الحمام يشعر بقليلٍ من الراحة، تقدمت نحو بقلقٍ تنظر لعينيه متمتمة:

_ ها حاسس بأيه؟!

لم يعتاد طرقتها، ولكنه تمتم بهدوءٍ ممزوج بتعجبٍ:

_ الحمدلله دوخة راحت شوية.

حركت رأسها براحةٍ، ثم تقدم مازن نحو الباب يردف بهدوءٍ:

_ يلا.

نظرت له بحزنٍ تمنت لو يمسك بكفاها مجددًا كي يهبطا سويًا تمنت ان يعاملها كابنته وينسى ذنبها.

*********

:_ لديكم ثلاثة أشهر فقط أرى بها محصول الطماطم الذي ستزرعونه.

قالها مهران وهو يقف أمام زين ومازن وياسين، في حين أومأ زين بإيجابية يردف بطاعة:

_ حاضر يا والدي.

تركهم يغادر الأرض بور، تحتاج لوقتٍ كثيف كي ينتهوا من اصلاحها واعدتها صالحة لزراعة، استدار زين مجددًا لهم ثم قال بهدوءٍ:

_ ركزوا معايا أبوس راسكم الأرض دي بور ومحتاجة تتجهز عشان نقدر نزرع.

نظر الأثنان حوالهما ليجدا الأرض بالفعل حالتها مزرية، هتف مازن بحيرةٍ:

_ يعني هنعمل إيه؟ وإيه اللي خلى الأرض يحصلها كده!

تنهد زين ثم اجابه بحيرةٍ:

_ مش عارف بظبط.. والدي اداني الأرض كده.. واحنا المفروض نعرف هي فيها ايه.. وانسب حاجة هناخد عينة منها ونحللها... بس دلوقتي هنجهزها بحيث نقدر نشتغل علطول.

حرك مازن رأسه في إيجابية، يتطلع للأغصان الموجودة على الأرض وجزوع الشجر الضخمة، بدأ بحمل الأغصان ليهتف مازن بتعجب:

_ صح يا زين أنت بتتكلم زينا عادي كده إزاي؟!

تدخل ياسين يجيبه وهو يحتسي الشاي جالسًا على أحد الجزوع:

_ لا ما زين درس في جامعة عين شمس.. وعاش في القاهرة اربع سنين هو خريج آداب علم نفس وشغال دكتور نفسي.. بس اعتزل المهنة حاليًا وشغال ما والدي.

استدار مازن ينظر له بغيظٍ يردف بحدةٍ:

_ أنت قاعد بتهبب ايه ما تقوم معانا!

وضع ياسين قدم فوق الأخر يردد بغرورٍ:

_ في واحد زي يشتغل في أرض.. أنا بس قاعد عشان أسليكم.

فِطْنَة اَلْقَلْبِ « قطوف الياسمين» بقلم سلمى خالدWhere stories live. Discover now